أنور عون / لا ميديا -
من تريم الغنَّاء بدأ مشواره الكروي كلاعب موهوب. قضى هناك ست سنوات مع وحدة تريم، قبل أن يكتب سطور النجومية مع شعب إب. ثماني سنوات خالدة تألق وأبدع ونال نصيب الأسد من عشق جماهير العنيد. سجل في شباك كل المنافسين. إنه أنور عاشور سعدان، نجم الشباك في مواسم الإبداع، والمدرب المتوهج حالياً. التقيناه أثناء قيادته فريق سلام الغرفة في رحلة إياب دوري الدرجة الأولى لتجمع أمانة العاصمة. رحّب بالحوار بكل تواضع وأدب جمّ... وإليكم التفاصيل.

 كابتن أنور، نسألك عن بداياتك كلاعب، أين كانت؟
- في حارات مدينتي الغالية تريم، ثم التحقت بنادي وحدة تريم ولعبت في صفوف ناشئيه بعد لفت أنظار المدربين، وقضيت مع الوحدة سنوات بدأت عام 88م وانتهت في 93م بانتقالي إلى نادي شعب إب.
 قبل الدخول في تفاصيل تألقك مع العنيد، نود أن تعطينا نبذة عن نادي وحدة تريم وما يعانيه النادي!
- وحدة تريم هو الممثل الوحيد لمدينة تريم، ويملك قاعدة جماهيرية عريقة ممتدة، ولديه جولات وجولات في بعض الألعاب: ألعاب القوى وكرة اليد... وجمهوره يعشق كرة القدم بجنون، ومرّ على النادي مواهب رائعة، وكان بالإمكان أن تروه منافساً ومتواجداً بقوة في الأضواء، لكن أبرز مشاكله إدارية، وبصراحة يحتاج لتخطيط صحيح وسليم، وكذلك الاستفادة من كوادره، وعدم التشتت في ألعاب كثيرة.
 نعود لانتقالك إلى شعب إب. تألقت مع العنيد بسرعة، ما الأسباب؟
- (أطلق تنهيدة) أوووه! يا لها من ذكريات! أجمل مواسمي وسنوات عمري في الملاعب كانت مع شعب إب! ثماني سنوات مرت كالطيف 93-2001م! كل موسم كان أجمل من الآخر، لم يعكر صفوها إلّا الإصابات التي كانت تحرمني أحياناً من ارتداء شعار الشعب وسماع أهازيج الجمهور وهو يهتف باسمي. مع العنيد أحرزت في مرمى كل الفرق التي واجهتها، نافست دائماً على لقب هدّاف الدوري. الإصابة فقط حرمتني من اللقب في بعض المواسم التي كنت فيها قريباً من الهدّاف.
 ما سر ذلك النجاح اللافت وارتباط اسمك بنادي الشعب، وكأنك من أبناء النادي؟
- صحيح، ارتبط اسمي بالعنيد، واتضح ذلك من خلال انسجامي التام وعشق الجمهور لي، وكذلك حبي الجارف للنادي وجماهيره.
 خلال تلك المواسم كان العنيد في أبهى مراحله. ما سر ذلك الألق؟ وماذا تقول عن هبوطه هذا الموسم؟
- دعني أقُل لك أولاً إنني حزنت لهبوط العنيد، وبالفعل لم يخطر ببالي أن يهبط نادٍ بحجم الشعب، لعبت فيه وعرفت مكانته وعشق محافظة إب لهذا النادي وما ينجب من كوادر ومواهب. ولا أعلم في الحقيقة ما يعانيه اليوم.
وبالنسبة لسر نجاح وتفوق العنيد في المواسم التي لعبت فيها فيرجع للإدارة الرائعة، كل الإداريين الذين عاصرتهم كانوا متميزين ومخلصين للشعب، ذللوا كافة الصعاب أمامنا ووفروا كل ما نحتاجه، ولذلك حققنا الكأس مرتين ونافسنا على الدوري مرات عديدة. وإلى جانب العمل الإداري المنظم كان لدينا فريق متكامل بدرجة نجوم: إبراهيم الصباحي موهبة وأخلاق عالية، وليد النزيلي، إيهاب النزيلي، أحمد رامي، وفي عبدالله، عبدالسلام الغرباني، فكري الحبيشي، وآخرين. لقد عاصرت ثلاثة أجيال، أيضاً كان معنا نوفل أمين، وعيدروس أحمد حسن...
لكن بأمانة كانت كلمة سر الانتصارات والتفوق هو الجمهور المذهل، جمهور لا يقارن، يخلق بداخلك روح الانتصار والتحدي. ذكريات منقوشة في خيالي لا يمكن نسيانها أبداً.
 بعد شعب إب، أين حطت رحالك؟ ولماذا غادرت العنيد وأنت تحب النادي بهذا الشكل؟
- تألمت لرحيلي عن شعب إب، وكان من الصعب عليَّ مغادرة النادي والمحافظة بعد أن قضيت سنواتي الأجمل فيها، لكنها سُنّة الحياة، فبعد زواجي جاءني عرض جيد من نادي التلال، ولعبت فيه موسماً واحداً هو 2002، ورغم التحاقي به بعد خامس جولة تقريباً من الدوري حينها إلا أنني قدمت موسماً جميلاً معهم.
