العواضي .. وللآخرة خيرٌ لك من (الأولى) و (الشارع)
- تم النشر بواسطة حلمي الكمالي/لا

في بداية العدوان أوقف وزير التخطيط أهم صحيفتين.. كيف؟ ولماذا؟
العواضي .. وللآخرة خيرٌ لك من (الأولى) و (الشارع)
العواضي .. وللآخرة خيرٌ لك من (الأولى) و (الشارع)
لم يكتفِ العدوان ا?مريكي السعودي بحربه الدموية على الشعب اليمني، بل عمد مستنفراً كل إمكانياته المتاحة عبر امبراطورية إعلامية ضخمة شرت ذمم العالم لتغطية جرائمه وتضليل الحقائق وتزويرها. وفي وقت يحتاج الشعب بجانب قوته العسكرية لردع العدوان إلى وسائل إعلام وطنية تكشف جرائمه، وتتصدى لموجة الزور والكذب، بحجم قوة الردع العسكرية، وفي زخم اللحظات المصيرية التي يعيشها البلد، غابت عن الشارع اليمني صحيفتا (الشارع) و(ا?ولى) في ظروف تبدو غامضة، ا?مر الذي أثار موجة انتقادات عارمة، وطرح تساؤلات كثيرة حول الغموض وا?سباب الحقيقية لتوقف الصحيفتين في ظرف يتطلب وجودهما أكثر من أي وقت مضى.
تبريرات غير مقنعة
وبالرغم من البيان الذي أصدرته الصحيفتان في 6 أغسطس 2015، بشأن إيقاف إصدارهما، والذي اتهمتا فيه محمد المقالح، عضو اللجنة الثورية، بأنه يشن حملة تحريضية على الصحيفتين، إلا أنه لم يقنع الشارع اليمني الذي اعتبره هروباً من المسؤولية المهنية والوطنية.
وكانت (الشارع) و(الأولى)، أعلنتا قبل ذلك بـ3 أشهر، اضطرارهما للتوقف عن الصدور بسبب أزمة الوقود ومضاعفة تكاليف الإصدار، حد تعبيرهما، إلا أن صحيفة (الشارع) عاودت الصدور في الأول من أغسطس، ثم تلتها بيوم واحد صحيفة (الأولى)، قبل أن تصدرا في 6 أغسطس بياناً مشتركاً أعلنتا فيه إيقاف إصدار الصحيفتين بصورة نهائية.
وكان نائف حسان، رئيس تحرير صحيفة (الشارع)، شن هجوماً لاذعاً حينها عبر سلسلة من المنشورات في حسابه الرسمي على (فيسبوك)، وجه فيها اتهاماً مباشراً لمحمد المقالح.
من جانبه، نفى المقالح يومئذٍ ما أعلنته الصحيفتان، قائلاً: (كل ما في الأمر أنني أبديت وجهة نظري في سياسات الصحيفتين الإعلامية في زمن الحرب، وقد كان همي هو ممارسة ما أعتبره حقي في النقد لسياستهما الإعلامية).
وكان المقالح نشر عبر حسابه الشخصي في (فيسبوك)، في 5 أغسطس، منشوراً دعا فيه رئيسي تحرير الصحيفتين لمعاودة الصدور، وقال إنه رغم أنهما لا يعبران عن القضية الوطنية، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار ضدهما سواء شخصياً أو من قبل اللجنة الثورية العليا.
بالمقابل، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وقتها بمنشورات وتعليقات تتضامن منها مع المقالح ومنها تنتقده، في حين اعتبر أن ما ورد في بيان الصحيفتين يمثل تحريضاً صريحاً ضده، ويمنح غطاء لاستهدافه شخصياً، على حدّ تأكيده.
