اليمن بالحبر العبري -
إصرار اليمنيين واستمرار قدرتهم على إلحاق الضرر بالسفن «الإسرائيلية» والأمريكية والبريطانية التي تمر عبر باب المندب حتى ترفع «إسرائيل» حصارها الذي فرضته على غزة، يُظهر أن الدكتاتورية العسكرية للإمبراطورية الغربية يمكن مقاومتها من قبل الدول الصغيرة، وفي الوقت نفسه تسعى الإمبراطورية الغربية بشدة إلى صرف الانتباه عن فشلها في البحر الأحمر، حتى أن وسائل الإعلام الغربية تفضل تجاهل الأمر على أمل أن ينساه بقية العالم.
وقد أثبتت واشنطن ولندن عدم قدرتهما على الدفاع عن سفنهما التجارية وسفن «إسرائيل» في البحر الأحمر. ومن المثير للدهشة أنه يبدو أن أمن السفن التي تمر عبر المنطقة يتناسب عكسيا مع الانتشار العسكري من قبل الدول المالكة لها، فقد أدى اختيار أنصار الله الدقيق للأهداف إلى حرمان الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من الزخم الدعائي لتصوير هجمات الجماعة على أنها عشوائية.
أما القيادة المركزية الأمريكية، غير المسؤولة عن وسط الولايات المتحدة، بل عن الشرق الأوسط، تحولت إلى إصدار تهديدات وبيانات لم تردع اليمنيين، بعد أشهر عديدة من الانتشار العسكري والقصف الوحشي على اليمن. وفي ظل الظروف الراهنة، تستطيع البنتاغون إما أن تواصل موقفها العسكري وتخاطر بالمزيد من الهجمات، وإما أن تحث «إسرائيل» على تلبية مطالب اليمن ووقف الإبادة الجماعية في غزة.
سيمون تشيجي نديريتو 
التوقعات الشرقية الجديدة الروسية