 وبماذا شعرت وأنت مع نادي التلال؟
- نادٍ كبير فعلاً، تاريخاً وعراقة، وفخور فعلاً بأني لعبت بجانب عمالقة أمثال: شرف محفوظ، عمر البارك، خالد عفارة، حمادة الوادي، فتحي جابر، مروان مسعود... وأجمل ما فيه أيضاً الجماهير التلالية الحمراء، جماهير ذواقة للفن الكروي؛ لكن تغيير الأجهزة الفنية أفقدنا البطولة.
 قضيت موسماً تلالياً وانتقلت بعدها إلى شعب حضرموت. حدثنا عن المحطة الأخيرة!
- لعبت لشعب حضرموت موسمين 2003 و2004، وكان معي مجموعة من الكباتن الكبار، فريق قادر على إحراز البطولات؛ غير أن المشاكل المالية كانت تشكل عائقاً وهمّاً كبيراً. بعدها أنهيت مشواري في نادي سيئون كلاعب ومساعد للمدرب، ثم اتجهت للتدريب، المجال الذي يستهويني بقوة.
 قبل أن ندخل معك منطقة التدريب، نسألك عن حكايتك مع المنتخبات!
- تجاهلوني ولم يتم اختياري، ولا أعلم السبب!
في عز تألقي مع العنيد، كنت خارج الحسابات، وعندما اختاروني ذات مرة كنت مصاباً؛ لكن عوض الله بمشاركة خارجية مع نادي أهلي صنعاء في البطولة العربية بقطر 2001، واختارني مدرب الأهلي سعدي يونس، ولعبنا أروع مباريات، فزنا على السد القطري بطل تلك البطولة، وتعادلنا مع حطين السوري، وخسرنا أمام مولودية وهران الجزائري بصعوبة، وأعتبر تلك المشاركة تتويجاً لمشواري وتألقي.
 نعود لقصتك في مجال التدريب، ماذا عنها؟ وهل نلت دورات تأهيلية؟
- نعم أخذت دورات (A) و(B) و(C). دربت وحدة تريم، وهلال السويري، وشباب عينات، وحققت معهم بطولتين على مستوى الوادي وحققنا بطل الثالثة، ثم دربت نادي البرق في تريم، وسلام الغرفة، وريان ساه، وصعدت بهم من الثالثة إلى الثانية، ودربت نجم سبأ ذمار وصعدت بالفريق من الثانية إلى الدرجة الأولى، وذهبت إلى المهرة ودربت نادي الجزع وصعدت به من الثالثة إلى الثانية، ودربت شعب حضرموت ثلاثة مواسم متفرقة وأحرزت معهم البطولة التنشيطية التي أقامها الاتحاد للدرجتين الأولى والثانية. دربت تضامن حضرموت، دربت منتخب وادي حضرموت. وعلى مستوى المنتخبات عملت مساعداً للمدرب أمين السنيني في منتخب الناشئين، وأيضاً مساعداً له مع المنتخب الأولمبي.
 وماذا عن تدريبك الآن لنادي سلام الغرفة؟
- تسلمت الفريق قبل انطلاق الدوري بشهر، ورغم الظروف المالية التي مررنا ونمر بها، أبلى الفريق بلاءً حسناً، أيضاً عانينا من عدم وجود ملعب معشب نتدرب عليه ونعد أنفسنا كما يجب. لا يوجد معنا سوى ملعب ترابي متصحر. كما أننا الفريق الوحيد الذي نلعب بدون محترفين.
والحقيقة المُرّة أن نادي السلام الوحيد في مدينة الغرفة بلا ملعب معشب، لديه فقط مقر متواضع وإمكانيات مادية شحيحة جداً لا تكاد تُذكر.
 ما هي رسالتك لإنقاذ سلام الغرفة؟
- أتوجه بها للجهات المعنية ولكل رجال الأعمال، أدعوهم للاهتمام بالنادي، فهو الممثل الوحيد للوادي بالكامل. وفي الوقت ذاته أتوجه بالشكر والعرفان لمدير مكتب الشباب بالوادي، رياض الجهوري، على جهوده وتعاونه معنا.
 قبل الختام، ماذا عن طموحك التدريبي؟
- أطمح للصول إلى مستوى تدريبي عالمي أستطيع من خلاله خدمة وطني، وأتمنى تدريب شعب إب وتحقيق بطولات من أجل جماهيره الوفية.
 شخصيات ومدربون تعتز بهم؟
- لكل من تدربت معه، أو عملت مساعداً له، أدين له بالاحترام والحب والتقدير؛ عبدالله عتيق (رحمه الله)، وعبدالله باعامر، وأحمد علي قاسم من شعب إب.
وأود تسجيل إعجابي واحترامي بشخص محترم ورائع ولا يتكرر، وهو المهندس أنيس السماوي، رئيس نادي التلال في فترة لعبي معهم.
 ختاماً، ماذا تحب أن تسجل؟
- شكراً لكم في صحيفة "لا" على هذه الاستضافة.