سرعان ما تحولت الاتهامات بالتحريض والتحريض المضاد إلى جملة من الالتباسات التفسيرية والتأويلية، لدى الرأي العام في اليمن، حول مغزاها، وما تنطوي عليه من أبعاد، وما تحمله من رسائل في هذه المرحلة الاستثنائية التي تعيشها البلاد، مع العلم أن المقالح لطالما نشرت مقالاته خلال الآونة الأخيرة، في الصحيفتين، قبل توقفهما، وبالذات في صحيفة (الأولى).
بالنظر للأمر جيداً، وللآراء التي طرحها جمهور عريض من المتابعين، سنجد أن هناك تناقضات كثيرة تتعارض مع ما ورد في البيان، وتكشف حقائق كثيرة.
الكثير من التناقضات التي تؤكد أن ما تداولته الصحيفتان لا يمكن أن يكون عقلانياً، فليس من المنطق أن يتم إيقاف الصحيفتين من قبل اللجنة الثورية، كما ورد في البيان، في وقت استمرت الكثير من الصحف بمزاولة عملها، بالرغم من موقفها الفاضح مع العدوان، منها صحيفتا (الوحدوي) و(الثوري) اللتان ظلتا تصدران من صنعاء ?شهر لاحقة بعد توقف صحيفتي (الشارع) و(ا?ولى)، رغم خطابهما الواضح المؤيد للعدوان.
حيث لا يمكن للقارئ اليمني أو المشاهد أن ينكر الحرية الصحفية التي تتمتع بها وسائل الإعلام المختلفة في صنعاء، حتى تلك الوسائل الإعلامية المحرضة على قتل اليمنيين.
قرار شخصي
وإذا ما أخذنا بحقيقة المخاوف التي تحدثت عنها الصحيفتان في بيانهما، فإن مطبعة (الشارع) التابعة لها لا تزال مستمرة في مزاولة عملها إلى اليوم، وهو ما يراه بعض المحللين أنه ليس من المنطقي أن تكون الصحيفتان قد تعرضتا للتهديد، فيما يزاول رئيسا تحريرهما المقيمان في صنعاء، أعمالهما الخاصة، ويعبران عن مواقفهما في أكثر من وسيلة إعلامية، دون أن يتعرضا ?ية مضايقات.
وإذا ما نظرنا الى صحة الادعاءات، فالرسالة الإعلامية لا تعيقها أي ظروف، بل العكس تماماً تقتضي إيصال معاناة الشعب في أحلك الظروف، باعتبارها صاحبة قضية، أما في الظروف الاعتيادية تصبح مجرد وظيفة وإسقاط واجب بالحد ا?قصى.
فيما يؤيد شريحة واسعة من المثقفين والمتابعين للصحيفتين، ما ذهب إليه محمد المقالح الذي وصف الصحيفتين بأنهما أدوات لتلميع العدوان، مشيرين إلى أن الواقع الملموس في خطاب الصحيفتين، بالرغم من وصفه بالحياد، إلا أنه يخدم العدوان السعودي إلى حد كبير.
حيث يؤكد أصحاب هذا الرأي أن الحياد جريمة في هذا الظرف الذي يشهد فيه البلد عدواناً خارجياً، والذي يتطلب موقفاً صريحاً ضد العدوان باعتباره غزواً خارجياً يتهدد الجميع سلطة ومعارضة، أحزاباً وأفراداً، ويفرض عليها أن تتخذ خطاباً موحداً ضد العدو، وأن تدع الخصومات الداخلية جانباً بحكم ا?عراف والقوانين وا?خلاق الوطنية والصحفية.
ملابسات كثيرة يكتشف من ورائها القارئ الحصيف أن قرار إيقاف إصدار الصحيفتين قرار شخصي له علاقة بالسياسة التي تنتهجانها لخدمة العدوان بشكل أو بآخر.
حيث يرى بعض المراقبين أن توقف الصحيفتين قد يكون له علاقة بسياسة ممولهما النائب ياسر العواضي الذي يشغل منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة ا?نقاذ، والذي تذبذبت مواقفه في ا?ونة ا?خيرة، وكثرت الاتهامات الموجهة إليه بشأن ميوله لشق الصف ومحاولة خلق أبعاد مناطقية في أحيان كثيرة وتسويغها في صحيفتيه.
