«لا» 21 السياسي -
تُنبئ التقديرات بأن الرياض تستعين بشيطان التفاصيل، كصياغة الإجراءات التطبيقية لبنود الاتفاق، لشراء الوقت، ثم تمرير بعض النقاط السياسية لتستخدمها لاحقاً كأسس وأرضية للمرحلة المقبلة، كتقديم نفسها وسيطاً لا طرفاً في الحرب.
وتحاول الرياض أن تنقل تفاهمات الاتفاق مع صنعاء، وخاصة في ما يتعلّق بصرف رواتب الموظّفين، إلى تفاصيل فنّية تتعلق بتوحيد البنك المركزي والقضايا المتعلّقة بالعملة، وهي تفاصيل مغرِقة ومؤجِّلة لأيّ حلول، وتدرك صنعاء كلّ هذه المعطيات وترتّب لعمليات عسكرية نوعية وحاسمة وموجعة، حيث من الواضح أن صنعاء لم تصل إلى قناعة بأن السعودية باتت مستقلة في قرارها، ويمكن أن تسير في مسارات خارج السكة الأمريكية، مع الأمل في أن تتجرأ السعودية وتثبت عكس ذلك، عبر اقتناص اللحظة التاريخية للخروج من أزمتها وورطتها في اليمن.
قَتلوا مئات الآلاف، وشرَّدوا ملايين، ودَمَّروا بلداً، وهَجَّروا شعباً، واحتلوا تراباً، وحاصروا أطفالاً، وسرقوا أموالاً، و... و... وبعد سنين من العدوان عليك، عجزوا عن كسرك، فجاؤوك لعصر يديك؛ وساطة تجفل عن حربك وتحمل في يدها بدل السكين تقريراً
زهايمر!