«لا» 21 السياسي -
مستشفيات (خرسانية) ودواء (هندستاني) وأمراض (باكستانية) ومرضى (أفغان) وصيدليات (صهيونية) وتطبيب (يهودي) ووجع (يمني) يمتد من أول حقنة (أنسولين) معدومة إلى آخر عملية قضاء وقدر ومقصات منسيةٌ في البطون ومبهررةٌ في أقسام الحسابات والرهونات.
وكأحد المعنيين هزني عجزي لأكثر من عشر سنوات في مواجهة منظومة دراكولا طبية تحكم قضائي وتتحكم بقدري دماً وألماً، لحماً وعظماً. بدأ الأمر بكسرٍ في العمود الفقري ولما ينتهي بانكسار إرادتي بعد. وبين بدايات الغيبوبة ونهايات الإغماء أطباء بقري وغنمي، ودكاترة عظم وكوارع، وممرضون مشوي وحنيذ وفحم، وممرضات عقدة ولحم صغار... كشافات (تحت حمراء الدمن) و(فوق بنفسجية)، طيرمانات أعلى الوجع الكستنائي، أكياس أمبولات لا تداوي، وكبسولات لا تعالج، وحقن عضلية لا تخفف تنهيدات، ووريدية لا تخف آهات.
فحوصات مخبرية للدماء، وخبرية عن الأسماء، ومخابراتية عن دوافع الوجع ومسببات الألم ونتائج الصراخ في ممرات المختبرات وطواريد الرنين المغناطيسي. ارتهانٌ للعوزة في مواجهة صيادلة معاهد العامين والنصف وعالم صيدليات ابن حيان وأولاد هائل وعيال ستين أردوغان في سبعين ابن سلمان.
وبتوقيت عجزي عن الوفاء في المضي بالعمر أقف ما بين مستشفى الثورة التي لم تُولد، والجمهوري الذي لم يعش، والعسكري الذي لم يضرب لي تحيةً قط، و48 الذي صرعت فيه الابتسامة من قبلي الراحل حميد شحرة، لأضع هكذا قراءة بيضاء لصفحة سوداء من كتاب حكومة اللا إنقاذ السري الرمادية الرمداء.
عشر سنوات لم يخبرني أحدهم قط أن (القطنية الأولى) هي ما يتحكم بـ(المثانة)، وتفتتها هو ما يرخي قبضتي عنها وما يقلل من تحكمي بالانفعالات واحتكامي للأعصاب ومن مناوبتي بين دورة المياه ودورة الحياة كل عشر دقائق ضوئية. لم يخبرني أحد أن صفائح (البلاتين) ومساميرها دُقت على نواصي الكلى، وزُفَّت على ارتفاع (الكرياتين) والذرة الصفراء وانخفاض كريات الدم الحمراء والبيضاء، وأن الشتاء قد صيرته قطنيتك الأولى فصلك وعمرك الوحيد!
أضحك من أعماق وجعي على من ينصحني بالعسل، سواء البلدي أو الماليزي، والذي لو ملكت الوجاهة للحصول عليه لكنت الآن بدلاً من ذلك في المستشفى السلطاني بمسقط أو أحد غرف العناية في طهران أو في الرياض حتى، فلا فرق لدى البعض هههههههه، أو ذهبت للعلاج في الأردن كما فعل ويفعل العشرات من أمثال معصار وعباد و... و... و... و... أو كنت على الأقل في إحدى غرف الخمس نجوم بالدور الأخير من السعودي الألماني بستين داهية صنعاء.
قررت أخيراً عدم الذهاب لأطباء الأنتريشن والسكسكة، على الأقل لأسلم عقلي بعد أن دمروا جسدي.
حسناً، أدنى هذا عينة عشوائية لممارسات غير إنسانية وعلنية من قبل بعض المخولين بالتخفيف عن هذا الشعب المظلوم المكلوم، وعلى عينك يا خطيب الحشحوش... وللحديث بقية إن لم نَرَ تجاوباً من قبل المعنيين بهذه المادة، والله المستعان.