ملحق «لا» 21 السياسي - العدد (1756)
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي
أقوال (غير) مأثورة
علـي عطروس
° السلطة العاجزة تتعذر بالمحواش... وتعصد البلاد أيضاً!
° من زرعوا «العاصفة» لن يجنوا سوى الريح!
° «مش شاطر»... نحن فقط الأغبياء!
° الحرية لا تتحقق فقط بالنشر على الحيطان... بل تنجز أيضاً بالحفر عميقاً في الجدران!
° إنه كالساعة؛ لا يقدم ولا يؤخر!
° وعد الحر... كاااااش!
° حين يكون الحاكم مصاباً بـ«التهاب المفاصل» تصبح وظيفة السلطة الفاسدة هي إنتاج المراهم له فقط وعلى حساب المحكوم.
° لا يقف في وجه العدوان كل من يأكل من قفا الناس الذهبْ... ومن لا سجدة له على الجبهة فلن تحصنه من الذنوب «الجُعَبْ»...!
° الجيل الذي تستهلكه الحرب لن يصنع من على عجلات الكراسي المتحركة السلام!
° النقد نقدان: نقد بلاش، ونقد كاش.
° انتهى زمن الضحك على الذقون، وبدأ عصر البكاء من الذقون!
° إذا كان الوطن أسطورة فإن الشعب خرافة!
° في اليمن لا يمين أو يسار، لا جنوب أو شمال... بل فوق وتحت فقط.
° الوطن شتاء والشعب عرايا... فكن جمرة من نار موت، تعش!
° العربي هو الإنسان الوحيد الذي لا يدخل القبر إلا بعد موته بسنوات.
° القلوب التي كانت تنبض بالأكسجين صارت تعمل بالنفط.
° يد لا تستطيع تكسرها، أبصق -على الأقل- في وجه من يبوسها.
° العنف يولد العنف، وشوالات الزلط!
° بالأمس كان «العجل في بطن أمه». واليوم صارت الأمة في بطن عجل!
° لا حياة لعاطش يترك «لصوص المطر» يديرون له مشاريع المياه!
بلا فيءٍ وأنفالِ
عروة بن الشوك الدكاك
ألا عِم صباحاً أيها الهاجر القالي
سلوتَ وما مضناك ناسٍ ولا سالي
ظفرتَ بقلبي في الغرام ولم تؤبْ
على الغرم خيلي من هواك بخلخالِ
وأُبْلي جهاداً في هواك وتنثني
تنوء ولا تُبلي بفيءٍ وأنفالِ
كأني وأنت الدلو في كف ناهلٍ
يذود صداه بي وأذوي بإمحالي
لبــــــــاس العاهرات
بسام شانع
قال المثل بعـض القوارب واليخوت
خطـر يهدد حاملات الطايرات
سواحل «المهْرة» سواحـل «حضرموت»
هـــــــدف دنابيع القــــــــوى المتآمرات
عشايـــــــق المحتــــــــــل ربَّات البيوت
وبالشـــــرف تتعـــــايــــــــر المتعايرات
معظـم عقـالات المشايـــخ والبشوت
في وقتنـــا الحاضر لبـاس العاهرات
من أرشيف كشك الثورة :(نحو) وطن و(صرف) شعب
• كافح ونافح وكد وجد واجتهد وبصق الدم وشُرد وحبس وعُذب... وحين أتم مهر حبيبته بعث به مصحوباً بتوكيل منه إلى رجل عجوز ليزوجه عروسه. عاد الشاب بعد عامين ليجد العجوز الخرف ذاك وقد تزوج بمحبوبته والتي شوهها بل و»فتل» بها... (حدث مثل هذا مع شباب التغيير وشيوبتها مع الثورة).
• النفط الذي تعتازه القدس لن تحتاج إليه مكة. والدم الذي تنزفه صنعاء ستغرق في طوفانه الرياض. والصلف الذي يصب حقداً من حنفيات الخليج سيترسب ملحاً في الصليف بعد أن تغسله مياه البحر الأحمر!
