«لا» 21 السياسي
في السنوات الأخيرة تفشت ظاهرة جمع المختبرات والكشافات الكبيرة مع العيادات التخصصية، وبدا الأمر كأنه خدمة للناس، وإذ به زيادة للاستغلال وزيادة في الهبش.
ليس الأمر مجرد جرد اتهامات على الفاضي وعلى المليان، فقد ضاقت الناس من المتاجرين بأوجاعهم وتجاوز الأمر حد الصبر والسكوت. نسبة الـ25 أو 30% التي يحصل عليها الدكتور من مركز الأشعة أو المختبر جعل موضوع الكوميشنات أحد محددات الوضع الصحي السيئ لدينا.
في جولة تعز، وفي أكبر مركز للأشعة والمختبرات في اليمن، سيذهلك المبنى الجديد ذو الطوابق الستة أو السبعة. تتذكر هذا المركز قبل عقدين على فتحتين مطلتين على الشارع لا غير. يهمس لك أحدهم: أحد رؤساء مستشفى الثورة (ح. أ) هو صاحب المبنى الجديد وشريك للمالك الأصلي (إ. آ). فأعلق متمتماً: وأنا أقول ليش الثورة صارت خزيمات أنتريشن ومواجل دمة سكسكات!
الكشافة المقطعية مع الصبغة بـ45 ألف ريال في هذا المركز. يحذرونك من الصبغة فتعود للتعديل لدى إحدى موظفات جمع النقود، فتشير لك: على جنب! تنتظر لربع ساعة حتى تعيد لك فارق سعر الصبغة وتتذكر بحسرة وأنت في مقعد الانتظار الحديدي البارد ابتسامتها صباحاً وهي تستلم منك المبلغ كاملاً. تنتظر بالساعات حتى يحين دورك لعمل المقطعية، وحين تدخل لا يستقبلك سوى الشخط والنخط، وكأنك تكشف بأموال الصدقات. لا يختلف الأمر في المختبر، ولا حتى حين استلام النتيجة. أما قبل وحين تودف وتتصل بأحد أرقام العشرين المتوفرة لتحجز فيا لوكاه! وحين تأتي في موعد الحجز لدى الطبيب تكتشف أن لا حجز ولا هم يحزنون، ويصيح بك سكرتير الطبيب بكل قلة أدب: ما اعرفش حجز وما اعترف بإدارة، اقطع سند وبحبحْ جيبك لتدخل!