لا ميديا -
عند وداع ابنها الشهيد تقدمت والدته الموكب الجنائزي على غير ما جرت عليه العادات، أن يودع الشهيد في منزل العائلة قبل أن يحمل على الأكتاف. خرجت إلى المستشفى ليفاجأ بها الحضور ترفع جثمان ابنها وتسير في جنازته مع الشبان والرجال الذين تجمهروا بالمئات أمام المستشفى.

وُلد علاء الصباغ عام 1985، في جنين، لعائلة ذاقت شتى أنواع العذاب من جنود الاحتلال. فأخوه الأكبر يقبع في سجون الاحتلال ومحكوم عليه بالمؤبد ثلاث مرات بتهمة قتل جندي صهيوني على مدخل سجن جنين.
هو أحد المناضلين الكبار وقائد كتائب شهداء الأقصى في جنين ومخيمها. صنفته قوات الاحتلال ضمن أخطر المطلوبين، فاعتقلته، واستطاع باستخدام الحيلة والخداع أن يخرج من السجن بعد أيام.
خطَّط ونفَّذ عدة عمليات عسكرية أذاقت قوات الاحتلال الصهيوني مرارة الألم. تتهمه قوات الاحتلال بالمسؤولية عن مقتل سبعة صهاينة بعمليات مسلحة.
تعرض لعدة محاولات اغتيال فاشلة. اعتُقل والده المريض وعدد آخر من أقاربه أكثر من مرة، لإجباره على تسليم نفسه، ودائما كان رده مزيداً من المقاومة، رغم كل ما جرى لعائلته من عمليات مداهمة ليلية مستمرة بحثاً عنه.
قبل استشهاده بأسابيع نسفت قوات الاحتلال منزله بالمتفجرات للمرة الثالثة بعد محاولة فاشلة للقبض عليه. وكان المنزل قد تعرض للقصف في اجتياح المخيم عام 2002، فرممته العائلة. وسبق أن هدمت قوات الاحتلال منزلين للعائلة في أوائل عام 1990 بعد اعتقال أخيه الأكبر الذي كان ينتمي لمجموعة «الفهد الأسود» حينها.
في 29/ 10/ 2003، هز انفجار كبير مخيم جنين على وقع أزيز طائرتي «أباتشي» وطائرة «إف 16» وهدير الدبابات وناقلات الجند التي اقتحمت المخيم. تطاير الطابق العلوي للمنزل، بعملية غامضة، فاستشهد، واستشهد معه عماد النشرتي، أحد قادة القسام.
وتحدث رئيس «الشاباك» في مقابلة تلفزيونية عقب ذلك قائلا: «لقد كشفنا عن بعض عمليات الاغتيال التي نفذناها؛ لكن بعض العمليات كانت صعبة ومعقدة لم نكشف عنها وبقيت في أرشيف الجهاز».