«لا» 21 السياسي -
قررت الولايات المتحدة التفاوض مع الثوار الفيتناميين، فأرسلت لهم أن يرسلوا وفداً يمثلهم في باريس للتحادث حول وقف الحرب، بعد أن أوغل ثوار فيتنام بالجنود الأمريكان. وفعلا أرسل الثوار وفداً مكوناً من أربعة ثوار: امرأتين ورجلين، وكانت المخابرات الأمريكية قد جهزت لهذا الوفد إقامة في أرقى فنادق باريس وجهزت لهم كل أسباب الراحة والمتعة وكل ما لذ وطاب.
عندما وصل الوفد الفيتنامي إلى مدينة باريس ونزل في المطار كانت هناك سيارات تنتظره لتقله إلى مكان إقامته؛ ولكنه رفض ركوب السيارات وطلب مغادرة المطار بطريقته، وأنه سيحضر الاجتماع في الوقت المحدد. استغرب الوفد الأمريكي ذلك، وسأل رئيس الوفد: وأين ستقيمون؟! فأجاب: سنقيم عند طالب فيتنامي في إحدى ضواحي باريس. تعجب الأمريكي وقال له: قد جهزنا لكم إقامة مريحة في فندق فخم. فأجاب الفيتنامي: نحن كنا نقاتلكم ونقيم في الجبال وننام على الصخور ونأكل الحشائش، فلو تغيرت علينا طبيعتنا نخاف أن تتغير معها ضمائرنا، فدعونا وشأننا. وفعلاً ذهب الوفد وأقام في منزل الطالب الفيتنامي، ليقوم بعدها بمحادثات أدت لجلاء المحتل الأمريكي عن كل فيتنام.