• التغيير ليس مجرد حذف وإضافة أو قص ونسخ ولصق أو فوتوشوب وفوتوكوب...
التغيير وببساطة هو حتمية بلوغ أحد الأجلين، وبالتالي ضرورة إعادة ضبط المصنع... فقط!
• اعرب كل ما تحته أو فوقه خط (أحمر) في الخريطة، مستخرجاً منها كل أدوات الرفع والنصب والجر والجزم... موضحاً مبتدأ التاريخ وخبر الجغرافيا، ومبيناً كل اسم معرب للخارج أو مبني للمجهول... وكل فاعل ونائب فاعل مستتر بضمير أو ظاهر بدونه، فاتحاً كل ظرف مكان، ومغلقاً كل ظرف زمان، وكاشفاً عن كل مفعول له وبه ومعه ولأجله... ثم اجعل كل ما استخرجته في مسخرة، وارمِ بها عرض الحائط، لتخلص بعد ذلك إلى ما يشبه وطناً!
• لم أجد عدواً كالفقر، ولا صديقاً كالقناعة، ولا مرضاً كالحسد، ولا عافيةً كالرضا، ولا ضجراً كالفراغ، ولا متعةً كالعمل، ولا بؤساً كالحقد، ولا نعمةً كالمحبة، ولا جريمةً كالجهل، ولا عقاباً كالسخط، ولا نفاقاً كإعجابات الفيسبوك، ولا إخلاصاً كالكتابة دون أمرٍ وبغير طلب!
ديسمبر 2012
2 ديسمبر: كقطع الليل
يوم 2 كانون الأول/ ديسمبر، اليوم «الوطني» لدويلة الإمارات. ومثلما حاولت الرياض وأبوظبي إسقاط صنعاء عن طريق فتنة عفاش في يوم 2 كانون الأول/ ديسمبر 2017، فقد أرادتا إسقاط حضرموت في 2 كانون الأول/ ديسمبر 2025. ومهما اختلفت التسميات والأدوات والذرائع فالعدو والمخطط الصهيو-أمريكي واحد، ومرتزقة السعودية والإمارات أدوات لا أكثر.
محمد أحمد البخيتي
أردوغان يستقبل البابا بنشيد النبي محمد
جرى استقبال بابا الفاتيكان في تركيا بفرقة إنشاد ديني أنشدت له عند دخوله «طلع البدر علينا من ثنيات الوداع... أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاعِ»... إلى آخر النشيد الذي كان أهل المدينة قد استقبلوا به النبي محمد. هل يقول لنا أتباع جماعة الإخوان والسلفيون: هل يجوز لخليفتكم أردوغان أن يستقبل البابا بمثل هذا الإنشاد الديني المعروف؟!
مصطفى السعيد
يحكى أن...
يحكى أن ضابطاً سأل قناصاً في الجبهة عن كفاءة قناص العدو، فأجابه: إن قناص العدو فاشل، فهو يرمي عليَّ يومياً ويخطئ.
فسأله الضابط: إذن، لماذا لا تقتله وتنتهي منه؟!
أجابه القناص: أخاف أن أقتله فيستبدلونه بقناص جيد يقتلنا جميعاً!
جاء في الأخبار: حضر- موت وغاب اليمن!
• تحظى حضرموت بأهمية استراتيجية كبيرة، فهي تمثل 36% من مساحة اليمن (ضعفي مساحة الإمارات، بصحرائها وحضرها، وسبعة أضعاف مساحة فلسطين التاريخية)، وتضم موانئ رئيسية مثل المكلا والشحر وميناء الضبة النفطي، كما تنتج نحو 80% من النفط وتمتلك أكبر احتياطي نفطي في البلاد، ما يجعل السيطرة عليها مرتبطة مباشرة بالموارد والسيطرة على ممرات بحر العرب. وتقسم حضرموت جغرافياً إلى شمال (الوادي والصحراء) وجنوب (الساحل)، وهو تقسيم انعكس على التوزع العسكري للقوى.
