حاوره:طلال سفيان / لا ميديا -
عبدالفتاح إسماعيل الخولاني، أمين عام الاتحاد اليمني للدراجات الهوائية، وجه وشخصية رياضية وطنية تحظى بالاحترام، صاحب آراء شجاعة أمام كل زلة أو خلل يجري داخل المجتمع الرياضي اليمني. شجاع في رفع صوته، لا يهادن البتة.
في قضية انتخابات اللجنة الأولمبية اليمنية المزمع إقامتها مطلع آذار/ مارس القادم في الكويت، وممارسة الأمين العام محمد عبدالله الأهجري إزاء هذه الانتخابات والطبخ لها، كان صوت عبدالفتاح حاضراً وبقوة في وجه هذا الأمر، وظهر وحيداً من بين قيادات الاتحادات والشخصيات الرياضية التي فضلت تغليب مصالحها والهرولة نحو انتخابات الكويت.
صحيفة "لا" كانت لها جلسة خاصة مع الكابتن عبدالفتاح إسماعيل، أجاب على أسئلة واستفسارات الوسط الرياضي عن هذه الانتخابات وإشكاليات الأمانة العامة للجنة الأولمبية اليمنية.

 في البداية نتحدث عما يحتاجه المجتمع الرياضي اليمني من اللجنة الأولمبية وما الذي يريده الأهجري أمين عام اللجنة الأولمبية من الانتخابات...؟
- اليوم الشارع الرياضي يريد هيئة لجنة أولمبية متوافقا عليها من كل محافظات الجمهورية، وأن تنشط بمفهوم الاتحادات الرياضية، من دعم موجه ومحدد وفق برامج المجلس الأولمبي الآسيوي والأولمبية الدولية، وعدم تسليط الأعمال على اللجنة الأولمبية فقط.
المجتمع الرياضي يبحث عن وجوه جديدة وتطعيم بكوادر جديدة شابة فعالة إن لم يكن التغيير؛ لكن ما نشاهده أن الوجوه القديمة في الأولمبية اليمنية ما زالت تمارس التوجه نفسه؛ أي أصبح عضو الاتحاد المرشح في 2012 و2014 يشعر بالخجل في ظل مرور دورتين أو ثلاث دورات انتخابية وهو لم يستطع أن يوصل الطموح  الذي كان يريد أن يقدمه للعبته، وأعضاء وقيادة اللجنة الأولمبية ستصل فترتهم لما يقارب 40 عاما وليس لديهم شعور بهذا الخجل. نحن نطالب بتنفيذ النظام الأساسي الجديد، ولا بد أن يعرف الشارع الرياضي الاختلالات والتجاوزات للائحة الجديدة واتخاذ القرارات هذه الهيئة الرياضة الأكبر عبر مجموعة "واتس".

 ماذا يريد محمد عبدالله الأهجري، أمين عام اللجنة الأولمبية اليمنية، من الانتخابات الرياضية المقبلة؟
- هو يروج لنفسه بأنه موحد الرياضة اليمنية ولا توجد لجنة أولمبية إلا بوجوده. الرياضة اليمنية لديها كفاءات وقيادات مؤهلة لإدارة الأولمبية اليمنية، وليست بالشكل الذي يروج له الأهجري. مشكلتنا في اللجنة الأولمبية الوطنية هي الإدارة، توزيع الدعم المطلوب للأنشطة الرياضية، استيعاب الاتحادات التي تصدر المشاكل. واليوم يقول لنا إن اللجنة الأولمبية وحدت وقدمت و... و... و... الخ؛ أين كان دور اللجنة الأولمبية خلال فترة الحرب؟ واضح تخاذلها عن دورها ورفع الحرج عنها. هذا الأمر اضطرنا أن نشكل مجلس تنسيق للاتحادات الرياضية لمتابعة الجهات الحكومية، بسبب تهرب اللجنة الأولمبية من تصدر المشهد.
متى كان أمين عام اللجنة الأولمبية اليمنية موحدا للرياضة؟ هو لم يقدم نشاطا واحدا مركزيا لأي اتحاد في أي محافظة خلال الثماني السنوات، واكتفى بمحدودية النشاط. إذا كان يتكلم عن الدعم الذي يقدمه للمراكز الأولمبية والمقدرة بـ10 آلاف ريال يمني لكل لاعب بمقدار 5 لاعبين من كل اتحاد، فهذا يعتبر مبلغا زهيدا جدا مقابل ما يتحصله من دعم أولمبي آسيوي ودولي.
عندما نختلف مع الجهات الحكومية تكون مرجعيتنا هي اللجنة الأولمبية، وعندما نختلف مع اللجنة الأولمبية تكون الأمزجة هي المرجع. ومن الجميل أن يقدم الشخص العمل والدعم، وسنشكره ونطالب له بحسن الخاتمة، بدلا من تمنيات الناس له بالابتعاد عن الرياضة؛ لكن أن يصر على البقاء في ظل رفض الشارع أعتقد أن هذا الموضوع يكون مزعجا.

