حاوره:أنور عون / لا ميديا -
أحد أفضل المدافعين الذين مروا على الكرة اليمنية. يتميز بالهدوء والثقة المتناهية والقدرة على التسديد من مسافات بعيدة. قدم مع جيله الذهبي في الثمانينيات، سواءً مع الأهلي أم مع المنتخب الوطني، مستويات عالية. وكمدرب نجح وحقق البطولات. وفي المجال الإداري ها هو يشغل منصب الأمانة العامة لناديه بصورة مطمئنة.
التقيناه وطرحنا على طاولته مجموعة من التساؤلات، وأجاب كعادته بشفافية وهدوء وتواضع تميز به طيلة مشواره الرياضي. وإليكم ما خرجنا به مع الكابتن محمد اليريمي:

 كابتن محمد، سؤال البداية يذهب بنا إلى طفولتك الكروية ودوافعك لاختيار الأهلي...؟
- كانت الحواري وأنديتها هي حقل المواهب الخصب. وأتذكر طفولتي مع نادٍ اسمه "الطيران" مع مجموعة من زملائي أبرزهم مبخوت، لاعب القادسية، وجمال حيدر، ثم مع المدرسة. بدأت في مدرسة اللقية حتى الصف السادس، ثم مدرسة غمدان، وكنا نتنافس مع مدرسة ابن الأمير. خلال تلك الفترة عشنا تنافساً مثيراً؛ لأن المواهب كانت كبيرة وكثيرة، منهم المبدع المحترم صديقي حمود الوسع، الذي رافقني بعدها في الأهلي، وأيضاً كان معنا مفضل الوزير، رئيس نادي شعب صنعاء الحالي، وكان في بدايته حارس مرمى متميزاً قبل أن يلعب مدافعاً مع الشعب.
 وكيف جاء انضمامك للأهلي دون غيره؟
- أنا أعشق الأهلي منذ طفولتي، إلى جانب زميلي حمود الوسع، الذي كان مع النادي قبلي، ولعب العزي صبرة دوراً كبيراً في ضمي للنادي، ثم المدرب القدير سعيد العرشي، الذي كان يلعب في الفريق الأول ويدربني في الناشئين.
 ومن أشرف على تدريبك في قطاع الناشئين والشباب؟ ومتى صعدت للفريق الأول؟
- الكابتن سعيد العرشي، ولم ألبث سوى فترة قصيرة ثم تم تصعيدي بعدها للفريق الأول، وعلى الفور تألقت مع المدرب الكبير علي صالح عباد، الله يعطيه العافية، وكان يعتمد عليّ كمدافع أو مخمس، ويثق بقدراتي، وقد جئت على آخر أيام المهاجم الفذ يحيى جلاعم، والمدافع الذي لا يتكرر علي الحمامي، والنجم الكبير صالح الوسع، ومحمد زبارة.
 خلال الثمانينيات كان الأهلي بطلاً بكل المقاييس. ما سر ذلك الألق والبطولات؟
- فعلاً كنا أبطالاً لمواسم عديدة، حققنا الدرع ثلاثة مواسم متتالية، وأحياناً نأخذ الدوري والكأس معاً، وإذا لم نأخذ الدوري نكون منافسين حتى النهاية. ويكمن سر تفوقنا في وجود نجوم عمالقة، لدرجة أن المدرب يحتار في اختيار التشكيلة؛ لأن الاحتياط لا يقلون نجومية عن الأساسيين.
 ومع أي الفرق كان الأهلي يشعر بندّية المنافسة؟
- منافسنا التقليدي كان الوحدة. كنا -مثل الجمهور- ننتظر المباراة بفارغ الصبر ونعيش أسبوعاً كاملاً من التأهب. ندخل المباراة والملعب ممتلئ، فنلعب كأننا نخوض حرباً. كلا الفريقين يلعبان بمنتهى القوة، فريقنا مرصع بالنجوم، والوحدة لا يقل عنا: خالد العرشي، أحمد رشدي، وعلي العصري كان لاعباً وإعلامياً في الوقت نفسه ويتميز بالرجولة والحيادية كإعلامي. وبعد المباراة الشرسة ترانا نلتقي كإخوة، العرشي والفقيه لا يفترقان. أيضاً كان شعب صنعاء فريقاً قوياً وصعب المراس عندما يكون في فورمته. الجيل من الحديدة، أهلي تعز والصقر، شعب إب، والأخير كان مخيفاً بجماهيره.
 ولو تحدثنا عن أبرز الإداريين الذين أثروا في مسيرة الأهلي الناجحة، من ستذكر؟
- نادينا من زمان إلى يومنا هذا يعمل وفق منظومة متكاملة، جيل يسلم إلى جيل.
 أقصد في فترة الثمانينيات، ورجالها الذين صنعوا الإنجازات...؟
- هم كثر، أبرزهم ناصر الطهيف - الله يعطيه العافية، عبدالملك عقبة - شفاه الله، عبدالحميد يسر، عبدالملك المعلمي، فيصل عوض، والقائمة تطول.
 وماذا عن مبارياتك ومشاركاتك الدولية مع النادي والمنتخبات؟
- الحمد لله كلها ناجحة. مع النادي شاركت في عدة بطولات أمام الرشيد، وكان هو منتخب العراق، باستثناء لاعب من الزوراء، وتعادلنا (1-1) وأحرز الهدف يحيى جعرة.