استعطاف الشارع
وبالنظر إلى موقف محمد عايش، رئيس تحرير صحيفة (ا?ولى)، المناهض للعدوان السعودي، نجد أنه يعبر عن موقفه داخل نطاق (فيسبوك) فقط، بينما لم يستطع أن يجد متسعاً للتعبير عنه في الصحيفة، وهو ما يؤكد أن سياسة العواضي كانت تتحكم بخطاب الصحيفتين، حسب ما يؤكده البعض.
وهنا يشير الكثير منهم إلى حقيقة واضحة، وهي أن استمرار صدور الصحيفتين كان يخدم العدو بدرجة نسبية، إلا أنه لا يخدم الصحيفتين كثيراً في هذا الظرف الذي تحترق فيه كل الوسائل الإعلامية المؤيدة للعدوان أو المحايدة، فالشارع اليمني لا يتقبل هذه ا?صوات التي تشيح بنفسها عن العدوان، فهو حقيقة واضحة لا غبار عليها ولا يمكن الهروب منها، حيث يؤكدون أن مسؤولي الصحيفتين قرروا الانسحاب من المشهد وتبرير توقفهما بأنهما تحت التهديد، وهم بذلك يريدون استعطاف الشارع اليمني، وبالوقت ذاته إقامة الحجة على القوى الوطنية في صنعاء بأنها تقمع الحريات الصحفية، وهذا ما تناقلته وسائل الإعلام الخليجية التي ذكرت أن الصحيفتين توقفتا تحت ضغوط وتهديد من الانقلابيين، حد تعبيرهم.
وبالتالي فإن إيقاف الصحيفتين، ووفق هذا المنظور، يخدم العدو أكثر من استمرارهما في الإصدار.
في خدمة العدوان
مهما كانت الرؤى وا?سباب والحقائق، فلا يمكن أن يكون هناك مبرر مقبول لغياب أية وسيلة إعلامية ما دامت بالفعل تعبر عن معاناة الشعب في هذا الظرف الذي تبدو الحاجة ماسة إلى الإعلام الوطني أكثر من أي وقت مضى، بينما غيابه في هذا الظرف العصيب يخدم العدوان بطريقة أو بأخرى.
حتى ا?سباب المادية أو ا?منية لا يمكن أن تقف عائقاً حقيقياً أمام ا?قلام الحرة لتأدية الرسالة الإعلامية، فضلاً عن الدور الوطني الذي يفترض أن تقدمه وسائل الإعلام تجاه الوطن بمختلف توجهاتها وانتماءاتها.
وفي سياق ما ورد في شق البيان بشأن العجز المالي للصحيفتين، يعبر آخرون أن ا?مر ليس سبباً مقنعاً، مشيرين إلى أنه كان بإمكان الصحيفتين أن تواصلا ا?صدار عبر موقعيهما ا?لكترونيين إذا كانتا بالفعل تواجهان عجزاً مالياً، لأن الموقع الإلكتروني لا يتطلب وفرة مالية، وبمعنى آخر غير مكلف مادياً، أيضاً نشير إلى أن مطبعة الشارع لا تزال تزاول عملها، وهي بذلك توفر أموالاً طائلة تستطيع أن تسد العجز المالي الذي تعانيه الصحيفتان إن صحت الادعاءات.
بينما يعلق الكثير بأنه مهما كان هناك أسباب مادية أو أمنية لا يمكن أن تعفي دور وسائل الإعلام في مواجهة العدوان إن لم تكن تتنصل من مسؤوليتها الوطنية التي تقتضي أن تعبر عنها إعلامياً، وذلك ?سباب وضغوط خارجية، وهو ما يشير إليه البعض من ضلوع قوى العدوان وتحكمها بشكل مباشر وغير مباشر بالخطاب السياسي والأيديولوجي للصحيفتين، حسب ما تراه هذه القوى.
