اليمن بالحبر الغربي -
بعد ثماني سنوات على أولى ضربات حملتها العسكرية في اليمن، تسعى السعودية إلى إيجاد مخرج من حرب اليمن، والتركيز على مشاريعها الطموحة في الداخل، رغم الآمال الضئيلة في تحقيق سلام دائم في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
ويقول أحمد ناجي، الخبير في معهد «مجموعة الأزمات الدولية»، إنّه في حين تحرص السعودية على إحداث تغييرات اجتماعية واقتصادية كبيرة في المملكة، تسعى أيضا «إلى تحويل نهجها في اليمن من استراتيجية عسكرية إلى استراتيجية أمنية وسياسية ناعمة».
ويرى ناجي أنّ العمليات العسكرية، مثل الضربات الجوية، قد تتوقّف الآن على الأرجح، موضحاً أن الأولوية هي «للحل الدبلوماسي».
ويقول محللون إن أولوية الرياض حالياً تأمين المناطق الحدودية ووقف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة المفخخة التي استهدفت منشآتها النفطية المهمة.
ويقول ناجي: «تتفاوض السعودية حالياً مع الحوثيين للتوصل إلى تفاهمات تمكّنها من تأمين أراضيها الحدودية، مع الحفاظ على نفوذها» في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية.
ويتابع: «هذا النهج الجديد قد يمكّن السعودية من الحفاظ على موقعها كلاعب رئيسي في السياسة الداخلية اليمنية، لضمان عدم تأثّر المملكة بالتهديدات الأمنية في حالة استمرار الصراع على المستوى المحلي».
ويقول خبير سياسي منخرط في المفاوضات بين الرياض والحوثيين، مشترطا عدم الكشف عن هويته كونه، غير مخوّل التحدث للإعلام: «هناك تركيز كبير في السعودية الآن على التنمية والسياحة والمشاريع الضخمة».
وبالنسبة للرياض، هناك مخاوف من أن «أي شيء ينطوي على صراع» سيضرّ بالاستثمار والاستقرار.
ويذكر الخبير أنّ المحادثات غير الرسمية مع الحوثيين تنضج الآن لتتحوّل إلى «تفاهم» محتمل يمكن أن يمهّد الطريق لدور عسكري سعودي أقلّ حجما قبل الحوار اليمني بين أطراف النزاع المحلية برعاية الأمم المتحدة.
ويقول: «هم يريدون الانتقال من شكل من أشكال التفاهم السعودي - الحوثي، إلى القدرة على تسليم هذا التفاهم لعملية أوسع للأمم المتحدة. (...) يسعون لغسل أيديهم وتجنّب تداعيات أي تصعيد مستقبلي في الصراع».
ويرى أن السعوديين «عالقون في مستنقع مكلِف للغاية على جميع المستويات».

«فرانس برس»