• في 2013، أسس عبد ربه منصور هادي المنطقة العسكرية الأولى، غالبية قواتها مرتبطة بحزب الإصلاح، موزعة على ثلاث محافظات ومتمركزة أساساً في شمال محافظة حضرموت. وقوام هذه المنطقة يتكون من حوالى 14 لواء وأربعة محاور و70 ألف مقاتل، لديهم 450 دبابة و23 مروحية و800 ناقلة جند و1200عربة استطلاع و650 BMB و4600 طقم عسكري و900 مدفع من مختلف العيارات و750 صاروخ أرض - أرض و70 صاروخ «سكود B، وأكثر من 25000 صاروخ مضاد للدروع، ومخازن ذخيرة كثيرة ومتنوعة تكفي لقتال 20 عاماً متواصلة.
• ما يحدث في حضرموت اليوم لم يبدأ محلياً فقط، بل هو امتداد لصراع إقليمي أكبر على النفوذ بين السعودية والإمارات، يصل تأثيره من السودان إلى شرقي اليمن على بعد نحو 2.500 كيلومتر تقريباً. السعودية، في إطار ضغطها على واشنطن لاحتواء دور الإمارات في الحرب السودانية، طالبت الولايات المتحدة بإدراج قوات الدعم السريع المدعومة إماراتياً على قائمة «الإرهاب»، فيما جاء الرد الإماراتي عبر تحريك قوات الانتقالي باتجاه حضرموت، المحافظة ذات الثقل الأكبر للسعودية.
• التحركات العسكرية في حضرموت لم تكن عفوية، بل جاءت بعد اجتماعات سرية بين قيادات سعودية وإماراتية لتنسيق توزيع النفوذ في المحافظة، شملت تحديد مناطق السيطرة لكل طرف وإعادة تموضع القوات الموالية لكل جانب. هناك خطة لاستخدام «درع الوطن» لتثبيت النفوذ السعودي في مناطق استراتيجية، مقابل السماح للانتقالي بالتمدد جنوباً، مع الإبقاء على حلف القبائل في مواقع ثانوية لضمان عدم ظهور أي قوة مستقلة تنافس الأطراف الإقليمية. وقوات «درع الوطن» هي قوة تقودها شخصيات سلفية ترتبط بالمملكة ارتباطاً أيديولوجياً واستخباراتياً وثيقاً، وتنتشر اليوم على كامل الجغرافيا الجنوبية من قاعدة العند الاستراتيجية في لحج غرباً، وحتى نشطون في المهرة شرقاً.
• وهكذا، تكون أبوظبي قد ثبّتت معادلة جديدة مع الرياض في وادي حضرموت، تقوم على تقاسم النفوذ بينهما، على أن تتخلّى الثانية عن «الإخوان» لصالح التيار السلفي، وأن تدار المناطق الواقعة تحت سيطرة الدولتين في اليمن بالتشارك، مع إنهاء حالة الانقسام السائدة. وإذ كانت الإمارات سيطرت سابقاً على المناطق الغربية من الجنوب، والمتمثّلة في أجزاء من أبين وعدن ولحج، فيما سيطرت السعودية على الأجزاء الأخرى من أبين وشبوة وحضرموت والمهرة، يبدو أن التفاهمات الجديدة ألغت التقاسم الجغرافي بين الدولتين، لصالح الانتشار المتناغم، من دون صدام بينهما.
• يبدو أن أحداث حضرموت والمهرة أسدلت الستار على حقبة المراوحة في سياسات التحالف السعودي - الإماراتي إزاء الحلفاء اليمنيين التقليديين، فاتحةً الباب أمام مرحلة جديدة عنوانها تقاسم النفوذ بين الرياض وأبوظبي، إنما عبر أدوات جديدة لا تشكّل خطراً على أطماع الدولتين في اليمن، علماً أن تلك القوى مُمثّلةً بـ«الانتقالي» و«درع الوطن»، تشكّل ضمانة حقيقية بعدم تجاوز «الخطوط الحمر» المرسومة من قبل التحالف، والهادفة أولاً إلى منع الانفتاح على صنعاء، ومواصلة السياسات التدميرية لكل مقوّمات الدولة في البلاد.