رهان على الحصان الخطأ
وإذا ما أخذنا بالاعتبار الموقف الوطني الصريح الذي يجب أن تتخذه وسائل الإعلام تجاه العدوان ا?مريكي السعودي، وأخذنا بالدور المحايد، فإننا أيضاً لا نجد مبرراً لتوقف صحيفتي (الشارع) و(ا?ولى) في هذا الجانب، باعتبار أن الصحيفتين تقولان إن رسالتهما ترتكز على الاهتمام بقضايا الناس، وهذا ما أثار استغراب الكثير، وقد عبرت حينها الناشطة الحقوقية رضية المتوكل، التي تترأس منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، عن استغرابها من توقف الصحيفتين، حيث قالت إن التحريض ضد أية وسيلة مدنية (يستدعي الاستنكار)، لكنه (لا يستدعي أبداً التوقف (الاختياري) عن العمل، خاصة إن كانت الوسيلة إعلامية أو حقوقية، لأن أساس مهمتها تقتضي التحرك في بيئة معقدة).
بين هذا وذاك، تشير ا?راء المرجحة إلى أن الصحيفتين كانتا تنتظران دعماً خارجياً، وربما كالكثيرين الذين راهنوا على العدوان واستنقصوا من قوة الشعب اليمني العظيم.
هذا الطرح يكشف للرأي العام ملابسات وحقائق أخرى، فيرى الكثير من المتابعين أن توقف الصحيفتين له دلائل عدة، منها أنهما كانتا تتوقعان هزيمة القوى الوطنية وسيطرة العدوان على المشهد اليمني في مدة قصيرة، بدليل خطابهما ا?علامي المصبوغ بالمغازلة، واعتبار العدوان السعودي تحالفاً شرعياً ?عادة ما يسمى (الشرعية).
حيث يستدلون بالوقت الزمني الذي توقفت فيه الصحيفتان، وتزامنه مع دخول قوى العدوان إلى عدن كخطوة استباقية حتى تجدا وقتاً كافياً لترتيب أمورهما وإعادة إصدارهما من عدن، وهو ما أشار له محمد المقالح وقتئذ.
فيما يعتقد الكثير أن صحيفة (الشارع) غابت كلياً عن الشارع اليمني، وذهبت بعيداً عن هموم الناس، لتغازل الثراء الذي استبشرته في رائحة النفط القادم من أقصى الشمال.
ويبدو أن الحسابات لم تكن في محلها، فبدلاً من أن تضع صحيفة (ا?ولى) قدماً في المستقبل، ارتضت على نفسها البقاء في آخر الصفوف وفي زاوية بعيدة عن الواقع والعالم.
تنصل من المسؤولية الوطنية والمهنية
ما هو واضح أن الشارع اليمني لم يعد يقبل المنابر التي تتخذ موقفاً محايداً بالذات من العدوان، وهذا ما يبدو أن الصحيفتين استشعرتاه مبكراً، وهو ما أشار إليه البعض من أن الصحيفتين عمدتا إلى إيقاف الإصدار على أن تعاودا اتخاذ موقف المعارض عند انتهاء العدوان، ولكنها قراءة خاطئة، فالشارع اليمني يعرف جيداً اليوم من يعبر عن آلامه ومعاناته.
فيما يرى آخرون عكس ذلك تماماً، حيث عبروا أن رئيسي تحرير الصحيفتين عمدا إلى إيقافهما كي يعيشا دور المظلومية للفت أنظار العدوان والجهات الدولية المعبرة عن حرية الصحافة واستخدامها لتشويه القوى الوطنية، في خدمة واضحة وفاضحة لقوى العدوان.
