«لا» 21 السياسي -
  ترى الإدارة الأمريكية أن وكلاءها تعرضوا لخسائر فادحة في المعركة اليمنية. ونتيجة لذلك فإنهم في وضع تفاوضي سيئ في الوقت الحالي، وتريد نسف محادثات السلام الحالية، في مسعى لاستئناف القتال الذي سيكون من شأنه أن يطلق العنان لحملة قصف سعودية يضع وكلاء واشنطن في موقف تفاوضي مميز، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالسيطرة على الساحل اليمني ذي الأهمية الاستراتيجية لتدفق النفط وحركة المرور الدولية، حيث تمتلك الولايات المتحدة واحدة من أكبر قواعدها، في جيبوتي.
الملاحظة الجديرة بالأهمية في تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينج، والتي استبعد فيها أن تقدم المفاوضات حلا دائما في اليمن بين عشية وضحاها للصراع المستمر منذ 8 سنوات، وأن العملية السياسية ستستغرق وقتا ومن المحتمل أن تواجه العديد من النكسات، معقبا: «لكنني مازلت متفائلاً بأن أمامنا فرصة حقيقية أمامنا من أجل السلام» هي التنبؤ بـ«العديد من النكسات» (للمفاوضات) والثقة بعدم جلبها «حلا دائما».
يتمنى ليندركينج عودة الصراع الكبير إلى المجتمع اليمني، والذي تم حل الكثير منه من خلال فوز أنصار الله في الحرب.
إن هدف المبعوث الأمريكي من وراء ذلك هو منح الوكلاء المدعومين من الولايات المتحدة والسعودية، والذين عملوا إلى حد كبير من غرف الفنادق الفخمة في الرياض، مكانة حقيقية في الحكومة اليمنية الجديدة، ولذلك تواصل الولايات المتحدة الضغط من أجل حكومة شاملة؛ (وهي العبارة نفسها التي استخدمتها الولايات المتحدة مع أفغانستان، وتطالب بأنه من أجل تحرير احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية، يجب على طالبان تمكين وكلائنا هناك (أمراء الحرب طالبان بالفعل دفعت لتسليم البلاد لهم).
وذكر الموقع أن الولايات المتحدة الأمريكية تعلم أن الوقت ليس في جانب الحوثيين، ولا تزال السعودية تفرض حصاراً على اليمن، وتمنع الغذاء والإمدادات الطبية والطاقة من دخول البلاد في أي مكان بالقرب من القدرة اللازمة للبقاء على قيد الحياة.
وأشار إلى أن «الحوثيين» يحتاجون إلى رفع الحصار من أجل بقائهم السياسي، وإذا استمرت المحادثات لفترة طويلة، فمن المرجح أن يستأنف «الحوثيون» الضربات عبر الحدود.
وتابع: «يعلم الجميع من جميع الأطراف ذلك، ولهذا السبب يبدو السعوديون متحمسين للتوصل إلى صفقة نهائية، في حين أن الولايات المتحدة مستمرة في محاولة فرض أوضاع جديدة.
الخطاب الأمريكي يثير التوتر والقلق للغاية، حيث تضع أمريكا شروطا جديدة وتعمل على إبطاء التقدم الدبلوماسي. أنا قلق من أنهم سيستخدمون فكرة أننا بحاجة إلى سلام شامل كشرط مسبق لرفع الحصار .
صحيح نحن بحاجة إلى حل شامل؛ لكن الولايات المتحدة ليست مخولة بتحديد شروط السلام وما ينبغي أن يكون عليه، ينبغي لليمنيين أن يكونوا قادرين على تحديد مستقبلهم بأنفسهم»، كما يقول حسن الطيب، المدير التشريعي لسياسة الشرق الأوسط في لجنة الأصدقاء للتشريعات الوطنية.
الهدف الرئيس للمبعوث الأمريكي لليمن ليس إنهاء الحرب؛ ولكن دفع الحملة الأمريكية «الإسرائيلية» ضد إيران في المنطقة. إنه يفضل أن يواصل السعوديون حربهم الوحشية والحصار ضد اليمن، حتى لو كان ذلك يعني تعريض الأمن السعودي للخطر، على صفقة تضفي الشرعية على سلطات الأمر الواقع في اليمن.
