اليمن بالحبر العبري -
تخشى الولايات المتحدة، حليفة «إسرائيل»، من أن توجيه ضربات عسكرية لليمن ربما يكون له تأثير عكسي بأن يصب في صالح أنصار الله، وفقا لصحيفة «ذا نيويورك تايمز» ومؤسسة «جيمس تاون» الأمريكيتين.
وقالت صحيفة «ذا نيويورك تايمز» (The New York Times) إن مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) «وضعوا خططا مفصلة لضرب قواعد الصواريخ والطائرات بدون طيار في اليمن وبعض المنشآت التي تضم زوارق سريعة من النوع الذي يستخدمه الحوثيون لمهاجمة سفن الحاويات».
واستدركت: «لكن هناك قلق من أن مثل هذه الهجمات ستصب في مصلحة إيران وخطتها»، في إشارة إلى احتمال اندلاع حرب إقليمية واسعة تضطر فيها واشنطن و»تل أبيب» للقتال على جبهات متعددة.
وقال الملحق العسكري الأمريكي السابق في اليمن آدم كليمنتس: «لديّ شكوك حول ما ستفعله الضربات. العلاقة بين إيران والحوثيين تستفيد بشكل كبير من الصراع».
و»يمثل الحوثيون مشكلة مستعصية على المنطقة وعلى المجتمع الدولي، وهم جماعة عسكرية وسياسية هائلة تفهم القوة وتدرك مواطن الضعف»، بحسب مايكل هورتون في تحليل بمؤسسة «جيمس تاون» للأبحاث (The Jamestown).
وتابع: «سينظر الحوثيون إلى الرد الأمريكي (الدفاعي) الحالي على أنه بلا أنياب».
و»مع ذلك، فحتى السيناريو غير المرجح، المتمثل في قيام الولايات المتحدة وإسرائيل بشن ضربات متواصلة على الجماعة، لن يفعل الكثير لإضعاف قدرتها على تنفيذ هجمات على أهداف في البحر الأحمر والسعودية»، كما استدرك هورتون.
وأوضح أن «مثل هذه الضربات لن تؤدي إلى تقليص قبضة الحوثيين على السلطة في اليمن، بل من المرجح أن يكون للغارات الجوية تأثير عكسي، بأن تساعد الحوثيين على تعزيز دعمهم (الشعبي المحلي والإقليمي) على المدى القصير».
هوترون رأى أنه «لا توجد إجابات جيدة لإدارة التهديد الذي يشكله الحوثيون. وقد تؤتي الجهود السعودية ثمارها، على الأقل بالنسبة للسعوديين أنفسهم، الذين يريدون أمن الحدود قبل كل شيء. ومع ذلك، فإن القدرات العسكرية للحوثيين ستزداد في السنوات القادمة».
وأضاف هورتون أن «الحوثيين يرون أن استراتيجيتهم الحالية، المتمثلة في التصعيد المدروس، ناجحة وخالية من العواقب قصيرة المدى».
وزاد أنه «نتيجة لذلك، فمن شبه المؤكد أن هجمات الحوثيين ستستمر، وكلما طال أمدها، تعاظم التهديد المتمثل في أن سوء التقدير من جانب الحوثيين سيجبر الولايات المتحدة أو إسرائيل على التدخل وإطلاق حلقة تصعيدية قد تكون لها عواقب وخيمة على المنطقة والاقتصاد العالمي على نطاق أوسع».

المصدر: «نيويورك تايمز»
 «جيمس تاون»