«لا» 21 السياسي -
خلافاً لما أعلنه السعوديون، نقل مراسل وكالة «أسيوشيتد برس» في اليمن، عمّن سماه «مصدر اقتصادي مطلع» في حكومة المرتزقة، أن المبلغ المقدَّم للأخيرة هو قرض وليس وديعة أو منحة.
والقرض الذي أعلنته السعودية قبل أيام وأودعته في بنكها الأهلي، والبالغ 1.2 مليار دولار واحتفى به المرتزقة، لا يعدو ولا يزيد عن المبلغ الذي عرضه السعوديون على اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي للانضمام إلى صفوف نادي الهلال لكنه رفضه قيمةً لحذائه، بينما آلاف المرتزقة اليمنيين انضموا للعدوان على بلادهم وباعوا رؤوسهم مقابل الفتات!
دعونا في هكذا سياق نتذكر ما قاله الخالد البردوني عن هذه الأكاذيب القديمة الجديدة قبل نصف قرن تقريبا:

هذي الأكاذيب الجديدة
موتٌ له أيدٍ عديدة
تنبت أوكاراً، طوابيراً
عمارات مديدة
تُردي، وفوراً ترتدي
وجه الشهيد، صبا الشهيدة
حلْق المراثي تستعير
وتحتذي لحم القصيدة
تهمي مؤكدة الخطورة
وهي لا تبدو أكيدة
غير الذي تبدي تريد
ولا تراها كالمريدة
يدعونها: دعماً، مساعدة،
مبادرة، حميدة
وحقيبة رحّالة
بين «الرشيدة» و«الرشيدة»
وعداً، موافقة،
مناورة، زيارات مفيدة
هبة بلا عوض، قروضاً ذات
آجال بعيدة
لكن لماذا يُغدقون؟
أشمُّ رائحة المكيدة
وأرى مؤامرة لها
شكل الإخوة والعقيدة
تدنو كمشفقة، كعاشقة،
كقاتلة عنيدة
ماذا أسميها؟ تبلدني
أساميها البليدة
وتزيد من أميتي
هذي الإذاعة والجريدة
هذي الدرامات التي
تبدو بطولتها مجيدة
أأخاف من كرم المساعد؟
أم أخاف من «السعيدة»؟!

(مارس 1976)