 كيف ترى إجراء انتخابات للجنة الأولمبية في دولة الكويت؟
- انتخابات اللجنة الأولمبية خارج أرض الوطن شيء مزعج. نتمنى تنفيذ اللائحة والنظام الأساسي الجديد. كان المجلس الأولمبي الآسيوي قد أصر على أن تجري انتخابات الأولمبية اليمنية عبر الزوم (أون لاين)؛ إلا أن الأمين العام اعتذر بصعوبة النت في اليمن، وهذا عذر كاذب وغير مقبول، وإصراره على إقامة الانتخابات في الكويت سيفتح المجال للاتحادات الرياضية اليمنية لإقامة انتخاباتها في القاهرة أو بعض الدول الخارجية. أين السيادة والوطنية التي نتكلم عنها؟!

 اليوم نسمع عن شخصيات رياضية تقدمت لانتخابات الأولمبية الوطنية وتم رفضها...؟
- إغلاق الباب أمام ترشح الشخصيات الرياضية أمر مؤسف ومحزن وكارثي. رؤساء الأندية والناشطون الرياضيون والشخصيات التي قدمت للرياضة اليمنية الكثير، حرام ألا يكون لهم تواجد في قوام اللجنة الأولمبية. مؤسف أن البعض من أعضاء اللجنة غير مطلعين على اللوائح والأنظمة، ويتعاملون في وقت الانتخابات بمبدأ "مشي حالك". هناك شخصيات رياضية تريد أن تخدم رياضة الوطن، وأمين عام الأولمبية أغلق عليهم الباب وقطع عنهم الأمل.
اللائحة الجديدة أقصت أمناء العموم من المشاركة في الانتخابات، ومشاركة أمين عام لجنة الرياضيين هذا بحد ذاته تحايل على الانتخابات.

 لماذا نسمع صوتك وحيدا في معارضة إجراء انتخابات الأولمبية اليمنية في دولة الكويت؟
- لست مرشحا ولا منافسا في الانتخابات. أنا ملم ومطلع على اللوائح المنظمة لسير الأعمال الرياضية. وإجراء انتخابات الأولمبية اليمنية خارج أرض الوطن جريمة في حق الرياضة اليمنية.
أتساءل: لماذا لم يتم انتخاب لجنة تسيير للجنة الأولمبية اليمنية ولمدة عامين من مهامها وأولوياتها العمل على إعداد انتخابات هيئات رياضية (أندية واتحادات) محايدة وبرقابة آسيوية ودولية، وبعدها يتم إجراء انتخابات اللجنة الوطنية الأولمبية لدورة انتخابية قادمة؟!

 ماذا عن دور منظمة النزاهة الرياضية، التي أنت أحد أعضائها، في الانتخابات المقبلة للأولمبية اليمنية؟
- جرى الاعتياد سابقا على وجود لجنة رقابية محلية ترافق سير الانتخابات. اليوم تقدمت منظمة النزاهة الرياضية للرقابة على سير إجراء انتخابات اللجنة الأولمبية اليمنية المقبلة وفق الشفافية الكاملة، وهذا المبدأ حسب اللائحة المعدة من المجلس الأولمبي الآسيوي، وسنرى إذا كان سيتم تواجدنا كمراقبين أم لا.

