«لا» 21 السياسي -
نزل أحد الرؤساء في زيارة مفاجئة إلى المخابز بعد أن ارتفعت شكاوى الناس بشأن تصغير حجم الخبز ورفع سعره. وفي أحد المخابز وجد الرئيس حجم الخبز صغيراً جداً، فيما وجد على الحائط صورة له كبيرة جداً، فنظر إلى صاحب الفرن وقال له: يا هذا، صغِّر الصورة وكبِّر الرغيف، فصوري لن تُشبع بطون الجياع!
تذكرت هذه الحكاية، التي أظنها للرئيس العراقي السابق عبدالكريم قاسم، وأنا أتذكر حكاية الرئيس المشاط مع الغاز المنزلي عند نزوله قبل شهر رمضان بأيام إلى شركة الغاز وتوجيهاته بتيسير حصول المواطنين على الغاز في شهر الصوم والسمبوسة.
وكأنَّ تلك التوجيهات كانت من توفيق الباري لشركة الغاز؛ حيث أوقفت الشركة التوزيع عبر العُقَّال وحولته إلى بيع مباشر عبر المحطات، حتى يخرج المواطن «يطوبر» قليلاً ويشعر بالتعب ويحصل الأجر ويعبئ بـ8 آلاف ريال تقريبا، وعبر المحطات لكي لا يتعب العُقّال في شهر صوم المواطن ونوم العاقل.
أرجو ألا يكون ذلك قلة توفيق، وبدلا من تصغير الصورة وتكبير الرغيف خدعوك يا فخامة الرئيس، فقد وسعوا التوزيع ليضيقوا على الناس. ليس من الضروري أن ينزل الرئيس بنفسه لتفقد طوابير الغاز، وإن كانت تلك مسؤوليته فإنها ليست وظيفته. فلينزل إذن مدراء ووكلاء شركة الغاز ليعتكفوا في الأواخر مع الناس في الطوابير، حتى يؤجروا، ولو تطلب ذلك إصدار قرار جمهوري بالاعتكاف أمام الطرمبات!