«لا» 21 السياسي -
انتشر، مساء الاثنين 31 تموز/ يوليو 2023، مقطع فيديو على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر اعتداء عشرات الأتراك (حوالى الخمسين) على فتى يمني يبلغ من العمر 15 عاماً داخل مجمع «كريستال شهير» في مدينة إسنيورت.
بدأ الخلاف بين فتى يمني وآخر تركي، وتطور الخلاف إلى تدخل والد الطفل التركي ومعه عشرات آخرون. تظهر لقطات تعرض الفتى اليمني إلى الركل والضرب من قِبل مجموعة من الرجال الأتراك.
ذكرت تقارير أن شقيق الفتى اليمني تدخل للدفاع عنه قبل أن يتعرض هو الآخر إلى الضرب المبرح. وبحسب التقارير أيضاً فإن «عناصر من شرطة المجمع شاركوا في ضرب الفتى اليمني».
وقد أثارت حادثة الاعتداء على الفتى اليمني ردود فعل واسعة على شبكات التواصل، وتفاعل معها يمنيون وعرب داخل تركيا وخارجها.
هذا الفتى المسكين ربما كان متأثراً -كعشرات الآلاف غيره- بما شاهده في مسلسلات «أرطغرل» و«عثمان»، ولم يقرأ حقيقة هؤلاء الذين قبرهم اليمنيون بعشرات الآلاف حين غزوا واحتلوا اليمن. فلتقرؤوا أيها المساكين:
كتب الإعلامي التركي رحمي تروان مقالاً بعنوان «ذكريات الملوك» قال فيه: «بعد وفاة أرطغرل نشب خلاف بين أخيه دوندار وابنه عثمان، انتهى بأن قتل عثمان عمه، واستولى على الحكم، وهكذا قامت الدولة العثمانية.
حفيده مراد الأول عندما أصبح سلطاناً، قتل أيضاً شقيقيه إبراهيم وخليل، خوفاً من مطامعهما، ثم عندما كان على فراش الموت في معركة كوسوفو عام 1389 أصدر تعليماته بخنق ابنه يعقوب حتى لا ينافس شقيقه على خلافته.
السلطان محمد الثاني  (الذي فتح اسطنبول) أصدر فتوى شرعية أحلّ فيها قتل السلطان لشقيقه من أجل وحدة الدولة ومصالحها العليا.
السلطان مراد الثالث قتل أشقاءه الخمسة فور تنصيبه سلطاناً خلفاً لأبيه.
ابنه محمد الثالث لم يكن أقل إجراماً، فقتل أشقاءه التسعة عشر فور تسلمه السلطة، ليصبح صاحب الرقم القياسي في هذا المجال: «لم يكتف محمد الثالث بذلك، فقتل ولده الصغير محمود الذي يبلغ من العمر 16 عاماً، كي تبقى السلطة لولده البالغ من العمر 14 عاماً، وهو السلطان أحمد، الذي اشتهر فيما بعد ببنائه جامع السلطان أحمد (الجامع الأزرق) في إسطنبول.
عندما أرادت الدولة العثمانية بسط نفوذها على القاهرة قتلت خمسين ألف مصري مسلم.
أرسل السلطان سليم طلباً إلى طومان باي بالتبعية للدولة العثمانية مقابل إبقائه حاكماً لمصر. رفض العرض. لم يستسلم، فنظم الصفوف وحفر الخنادق. شاركه الأهالي في المقاومة. انكسرت المقاومة، فهرب لاجئاً إلى صديقه الشيخ حسن بن مرعي. وشى به صديقه، فقُتل. وهكذا أصبحت مصر ولاية عثمانية.
ثم قتل السلطان سليم بعدها شقيقيه، لرفضهما أسلوب العنف الذي انتهجه في حكمه».
في كل ما سبق:
ما زال الأتراك هم الأتراك، ومازال هناك بين ظهرانينا من ينادونهم وينادون لهم بالخلفاء.