 هناك استبعاد لبعض أعضاء اللجنة الأولمبية اليمنية، وفي المقابل هناك إحلال لآخرين...؟
- كمتابعين لشؤون الأولمبية الوطنية، استغربنا من الاختلالات المصاحبة لقوام الجمعية العمومية الـ45 من أصل 59.
فقد تم استبعاد شخصيات رياضية بدون الرجوع للجمعية العمومية لاحقا، ومنهم عزام خليفة وعادل وادي وحسن الخولاني وغيرهم. وللإشارة الأستاذ حسن الخولاني رئيس اتحاد الرياضة للجميع، تم استبعاده من الجمعية العمومية كونه رئيسا لاتحاد غير أولمبي؛ لكن لا يحق للأهجري استبعاده من مجلس إدارة الأولمبية اليمنية حتى يوم الانتخابات، بتقديم الاستقالات كما هو معروف. أيضا هذا ما حدث لحاشد الأحمر، تم إعفاؤه من صفته كرئيس لاتحاد الفروسية على خلفية إعفاء أعضاء مجلس الاتحاد نتيجة الخلافات؛ لكن حاشد مازال عضو مجلس الإدارة بحسب تصريحه الإعلامي مؤخرا.
تم قبول أمين عام اتحاد القوس والسهم، وهذا مخالف للنظام الأساسي للجنة الأولمبية، حيث لا يحق للأمين العام أو أي من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد أن يكون بالإنابة عن الرئيس، إلا في حالة أن يكون أعضاء الاتحاد منتخبين، وليسوا معينين كما في اتحاد القوس.
كذلك اتحاد البولينج رئيسه غير شرعي، لديه عدة خلافات مع الجمعية العمومية للعبة ومع الهيئة الإدارية واللاعبين، نتيجة اختلالات مالية وإدارية. أيضا اتحاد الكيك بوكسنج تم قبول رئيس الاتحاد المستبعد والمهاجر منذ ما يقارب 7 سنوات، على خلفية فساد مالي، وتم تكليف الأمين العام بتسيير أعمال رئاسة الاتحاد في حينه، علما أنه اتحاد منتخب ويمتلك التفويض ويحق له المشاركة في الجمعية العمومية، إلا أنه تم اعتماد الرئيس للاستفادة من صوته. أيضا لجنة الرياضيين في اللجنة الأولمبية اليمنية، تم اعتماد الرئيس والأمين العام ضمن قوام الجمعية العمومية كصوتين، بينما اللائحة تنص على أن يكون رئيس وأمين عام هذه اللجنة رياضيين ممارسين شاركوا في إحدى الدورات الثلاث الأخيرة للألعاب الأولمبية. لكن مع الأسف لم يتم مشاركة الرئيس أو الأمين العام للجنة الرياضيين في الدورات الأولمبية الثلاث الأخيرة، وهذا يعد مخالفة للنظام الأساسي.

 لماذا هذا التخبط والتجاوزات التي نراها من أهجري الأولمبية اليمنية؟
- في أحد تصريحات الأهجري لأحد البرامج الرياضية التلفزيونية، قال إن جميع أعضاء الجمعية العمومية لهم حق التصويت والترشح باستثناء الـ6 الألعاب غير الأولمبية (أي اعتماد 39 عضوا للترشح والتصويت)، وهذا مُنافٍ تماما للنظام الأساسي. الأهجري يتناسى أو يتجاهل أن هناك من أعضاء الجمعية العمومية من تجاوزوا سن الـ70، أحد شروط الترشح لمجلس إدارة اللجنة الأولمبية؛ لكن للأسف الرجل أجاز للجميع الترشح.
كذلك ذكر الأهجري سابقا أنه تم إحالة ملف اتحاد الفروسية للجنة الأولمبية الدولية للبت في قبول أو رفض رئيس الاتحاد، وما زال الجميع ينتظر الرد. لكن نستغرب من تصريحه الأخير الذي أكد إعفاء الاتحاد وإعفاء صفة رئيس الاتحاد في الجمعية وقبوله فقط للتصويت وليس الترشح، وهذا يؤكد شرعية لجنة تسيير أعمال اتحاد الفروسية الحالية والتي حضر لها الأهجري عدة أنشطة واجتماعات وحفلات تكريمية في ختام البطولات التي تنظمها.

