جان يومول- «تشاينا ديلي» 
مجلة صينية تصدر بالإنجليزية تابعة للحزب الشيوعي الصيني
ترجمة خاصة:زينب صلاح الدين / لا ميديا -
من الصعب الوصول إلى أرضية مشتركة للمحادثات مع اختلاف أهداف الفصائل المحلية.
يقول المحللون إن السلام والاستقرار لايزال بعيد المنال لأن الجهات الفاعلة المحلية خلال فترة عقد تقريباً من الصراع وأهدافهم المختلفة جعلت إيجاد أرضية مشتركة للحوار بمثابة تحد كما أن مجموعة من العوامل المحلية والإقليمية والدولية قد عقدت الوضع أيضاً.
في 11 أغسطس قالت الأمم المتحدة إن اليمن لاتزال تواجه أزمة تنموية وإنسانية وسياسية مطولة بعد أكثر من ثمان سنوات من القتال بين القوات الموالية للحكومة المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية والمليشيا الحوثية.
جاء ذلك في إطار بيان صادر عن الأمم المتحدة عندما رحبت بالإفراج عن خمسة من أفراد الأمن التابعين لها بعد أكثر من عام من الاعتقال الأمر الذي يكشف أحد المخاطر والمجازفات التي لايزال المدنيون يواجهونها في اليمن. كان قد تم اختطاف الأفراد في المحافظة الجنوبية أبين يوم 11 فبراير السنة الماضية بعد عودتهم من مهمة ميدانية.
في غضون ذلك أسفر تفجير في 10 أغسطس في جنوب اليمن عن مقتل 4 مقاتلين موالين للمجلس الانتقالي الجنوبي بمن فيهم قائد بارز كان في السابق قد نجا من محاولات اغتيال من قبل القاعدة، حسبما ذكرت قناة العربية الإخبارية.
قال خلدون عبدالله زميل غير مقيم في مركز الشرق الأوسط في آسيا للأبحاث والحوار في ماليزيا: «محركات الصراع هي نتيجة لتفاعل عدة عوامل محلية وإقليمية ودولية متداخلة مع بعضها البعض وكذلك عدة لاعبين». وعلى الرغم من أن صفقة إيران والسعودية بوساطة الصين كانت عاملا رئيسيا في تقدم عملية السلام إلا أنه لم يكن كافياً لحل الصراع على الفور.
اندلعت الحرب الأهلية في اليمن في عام 2014 بعد أن استولت المليشيا الحوثية على العاصمة صنعاء وأطاحت الحكومة المعترف بها دولياً التي كان يترأسها آنذاك عبد ربه منصور هادي. وقادت السعودية تحالفاً عسكريا في اليمن في العام التالي لكنها لاقت صعوبة في القضاء على المليشيا.
ومنذ ذلك الحين انقسمت البلاد. بصرف النظر عن الجزء الذي يسيطر عليه الحوثيون -وهم جماعة عسكرية قاومت حكم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في التسعينيات من القرن الماضي- فإن بعض المناطق يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات مناهضة للحوثي تتبع الحكومة.
قال جوخان إيريلي منسق دراسات الخليج في مركز دراسات الشرق الأوسط في تركيا إن الجهود الدبلوماسية جارية بين أصحاب المصلحة الإقليميين والعالميين في اليمن منذ بعض الوقت. وذلك يتماشى مع التقارب الإيراني والسعودي بوساطة والاستراتيجية السعودية المتمثلة في تقليص مناطق الصراع المحيطة بالبلد لإعطاء الأولوية للتنمية الاقتصادية.

خطوة إيجابية
قال إنه على الرغم من وجود تطورات كان يمكن اعتبارها خطوة إيجابية إلا أن الحرب في اليمن مازالت نهايتها بعيدة ليس فقط على المستوى العسكري بل والمستوى السياسي أيضاً.
وقال إيريلي إنه توجد جوانب يجب على أصحاب المصلحة التأكيد عليها من الناحية السياسية والعسكرية والدبلوماسية بما في ذلك «البيئة المناسبة لحل الأزمة اليمنية».
وقال: «بعد ذلك يجب أيضاً على أصحاب المصلحة الدوليين الانخراط في اليمن مع معالجة المخاوف اليمنية بصدق وتعزيز الحوار اليمني اليمني وتعزيز المساعدات الاقتصادية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني.
لكن التطلعات لتحقيق سلام تظل ثابتة مع استمرار الحوارات. في 11 أغسطس انتهت بنجاح عملية بقيادة الأمم المتحدة لنقل أكثر من مليون برميل من النفط الخام من ناقلة صافر العملاقة التالفة والراسية قبالة ساحل البحر الأحمر.
ظلت سفينة صافر العائمة لتخزين وتفريغ النفط صافر راسية بشكل دائم لأكثر من 30 عاماً. قبل توسع الصراع في 2015 استخدمت السفينة لتخزين وتصدير النفط من الحقول المحيطة بمنطقة مأرب.
وفي 10 أغسطس بحسب وكالة الأخبار السعودية التقى السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر بهانس غروندبرغ المبعوث الأممي لليمن لمناقشة الأزمة المستمرة واستكشاف سبل التعاون.
عقد الاجتماع بعد أسبوع من إعلان السلطات السعودية عن تقديم 1.2 مليار دولار لمساعدة الحكومة المعترف بها دولياً بهدف تعزيز الاقتصاد وتحسين الأمن الغذائي.
قال خلدون عبدالله: «إن تعدد اللاعبين المحليين وأهدافهم قد جعل من الصعب تحديد أرضية مشتركة لمحادثات السلام. وفي الوقت نفسه فإن التداخل بين العوامل المحلية والإقليمية والدولية يعقد الوضع أكثر ويزيد الطين بلة».

15 أغسطس 2023