371 شهيدا وجريحا فلسطينيا في غزة خلال 24 ساعة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في غزة تنهال القذائف بلا توقف؛ لكن ليس على مقاتلين، بل على الأطفال الرضّع، وعلى النساء اللواتي يخبئن الحياة في قلوبهن. يُقتَل الجائع وهو يبحث عن كسرة خبز، وتُباد العائلة تحت سقف بيتها، وتُقطع صرخات الرُضّع قبل أن تُنطق أسماؤهم.
في غزة، لا يمرُّ يوم دون أن يخلّف العدو الصهيوني جريمة جديدة من جرائم القتل الجماعي. «إسرائيل» لا تُقاتل جيشاً، بل تُحارب الوجود الفلسطيني نفسه. كل طلقة صهيونية هي إعلان حرب على فكرة الحياة ذاتها. وكل صاروخ يسقط على منزل هو توقيع دموي على وثيقة الإبادة.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، استشهد 93 فلسطينياً، وأصيب 278 آخرون، في قصف صهيوني متواصل على قطاع غزة، لترتفع حصيلة شهداء العدوان إلى 58,479 شهيداً، وأكثر من 139,355 جريحاً، وأكثر من 12 ألف مفقود تحت الأنقاض. أرقام لا تكشف حجم المأساة، بل تفضح جريمة ممنهجة تُنفذ على مرأى العالم.
يستخدم العدو الصهيوني كامل ترسانته العسكرية، مدعوماً بدعم أمريكي وصمت عربي خانع، لتحويل القطاع إلى كابوس دائم. قصف عشوائي، وعمليات نسف للأحياء، ومجازر ترتكب بدم بارد بحق العائلات، في إطار حرب إبادة لا تتوقف. يرافق هذه الوحشية حصار خانق ومنع ممنهج لدخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة وانتشار الأمراض، خصوصاً بين الأطفال والنساء. أكثر من 844 شهيداً و5600 مصاب سقطوا فقط أثناء انتظار المساعدات.
قتل صف دراسي يومياً
الأطفال كانوا وما زالوا هدفاً مباشراً للعدوان الصهيوني. وبحسب وكالة الأونروا، يقتل العدو الصهيوني يومياً صفاً دراسياً كاملاً من الأطفال، وهو ما يعادل 30-40 طالباً.
وقال مدير شؤون الأونروا بغزة، سام روز، في بيان: «في كل يوم منذ بداية الحرب في غزة، يُقتل في المتوسط ما يعادل صفاً دراسياً كاملاً من الأطفال».
أكثر من 18 ألف طفل استشهدوا حتى اليوم، وحُرم عشرات الآلاف من التعليم، المأوى، وحتى من الحق في الحياة. إنها حرب على الطفولة، على المستقبل، وعلى الذاكرة.
وفي 8 تموز/ يوليو الجاري، قالت الأونروا إن «الأطفال بغزة يشكلون نصف عدد السكان (يبلغ عددهم 2.4 مليون نسمة)، وحياتهم موسومة بالحرب والدمار».
تدمير آليتين وإسقاط مسيّرة
في الميدان، لا تقف المقاومة مكتوفة الأيدي. فقد أعلنت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تدمير آلية عسكرية وإسقاط طائرة استطلاع، واستهداف ناقلة جند في خان يونس، ضمن عمليات تؤكد استمرار قدرة المقاومة على الرد رغم حجم الكارثة.
الضفة تعيش في 1967
لا تتوقف الجريمة الصهيونية عند حدود غزة، ففي الضفة الغربية والقدس المحتلتين تدور معركة تهويد شرسة، تتجلى في عمليات هدم جماعية، ومصادرة أراضٍ، وهجمات يومية ينفذها الغاصبون بحماية قوات الاحتلال.
وحذرت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، من أن النزوح الجماعي في الضفة الغربية المحتلة بلغ مستويات غير مسبوقة منذ بدء احتلال العدو الصهيوني للضفة قبل نحو 60 عاما.
وصرحت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، جولييت توما، بأن ما يحدث «يؤثر على العديد من مخيمات اللاجئين في المنطقة، ويتسبب في أكبر نزوح سكاني للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عام 1967».
في السباق، أكدت تقارير حقوقية أن نحو 30 ألف فلسطيني هُجّروا قسراً منذ بدء العام، وتم تدمير أكثر من 1400 منزل، في موجة تهجير ترقى لتكون جريمة تطهير عرقي، وفق الأمم المتحدة.
أما الهجمات الاستيطانية فبلغت أكثر من 2150 اعتداء خلال النصف الأول من العام، أسفر عنها استشهاد فلسطينيين وتدمير ممتلكات خاصة، وسط صمت عالمي يدفع نحو تكريس الاحتلال.
مفاوضات إطلاق النار
كل هذا الإجرام يجري بينما تتعثر مفاوضات التهدئة في الدوحة، نتيجة تعنّت العدو الصهيوني؛ إذ تتهم حركة حماس رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بتعمد إفشال المفاوضات، وإفشال أي أمل في اتفاق قد يوقف حمام الدم. ورغم محاولات الوسطاء، إلا أن الكيان مصر على الحرب؛ إذ يرى فيها طوق نجاة سياسياً لنتنياهو.
المصدر لا ميديا