 ما هي توقعاتك لانتخابات الأولمبية اليمنية المقبلة؟
- ربما ستكون بالتزكية بقائمة الـ17 عضوا، المتوافق عليها حاليا لمجلس الإدارة. لكن بحسب اطلاعنا وصل العدد إلى 25. الأمر الثاني ربما الاقتراع للصندوق، وهذا لا يضمن قائمة محددة، باختلاف الشخصيات المتقدمة للرئاسة، سيغير القوائم المحددة للجنة الأولمبية. ومن ضمن شروط رئاسة اللجنة أن يكون المتقدم للرئاسة داعما للرياضة (إداريا أو ماليا)، وما يهمنا أن يكون الأمين العام هو شخصية إدارية قيادية، وأن تكون الأمانة العامة متجددة.

 ما هي مكاسب الأهجري حتى يتمسك بأمانة الأولمبية خلال عقدين ماضيين وقدما نحو سنوات؟
- العمل الرياضي بالأساس تطوعي. طبعا هناك مكاسب على مستوى الوجاهة والجانب المالي وبدل السفر والحوافز والمنح الرياضية للخارج والإمكانيات المصاحبة للأمانة العامة...
هنا أريد أوضح للمتابع الرياضي نقطة مهمة حول الدعم المقدم وانعكاسه للاستفادة الرياضية. طبعا الدعم الوزاري الحكومي منقطع منذ 2017؛ لكن هناك فائض مالي لا أحد يراقبه، ولا سلطة مخولة لمراقبة الدعم المالي للجنة الأولمبية. سابقا كان هناك فجوة ما بين دعم المجلس الأولمبي الآسيوي واللجنة الأولمبية الدولية، غير دعم صندوق النشء والشباب. كان هناك فائض مبلغ في إحدى الفترات، وبدلا من أن ينعكس هذا المبلغ لدعم البرامج والرياضيين أو اعتماده لموظفي اللجنة، تم تحويل المبالغ لشراء سيارات لخدمة أعضاء إداريين في اللجنة. هناك تناقض عجيب بين الدعم السابق والدعم الحالي. إذا تكلمنا عن المنح المقدمة في مرحلة من المراحل، المنحة اليابانية المقدرة بـ700 ألف دولار كانت مجرد منحة، لم تكن دعما ثابتا مقدما للبرامج الآسيوية والدولية.

 حديثك عن انتخابات الأولمبية، هل تسبب لك بمتاعب أو مشاكل؟
- بالتأكيد، فقد شكل لي ضغطا كبيرا وإحراجات مع بعض الناس، في الداخل والخارج. أنا بطبيعتي لست منصاعا أو محسوبا على أي قائمة لطرف ما؛ لكن كل ما أتحدث عنه أو أكتبه من نقد هو نقد إيجابي لصالح شخص معين أو أطراف معينة، فيتم احتسابه لهذا الطرف أو ذاك، رغم أني لست محسوبا لأي طرف. كل ما يبدر مني هو من خلفيتي الإدارية واطلاعي على اللوائح والأنظمة المعرفة لذلك.

 عودة رئيس اللجنة الأولمبية عن موقفه بعدم الترشح وإجراء انتخابات خارج اليمن، كيف تنظر لها؟
- الأستاذ عبدالرحمن الأكوع شخصية وطنية لها احترامها. بعد أن رفض إجراء انتخابات الأولمبية خارج الوطن وعدم الترشح لمنصب رئيس اللجنة الأولمبية اليمنية في اجتماع سابق جرى بالعاصمة صنعاء، هناك من سعى لإحراقه كرمز، وقام بإقناعه أو وضعه ضمن قائمة الترشح لرئاسة اللجنة. إذا كان صحيحا أتمنى أن يتراجع ويحافظ على خاتمته المشرفة في رئاسة الأولمبية.

 هل هناك خلافات بينك وبين الأهجري كما يروج بعض مناصريه؟
- بالعكس، علاقتي مع الأستاذ محمد عبدالله الأهجري جيدة وبيننا احترام؛ لكن المصلحة الرياضية واطلاعي على الأنظمة واللوائح هي ما يدفعني للوقوف والحديث عن أي أخطاء وتجاوزات واختلالات ومؤامرات وكولسة قبل إجراء الدورات الانتخابية.

 ختاما ماذا تقول كابتن عبدالفتاح اسماعيل؟
- أتمنى أن تكون الرياضة اليمنية بخير وبعيدة عن السلبيات والمشاكل. وشكرا لك أخي العزيز ولصحيفة "لا".