سوف تلطخ دماء اليمنيين مرة أخرى أيدي الولايات المتحدة إذا نجح مبعوثها في تحقيق هدفه المتمثل في إفشال الصفقة السعودية الحوثية وتصاعدت الحرب.
موقع «ذا إنترسبت»

 اتخذت الصين موقفاً معتدلاً من اليمن بعد اتفاق التطبيع السعودي الإيراني الذي تم التفاوض عليه. وأعربت الحكومة الصينية عن استعدادها «لمواصلة بذل الجهود لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين وتحقيق سلام دائم في اليمن».
حتى قبل تأمين الصفقة السعودية الإيرانية، عملت بكين بهدوء نحو اتفاق سلام في اليمن، مستخدمة مصداقيتها كقوة محايدة لصالحها.
فؤاد شهبازوف- منتدى الخليج الدولي

 تضاربت الأولويات البحرية الإماراتية والسعودية، ما أسفر عنه توتر العلاقات بين الجانبين؛ لكنهما رغم ذلك تجنبتا القطيعة، لتَشاركهما في هدف إلحاق الهزيمة بأنصار الله.
بداية من العام 2018 وصاعدا، باشرت الإمارات إعادة توجيه استراتيجيتها، من خلال تغليب مصالحها على مصالح حلفائها في التحالف.
وتمثّلت أهداف الإمارات الرئيسة في السيطرة على سواحل اليمن وممرات الشحن، وتطبيق استراتيجية سلسلة الموانئ، وكبح انتشار الإسلام السياسي.
لكن هذه الخطوات أوقدت جذوة الخصومة بين الرياض وأبوظبي؛ لأنها أماطت اللثام عن تباين مصالحهما في اليمن.
فقد أحكمت الإمارات قبضتها على موانئ جنوبية أساسية والمناطق المحيطة بها، ما حدا بها إلى رعاية المشروع الانفصالي في جنوب اليمن.
في المقابل، اعتبرت السعودية أن هذه الاستراتيجية تضعف حليفها الأساسي المتمثّل في الحكومة اليمنية التي تحظى باعتراف دولي؛ لذا تفكّك التحالف المناهض للحوثيين وباتت المملكة تواجه منفردةً الحوثيين على حدودها.
لكن، رغم الخلافات بين السعودية والإمارات، تجمعهما الرغبة في منع الحوثيين من تحقيق الانتصار، والحرص على تفادي حدوث قطيعة دائمة بينهما.
وقد تؤدي حالة اللا استقرار في جنوب اليمن والمخاوف بشأن أمن الموانئ اليمنية إلى تكثيف حركة المرور في ميناء جبل علي، ما يعزّز مكانة الإمارات كمركز لوجستي عالمي.
أما السعودية، فمشكلتها أكبر من مجرّد المسائل البحرية. في الواقع، قد تسمح الحكومة المتحالفة مع الرياض للمملكة ببناء خط أنابيب يمتدّ إلى بحر العرب، متجاوزاً مضيق هرمز، ما يحرم إيران من القدرة على عرقلة صادرات النفط السعودية.
يُشار إلى أن الإمارات امتحنت علاقتها مع السعودية في مناسبات عدة في اليمن. مع ذلك، قد يشكّل الدعم الإماراتي لاستقلال جنوب البلاد تجاوزاً كبيراً؛ لأن هذه الخطوة قد تلحق أضراراً بالغة بعلاقتهما الثنائية لا يمكن إصلاحها.
إن المحادثات الجارية بين السعودية والحوثيين لإنهاء النزاع خطوة تعتبر واعدة على مسار إرساء السلام في اليمن؛ إلا أن الجهود التي تبذلها المملكة والإمارات لتوسيع نطاق نفوذهما في المناطق الساحلية من خلال دعم الميليشيات المحلية قد تنبئ بنزاع مديد على السلطة في جنوب اليمن.
مؤسسة «كارنيجي» للأبحاث الأمريكية