نقلاً عن موقع (The Cradle) وصحيفة «الأخبار» اللبنانية ومنصة «فيسبوك» بتصرف.
حالي وحامض وقُّب
• رشاد العليمي كان المخبر الأول للسعودية سابقاً، وصار المخبر الأقذر لها حالياً.
• على الإصلاح أن ينتقم عبر منصة «واعي». لا يجوز أن يأخذ الانتقالي محافظة بحجم دولة، ونفط المسيلة، وإيرادات كبرى، دون أن يدفعوا الثمن. عليكم الانتقام بحملة إغلاق حسابات على ناشطي الانتقالي، ولا تبقوا حساباً. يستاهلوا، والبادئ أظلم.
حسين أبو طالب
• من مارس 2015 إلى أمس الليل وهو محايد، ما له دخل من العدوان الكوني والحصار العالمي، ماله دخل من احتلال الجزر والموانئ وتمزيق الوطن، ما له دخل من تدمير مقدرات الوطن واقتصاده ونهب ثرواته...
واليوم بكر من الصبح يسأل: هيا وين جات حكومة صنعاء؟! ليش ساكتة أمام العبث الحاصل اليوم في حضرموت؟!
أيش رأيكم فيه يا قوم؟!
بالنسبة لي أنا مثل المومري، بطلت أسب.
مازن إدريس
• رشاد العليمي كان المخبر الأول رد الإصلاح على ما فعله الانتقالي بهم في حضرموت كالتالي:
الحزمي ينشر تغريدة عن مسرحية الحوثي في البحر الأحمر وعلاقته بالإمارات.
الأضرعي يفعل أغنية على أن الحوثي يسرق باسم المولد ويرسل الفلوس لشركات في دبي.
الحاوري يعمل فيديو يقلد الفنانة أحلام وهي تغلط على الحوثي.
القبيسي يفعل قصيدة على علاقة سالي حمادة بجمارك عفار.
«واعي» يغلق صفحتي.
«يمن شباب» تعمل تقرير بأن قناصاً حوثياً يقتل الطفلة سوزان وهي تشتري «بطاطس نعمان» من مكتبة الزبيري بتعز.
«سهيل» تعمل وثائقي حول الحوثي يجند الأطفال الذين نجحوا في الرياضيات حق صف سابع بمدرسة حفصة في شارع البليلي... وهكذا.
طارق الحسني
• رشاد العليمي كان المخبر الأول مدى جهل الجنود والمقاتلين بالسياسة مخيف. عند السيطرة على المنطقة الأولى اندهش أحد مقاتلي الانتقالي من حجم الدبابات الغنيمة، فقال: سيحررون بها فلسطين. المسكين لا يعلم بتصريحات عيدروس المعلنة عن استعداده للتطبيع إذا انفصل الجنوب!
أنس القاضي
• رشاد العليمي كان المخبر الأول حزب الله وأنصار الله أشرف الناس وأطهر الناس وأنبل الناس. فمن لا يدافع عنهم فهو فاقد الكرامة والغيرة والشرف، وعندئذٍ لا ينفع الكرسي أمام محكمة الجبار المنتقم. من رضيت عنه أمريكا فوجهه أسود بالخيانة والعمالة.
النائب العراقي حسن سالم تعليقاً على نشر الجريدة الرسمية لائحة تضم 24 كياناً «إرهابياً» تشمل حزب الله وأنصار الله.
• إن نهاية «ياسر أبو شباب» تعبّر عن طبيعة المصير المحتوم لكل من اختار العمالة طريقاً وفضّل الوقوف في صف الاحتلال على الانتماء إلى شعبه وقضيته. إن الاحتلال لا يمنح الأمان حتى لأدواته، وإن من يتورّط في التواطؤ لا مكان له بين أبناء الشعب الفلسطيني.
