11 شهيدا وجريحا بينهم 4 أطفال بنيران الاحتلال في غزة والضفة
- تم النشر بواسطة لا ميديا
تقرير / لا ميديا -
ارتقى عدد من الشهداء الفلسطينيين، أمس الجمعة، في قطاع غزة، جرّاء غارات مكثّفة نفّذها الاحتلال الصهيوني في منطقة بني سهيلا شرق خان يونس، وفي أنحاء أخرى من القطاع.
ورغم الهدنة، واصل الاحتلال قصفه للمنازل، مستهدفاً المدنيين، الذين لم يبق لهم سوى أسقف من الخيام والركام.
الدفاع المدني في غزة أعلن استشهاد ثلاثة مواطنين بقصف استهدف منزلاً في بني سهيلا.
أما مجمع ناصر الطبي فأكد استشهاد نازح فلسطيني بنيران الاحتلال جنوبي خان يونس. روايات ميدانية متطابقة تشير إلى أن الاحتلال يتعمّد قصف المناطق التي تضم نازحين، في محاولة لفرض سياسة «الهرب المستحيل»: تهجّرهم ثم تقصف أماكن نزوحهم.
أما في منطقة السلاطين، شمال غزة، فألقت طائرة مسيّرة صهيونية قنبلة تجاه مجموعة من الأطفال، ما أدى إلى إصابة أربعة منهم. أربعة أطفال يتحولون في لحظات إلى أهداف عسكرية معلنة.
منظمة اليونيسف، التي نادراً ما تستخدم لغة حادة، اضطرت إلى الاعتراف الصريح: 67 طفلاً استشهدوا منذ بدء وقف إطلاق النار. أي بمعدل طفلين يومياً خلال «التهدئة»، التي تحصد أرواح الأطفال وتفضح الكيان، الذي لا يستطيع إخفاء شهوة القتل حتى في لحظة إعلان وقف النار.
توغل وتفجير روبوتات
لم يكتفِ العدو الصهيوني بالقتل، فدفعت عشرات العائلات إلى النزوح مجدداً من حييّ التفاح والشجاعية شرقي غزة، بعد تقدم قواتها داخل المناطق التي انسحب منها سابقاً ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
ووفق مصادر فلسطينية تقدّمت قوات العدو بنحو 300 متر داخل الحيين، يترافق مع تفجير عربات مفخخة وقصف مدفعي وعمليات تمشيط، في خرق واضح لأي تفاهمات سياسية أو ميدانية.
المشهد كما يرويه السكان: عائلات كاملة تهرب في الأزقة الضيقة، تحمل ما تبقى من متاعها، فيما يركض الأطفال خلف ذويهم وسط أصوات القصف ودويّ الدبابات.
الموت الموازي
بينما تتواصل غارات طيران الاحتلال على قطاع غزة، يواجه القطاع تهديداً موازياً، هو المجاعة. برنامج الغذاء العالمي أكد أن الأيام المقبلة ستكون الأصعب، بفعل الشتاء ونقص السيولة المالية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني. وبيّن أن بعض السلع دخلت إلى القطاع، لكن لا أحد يملك ثمنها، إذ لم يعد مع الغزيين مال بعد عامين من حرب إبادة استهدفت كل شيء.
النتيجة واضحة: آلاف العائلات غير قادرة على شراء حاجياتها الأساسية، رغم وقف إطلاق النار. الاحتلال يقتل بالصواريخ حيناً، وبالحصار المستمر حيناً آخر.
3 شهداء في الضفة
في الضفة الغربية المحتلة، يبدو المشهد مشابهاً: رصاص مباشر ودماء جديدة. في كفر عقب، شمال القدس المحتلة، استشهد فلسطينيان، أمس الجمعة، بعد اقتحام واسع نفذته قوات الاحتلال، التي نشرت القناصة على أسطح البنايات وأطلقت النار على الأهالي الذين حاولوا التصدي للمداهمة.
وفي نابلس، استشهد الشاب يونس وليد اشتية، بعد محاصرة منزله في قرية تل جنوب غرب المدينة.
ووفق مصادر فلسطينية، كان الشاب شرطياً في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وقد تم خطف جثمانه.
الهلال الأحمر أكد أن قوات الاحتلال منعت طواقمه من الوصول للشهيد بعد إصابته، في سلوك يعكس طريقة منهجية: اتركه ينزف حتى الموت.
الغاصبون قوات الاحتلال الرديفة
بالتعاون مع قوات الاحتلال، نفّذ الغاصبون الصهاينة سلسلة اعتداءات واسعة النطاق شملت إحراق «فلل» سياحية ومزارع ومنشآت زراعية في نابلس ورام الله وبيت لحم.
ففي منطقة «أبو فلاح»، أُحرقت غرفة زراعية وخُطّت شعارات عنصرية. في خربة المركز بمسافر يطا، هاجم الغاصبون الأهالي بعنف ووحشية. وفي جبل طاروجا بين اللبن الشرقية وعمورية، أُحرقت 6 فلل سياحية قيد الإنشاء، وأصيب حارس الموقع بحروق خلال محاولته إطفاء النيران.
ووثقت مؤسسات حقوقية فلسطينية 766 اعتداء لغاصبين صهاينة خلال شهر واحد فقط. ليسوا أفراداً هائجين، بل «جيش» موازٍ يمارس الجريمة تحت حماية قوات الاحتلال.
الانتفاضة الثالثة على الأبواب
بالتوازي، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان شديد اللهجة، أن الانفجار في الضفة الغربية وشيك، وأن انتفاضة ثالثة أقرب من أي وقت مضى. وتعليقاً على قتل الاحتلال الشابين في القدس، شددت الجبهة على أنّ هذه الجريمة وما يرافقها من استباحة للدماء الفلسطينية وإطلاق العنان للغاصبين للقتل والتخريب، هي الشعلة التي ستحرق ما تبقّى من أوهام الهدوء، وأن الغضب الفلسطيني المتراكم سينفجر حمماً في وجه الاحتلال.
وتوعدت الجبهة باستمرار الرد من الشعب الفلسطيني أمام هذه السادية الإجرامية، مؤكدة أنه لن يركع أمام «الإرهاب» المنظم.
وقالت إنّ الاحتلال واهم حين يظن أن تصعيد الجرائم سيجلب «الهدوء»، بل أكدت أنّ ذلك سيكون الوقود الذي سيفجّر طاقةً ثوريةً هائلة تفرض المواجهة الشاملة، وتُحوّل الضفة إلى ساحة استنزافٍ للعدو وغاصبيه.
وحذّرت الجبهة الشعبية العالم من أن استمرار هذا الكيان بات يُشكّل بؤرةً مركزية للإبادة، وخطراً داهماً على البشرية جمعاء، مؤكدة أنّ استقرار المنطقة لا يمر إلا عبر اقتلاع هذا الاحتلال من جذوره.










المصدر لا ميديا