أيضاً شاركت مع الفريق في البطولة العربية أمام الهلال السوداني وأهلي جدة وفزنا على الفريق السعودي بهدف، أحرزته أنا.
وعلى مستوى المنتخبات، خضت أول مشاركة مع منتخب الشباب، في 1981 فور لعبي للفريق الأول من الأهلي، وكانت مشاركة ناجحة في النيبال أمام الدولة المضيفة، وفزنا عليهم وعلى باكستان، فزنا كذلك بعد أداء كبير وكنا مجموعة من الشباب اختارنا المدرب القدير علي محسن المريسي رحمه الله، ومساعده عبدالعزيز مجذور. خالد الناظري، محمد الآنسي، علي حرازي، أحمد غالب، جمال حمدي، جمال الأسدي، أحمد ناصر، فيصل أسعد، خالد العرشي، أمين السنيني بعد مرض مهدي الحرازي وتعذر مشاركته قبل البطولة بفترة وجيزة، ثم تصفيات كأس العالم 86 مع سورية والكويت، ورغم الخسائر قدمنا مباريات قوية في ظل نجوم كبار: عبدالقادر كردغلي، مروان مدراتي، مالك شكوحي، وليد أبو السل من سورية، وعمالقة الكويت المبهرين حينها.
وكانت المشاركة الأقوى في المغرب أمام الإمارات، وفزنا على فريق عدنان الطلياني 2-1 بهدف لي وهدف لأحمد غالب، وخسرنا أمام السعودية بهدف من ركلة جزاء، وكان المنتخب السعودي هو بطل آسيا.
 بعد هذا المشوار في الملاعب، كيف انتهت علاقتك بكرة القدم؟
- الإصابة أجبرتني على الاعتزال مطلع التسعينيات، فأثناء التمرين، ارتقيت للعب الكرة برأسي ونزلت على ركبتي فوق حجر، فقد كنا نتدرب على ملعب مليء بالحجارة. المهم أصبت إصابة بالغة. عملوا لي منظارا، وسفروني إلى الكويت، عدت بعدها وعملت علاج تقوية؛ لكن الإصابة تفاقمت من جديد، ثم تم تسفيري إلى ألمانيا، عدت لألعب، حاولت؛ لكن تملكني الخوف من إصابة أخطر، فآثرت الانسحاب والاعتزال.
 اتجهت للتدريب وحققت نجاحات. نريد نبذة عن ذلك!
- بدأت التدريب مع شباب الأهلي، ثم عملت مساعداً للمدرب مقبل الصلوي، وبعدها مساعداً مع المدرب العراقي أنور جسام، وبرأيي هو مدرسة وأفضل مدرب قدم لليمن.
حصلت على دورة تأهيل متقدمة في القاهرة، وعدت أدرب الأهلي، وحققت بطولات عديدة: الدوري، الكأس، والسوبر، وصعدت وحدة صنعاء إلى الأضواء، وهنا أشكر أمين جمعان وعادل هاشم على تعاونهما الكبير معي. أيضاً دربت 22 مايو وحققت نجاحاً آخر.
 لكن يا كابتن، كان الأهلي يستعين بك وقت الحاجة، ثم يستغني عنك بعد ذلك...؟
- أبداً، لم يقصروا معي قط. ثم إني تحت أمر النادي في أي وقت وفي أي منصب. وللعلم دربت الأهلي والوحدة و22 مايو بدون عقود، فقط التزام أدبي، وبدأنا وانتهينا بود واحترام.
 ولماذا لم تستمر رغم نجاحك؟
- التدريب يحتاج تأهيلاً مستمراً، إلى جانب أني وصلت لمرحلة أبحث فيها عن الاستقرار الأسري، ولم أعد أرغب في خوض هذا المجال.
 عدت مجدداً إلى النادي أميناً عاماً. كيف تقيم العمل الإداري؟
- كما قلت لك سابقاً، الأهلي لديه كوادره، جيل يسلم لجيل على نفس الرتم والنجاح.
 ماذا عن حظوظكم في بطولة الدوري؟
- المنافسة محصورة بين الفرق، وطموحنا تحقيق اللقب.
 وبالنسبة للملعب، إلى أين وصلتم في إعادة تأهيله؟
- الحمد لله العمل يسير على قدمٍ وساق، وبإذن الله سترون خلال الأشهر القادمة ملعباً بمواصفات دولية مبهرة.
 لديكم مجموعة من رجال الأعمال. ما هو دورهم مع النادي؟
- كلهم يقومون بواجبهم ولا يقصرون، رغم مشاغلهم. هم عماد الأهلي في كل وقت.
 مدافع تأثرت به...؟
- أحمد العرشي.
 أفضل مهاجم في ناديك؟
- عادل السالمي، علي النونو، وعصام دريبان.
 والمهاجم الذي كنت تعمل له ألف حساب؟
- كنت أحترم كل مهاجم ألعب أمامه؛ لكن خالد محمد علي، مهاجم الصقر، كان متميز جداً في إحراز الأهداف، وعزيز الكميم خطير في مهاراته.
 ختاماً، ماذا تحب أن تقول؟
- أسأل الله أن ينصر فلسطين وينهي العدوان على غزة ويحرق اليهود الصهاينة، وبإذن الله يعم الخير يمننا الحبيب، والأهلي يصل إلى أعلى المستويات من كل الجوانب.
وكل الشكر لكم أخي في صحيفة "لا".