الهيئة العليا لشؤون العشائر في غزة
• «السياسة هي المهنة الوحيدة التي تجعلك تكذب وتسرق وتغش، ومع ذلك، تحظى بالاحترام».
الكاتب الساخر مارك توين
• أجريت فحصاً بالرنين المغنطيسي، وقال لي الطبيب إن نتيجة الفحص هي أفضل ما رآه في حياته المهنية.
ترامب للصحفيين
• دعني أخبرك بشيء نلوم عليه موسى؛ لقد أخذنا في رحلة عبر الصحراء 40 عاماً، ليجلبنا إلى البقعة الوحيدة في «الشرق الأوسط» التي لا يوجد فيها نفط!
جولدا مائير - رئيسة وزراء الكيان سابقاً
• «لا يجدي نفعاً البحث عن الله في بيوت العبادة، وقد أضعناه في قلوبنا».
كازنتزاكيس
• «ليس عليك حتى أن تقاوم بشدة هكذا، أو أن تموت من أجل ذلك، مجرد قول لا، يكفي».
حنا أرندت
مكافأة صهيو-إماراتية لمجرم الحرب كوريلا
قام معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني - الذراع البحثية لـ«أيباك»- بتعيين الجنرال الأمريكي مايكل إريك كوريلا قائد (القيادة المركزية الأمريكية) المعروفة بالـCENTCOM والمسؤولة عن كافة العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، باحثاً مميزاً بالمعهد.
وجاء في بيان الاحتفاء بتعيينه ما يلي:
«في مهمته الأخيرة بالزي العسكري، شغل الجنرال كوريلّا منصب القائد الخامس عشر للقيادة المركزية الأمريكية بين العامين 2022 و2025. وخلال هذه الفترة أشرف على عمليات عسكرية رئيسية، من بينها الهجمات الأمريكية في يونيو 2025 على المنشآت النووية الإيرانية وحملة الضربات التي قادتها الولايات المتحدة ضد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن...».
كوريلا مجرم حرب شارك في إبادة غزة وفي قتل آلاف الأبرياء في اليمن وإيران وسورية والعراق والسودان... إلخ، كما أنه على اتصال وثيق بالقيادات العسكرية والسياسية الكبرى في العالم العربي؛ أي أن معه كل أسرار الجيوش العربية، ناهيك عن أسرار الجيش الأمريكي، والآن يعمل لدى مركز أبحاث ولاؤه الأساسي لـ»إسرائيل». وطبعاً ستغدق عليه الأموال والعطايا الإماراتية كمكافأة له على دوره المدمر في العالم العربي.
برحيل آخر جندي «رَيمي» من «رِيمي» عدن..لا مَنٌّ ظبيانيٌّ ولا سلوى سعودية*
اذا استجبنا للتعريف الجغرافي وكتبنا وفقا لـ«شمالي وجنوبي»، فقد منحنا مشروع التقسيم اعترافنا وأذكيناه بوقود الكلمات والتثاقف. ليكن أحدنا ما يعلنه منسجماً وتصوراته، أنت وحدوي وتمتد الخارطة أمامك بتضاريسها واتجاهاتها كيمن فحسب، يمن يمتد من صعدة حتى عدن ومن عدن حتى المهرة، دون استجابة لأي علاقة عاطفية أقرب أو أبعد مع إقليم أو مدينة.
