
سيث جيه فرانتزمان صحيفة «جيروزالم بوست» العبرية
ترجمة خاصة إياد الشرفي / لا ميديا -
«اليمنيون هم من يقررون متى وكيف وأين تكون الهجمات، وقد لقنوا المنطقة درساً ثم أفلتوا من العقاب».
الرسالة التي وصلت من الحوثيين هي أنهم هم من يقررون توقيت ومكان الهجمات. الرسالة التي يعتقدون أنها ستلقى صدى هي أنهم أفلتوا من العقاب. الزمن سيخبرنا إذا كان هذا هو الحال.
ومن بين الجماعات التي تبدو مستعدة لوقف هجماتها إذا حدث وقف لإطلاق النار في غزة، جماعة الحوثيين المدعومة من إيران. لكن يبدو أن الحوثيين صامدون بانتظار استيفاء بعض الشروط. وهذا يترك أولئك الذين يراقبون البحر الأحمر عن كثب يتساءلون حول ما قد يأتي بعد ذلك.
هذا مهم؛ لأن الحوثيين بدؤوا هجماتهم على «إسرائيل» والشحن في أعقاب هجوم حماس. لقد قرروا الآن إنهاء هذه الهجمات. ومع ذلك، يبدو أن هذا سيسمح لهم بالرحيل دون أي نوع من العقاب على أفعالهم.
ويشير موقع (GCaptain) إلى أن «أصحاب المصلحة البحريين يراقبون عن كثب التطور، حيث يمكن أن تكون الاتفاقية نقطة تحول للسفن في منطقة البحر الأحمر، حيث تعرضت السفن للعديد من الهجمات بطائرات بدون طيار والصواريخ منذ 7 تشرين الثاني/ أكتوبر 2023. وقد أجبرت هذه الهجمات الكثير من السفن على التوقف عن العمل». «إن تحويل مسار التجارة العالمية حول رأس الرجاء الصالح من شأنه أن يؤدي إلى إطالة زمن الرحلة بشكل كبير مع زيادة التكاليف والانبعاثات.»
هاجم الحوثيون عدداً كبيراً من السفن، وصعّدوا هجماتهم طوال فترة الحرب في غزة. أطلقوا صواريخ كروز وطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية على «إسرائيل». وقد تحول تركيزهم في بعض الأحيان من مهاجمة إيلات إلى مهاجمة السفن إلى استهداف وسط «إسرائيل» بالصواريخ الباليستية.
قبل عدة عقود من الزمن، كان من الممكن اعتبار هذا النوع من الهجوم خطيراً للغاية. وفي الماضي، اعتبرت «إسرائيل» محاولات حصار «إيلات» سبباً لشن الحرب. وفي حرب الخليج، عندما أطلق صدام حسين صواريخ «سكود» على «إسرائيل»، كان ذلك بمثابة أزمة كبرى تركت ندوباً دائمة.
واليوم، أصبحت «إسرائيل» مضطرة لقبول هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار من جبهات عديدة. ويرجع ذلك إلى أن هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر كان وحشياً إلى درجة أن «إسرائيل» ترى في جبهة الحوثيين واحدة من الجبهات الموحشة الأخرى وقد أدى هذا إلى نوع من القبول للهجمات.
«إسرائيل» لم تترك عدوان الحوثي دون رد
ردت «إسرائيل» ست مرات. لكن تلك الهجمات، التي ركزت معظمها على الموانئ في اليمن، لم تردع الحوثيين. في واقع الأمر، قد تظهر الهجمات على الحوثيين أن «إسرائيل» ستواجه صعوبة بالغة في مهاجمة إيران إذا حاولت الذهاب في هذا الطريق لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي.
وذلك لأن الهجمات على الحوثيين لم توقفهم، وكانوا يخبئون الصواريخ في الكهوف. لقد تبين أن ضرب مجمعات الكهوف تحت الأرض التي تحتوي على صواريخ هو أصعب مما يبدو.
كما عمل المجتمع الدولي على تهدئة الحوثيين إلى حد كبير. وحاولت الولايات المتحدة وعدة دول أخرى ردع الحوثيين، إلا أنها باءت بالفشل. وقد لقن هذا المنطقة درساً: إن الهجمات على السفن قد تظل بلا رد.
لقد منحت إيران جماعات مثل الحوثيين القدرة على استخدامهم كوكلاء. وبما أن الحوثيين ليسوا متقيدين بحجم الرد «الإسرائيلي»، فإنهم في كثير من الأحيان يستطيعون الإفلات مما يريدون. لقد قاموا بقرصنة سفينة واحدة على الأقل، على سبيل المثال. لا يبدو أن أحداً يقدم أي تقرير بشأن ما حدث لطاقم السفينة «جالاكسي ليدر» التي استولى عليها الحوثيون.
هذا يوضح كيف تفلت هذه المجموعة من الجرائم. وزعم الحوثيون أنهم يدعمون غزة؛ لكن هجماتهم على السفن استهدفت طواقم مدنية بريئة من السفن التجارية. ولم يخرج المجتمع الدولي من هذه الأزمة قوياً. أصبحت الممرات الملاحية مهددة.
الرسالة التي وصلت من الحوثيين هي أنهم هم من يقررون توقيت ومكان الهجمات. الرسالة التي يعتقدون أنها ستلقى صدى هي أنهم أفلتوا من العقاب. الزمن سوف يخبرنا إذا كان هذا هو الحال.
المصدر ترجمة خاصة:إياد الشرفـي / لا ميديا