بينما يؤكد الكثير أن الصحيفتين لم يعد لديهما ما تقدمانه لمخاطبة الجمهور واستعطافهم في وقت لا يتقبل القارئ العام موقفاً محايداً في ظرف استثنائي ليس فيه أي التباس، فصحيفة (الشارع) وجدت نفسها وحيدة بلا شارع، فما من جمهور يتلقى أنصاف الحقائق وهو يدركها بالعين والتجربة. مشيرين إلى أن الصحيفتين خسرتا كثيراً في ظرف كان سيضيف كثيراً لهما على الصعيدين المهني والوطني.
واعتبروا ما قام به المسؤولون عن الصحيفتين من إيقاف الإصدار، تنصلاً من المسؤولية الوطنية التي تقتضي كشف الحقائق التي يزورها العدوان، وأنهم في انتظار أن يركبوا السفينة أينما رست وفي أي اتجاه، وهو ما يعد ـ إن صحت ا?راء ـ موقفاً غير مهني وغير وطني.
من جانب آخر، يعتقد الكثيرون أن معظم وسائل الإعلام تحولت إلى أيقونات فارغة وأبواق للعدو، خصوصاً تلك التي تقف خلف منصات الحياد وشعارات السلام في وقت يبقى الحياد خيانة وطنية للمبادئ الصحفية والوطنية، وتنصلاً من واجب وطني في نقل الحقيقة أمام عدو غاشم ينتهك كل شيء، ولم يترك حرمة لدماء الأبرياء.
وإذا ما نظرنا للخطاب الرسمي لصحيفة (الشارع) في الأشهر الأولى من العدوان، سنجد أنها كانت أحد ا?بواق التي لم تنصف الحقيقة ولم تنقل الواقع كما هو مهنياً ووطنياً.
وبين ما هو واقع لم تكن الصحيفتان تعبران عن معاناة الناس، كانت (الشارع) في أعدادها ا?خيرة تغرد بعيداً عن الشارع اليمني، بينما كانت (ا?ولى) تسبح في فضاء آخر خلف الحقيقة.
سقوط الأقنعة
وبين آراء الشارع وبين الادعاءات التي تتنافى مع الواقع، لم يعد الأمر مثيراً للجدل والاستغراب، بل جعلت القارئ يجزم بأن الصحيفتين في منأى عن هموم الناس وتطلعاتهم من الجانبين الصحفي والوطني، ويجعل الصحيفتين في دائرة الاتهام ا?قرب إلى حقيقة تبدو أكثر وضوحاً لا تقبل الشك في واقع يكشف كل ا?قنعة.
إنه لم يعد هناك مجال لتضليل الحقائق، فالأشياء الغامضة تكشفها المواقف وتعريها الوقائع والظروف.
وإنه لا يمكن الهروب من حقيقة يعيشها الناس بالواقع والتجربة، ولسنا في عصر مظلم، فالشعوب الحرة ترى كل ا?شياء على حقيقتها، والواقع خير شاهد على ذلك.
ووسائل الإعلام المحلية التي تلعب بين البين، تفقد مهنيتها ومصداقيتها، ويصبح خطابها بلا معنى إن لم يكن يخدم أجندات خارجية خارج المشهد.
وبالرغم من انخراط بعض وسائل الإعلام المحلية مع العدوان، وغياب البعض الآخر، خاض الإعلام الوطني حرباً شرسة مع أبواق الدجل والنفاق، وأثبت جدارته وقدرته على المواجهة، وكشف الستار عن الواقع الدموي والمجازر التي يرتكبها العدوان بحق اليمنيين، وبات له أثر في واقع الإعلام العربي والدولي.
وبناءً على هذه المعطيات وغيرها، يبدو أن غياب صحيفتي (الشارع) و(ا?ولى) لم يترك ثغرة في حائط ا?علام الوطني، بقدر ما ترك فجوة عميقة في ذهن القارئ الذي شعر بأنهما خدعتا ذاكرته لسنوات طويلة.
المصدر حلمي الكمالي/لا