دعك من مصطلح «جعاربة» هذا، ومن يقطن في عدن وهو وحدوي لا يجدر به استخدام هذا المصطلح أيضاً. يمنيون فحسب، يسعى بعضنا للانفصال دون إدراك أن إرادة خارجية آثمة في طريقها لتعريفه كإقليم قابل للضم إليها، وليس كدولة بتعريف شطري تمتلك السيادة على الموانئ والجزر، وتمتلك القرار والقدرة والحق في اختيار طبيعة وأولويات تحالفاتها الخارجية وقرار استثمار مواردها ومناطقها الحيوية، هذا يقيني تماماً وحتمي، ومن لا يراه من إخوتنا في جنوب الوطن فقد أعمته انفعالاته وغضبه وأيضاً تصوراته البريئة لما يضمره الجيران الأثرياء، متوهماً أنهم على وشك إدماجه في حياتهم الباذخة ضمن مجلس تعاون خليجي لم يعد موجوداً حتى. هم لن يضموك كدولة، ولن يفتحوا لك خزائن الأرض مع رحيل آخر جندي من ريمة، إطلاقاً، وها أنت ترى، سنوات ولم تنزل عليكم المن والسلوى، على العكس تدهورت كل المرافق في عدن مثلاً، وأمست أكثر عطباً وسوءاً من أسوأ أيام الوحدة، ولم يقدموا المليار الأخير إلا بعد قرار اجتياح حضرموت، والمبلغ ليس لمشروعات الطاقة المزعومة بقدر ما هو رشوة لمزيج الانتقالي والشرعية وسيقتسمه الهوامير كالعادة.
سيشرعون فحسب في تهيئتك للأقلمة واقتسامك، وإن اضطروا في سبيل تحقيق هذا لارتجال صراع جنوبي جنوبي، أي انتعاش لميناء عدن هو تهديد لميناء دبي ولشركةً موانئ جبل علي، ولا يمكنهم حتى توظيفه؛ ذلك أن موقعه لا يصلح إلا لتهديد موانئهم؛ لذلك سيبقونه ويبقون المدينة في حالة عطب دائم. أتعتقد أنهم أنفقوا كل هذه الأموال لأجل منحك دولة جنوبية على سبيل الإنسانية، ويمضون بعدها وقد اطمئنوا على استقلال الجنوب وأنه سيكون بخير؟! يفترض بنا ملاحظة أن النسبة التي تتجاوز التسعين بالمائة أنفقت على الخراب لا على البنى التحتية. أنت موضوع استثمار مستقبلي جغرافي، وليس سياسي بالدرجة الأولى. وهذا الاستثمار مشروط ببقائك قيد خياراتهم وانتقائهم ما يصلح منك وما ينبغي التخلص منه، هو سيمنح السقطري جنسية إماراتية حقوق مواطنة كاملة؛ لكنه لن يمنح الضالعي تأشيرة.
أما فكرة الضم فلن تستهدف يافع مثلاً أو ضم أبين والضالع. هذه المناطق لن تستثمر إلا في ارتجال أسباب صراع جنوبي جنوبي أو تهديد أقاليم شمالية وفقاً لتصوراتهم. هي فقط عملية ضم لسقطرى وحضرموت ومقايضة عمان على المهرة.
سقطرى كنز مهول لا يكادون يصدقون أن بوسعهم الاحتفاظ به حقا. إنها تمثل دولة إضافية لدولتهم؛ ولكن ببيئة ومناخ ليس أفضل مما لديهم فحسب؛ ولكن أفضل من حلم وأقرب للكمال؛ إذ لا مطالب استقلالية لسكان الجزيرة وأوضاعهم في العموم بكل ما يعانون من احتياجات تدفعهم لتقبل الأمر بسعادة.
إنها أرض بلا جماعات محلية منتظمة لديها قدرة على توجيه أو تحديد خيارات الجزيرة ولا نزعات أيديولوجية، مجاميع سكان سقطريين على درجة من البراءة والقناعة أيضاً، وكأنها أمريكا لحظة اكتشفتها أوروبا.
لنعد إلى أصل الحكاية وما ينبغي ومسؤوليتنا تجاه وطننا وأهلنا في كل منطقة يمنية، لا سجالات مناطقية ولا تعريفات حصر جغرافي، والأهم لا هجاء ولا تحديات.
وعلى كل الذي حدث، يجدر بنا الآن جميعاً، وفي حال رأى كل كاتب وناشط مكمن الخطأ وأسباب الخراب، عليه تقمص شخصية رجل إطفاء أثناء تفاقم حرائق وطن.
محمود ياسين
*العنوان للمحرر










المصدر «لا» 21 السياسي