حاورته/ بشرى الغيلي / لا ميديا -
عفويته وبساطته تجذب المشاهد لأدواره حتى آخر المشهد، يعيش النص ويتماهى فيه عكس الآخرين الذين يغلب عليهم التكلّف المصطنع في أدوارهم، يمتلك عفوية كوميدية جعلت رصيده كبيرا لعناوين كبيرة من المسلسلات كـ«الوصية»، «شر البلية»، «علاجك عندي»، «مش كل مرة تسلم الجرة»، «فرحان مش فرحان»، «همي همك»، «ماشي كما شي»، «غربلة»، «حكاية الجد الحكيم»، «بعد الغياب»، «قلوب مقفلة»، «أبواب صنعاء» والقائمة تطول.. ضيفنا المتميز عبدالناصر العراسي لبى دعوتنا للحوار رغم انشغاله بتصوير مسلسل رمضان القادم والذي قال إنه سيضم نخبة من الفنانين المتميزين وهو من إنتاج قناة المسيرة، ومؤسسة الإمام الهادي التي تميزت بإنتاج أعمال فنية نوعية، وإخراج عبدالرحمن دلاق، حمل حديثه الكثير من الشفافية عن الفن ودور وزارة الثقافة الغائب، والكثير من التفاصيل ضمن الحوار الضافي.

 الفنان عبدالناصر العراسي.. وجه فني مألوف في معظم الأعمال الفنية.. هل بالإمكان أن يعرف قارئ «لا» أول دور قام به، وفي أي عام؟ وكيف اكتشف نفسه؟ ومن شجعه على ذلك؟
أول دور قمت به في مسرحية «لغة الضاد إلى أين»، وكان دوري شيبوب أخو عنترة بن شداد كان ذلك في عام 1994 في ثانوية جمال عبدالناصر، وتم اكتشافي في التمثيل بالجامعة من قبل الدكتور عبدالعزيز المقالح (رحمه الله)، ومن دعمني ماديا ومعنويا هما جهتان: جامعة صنعاء، وجمعية الكشافة والمرشدات.

 أنت خريج كلية إعلام إذاعة وتلفزيون فهل كان اختيار هذا التخصص تعويضا عن غياب معاهد الفنون التمثيلية في اليمن؟
هو كذلك تقريبا والفن يجري في عروقي والفرق بين التخصصين أشبه بالفرق بين «اليوسفي والبرتقال» ليس كبيراً.

 يصف البعض المشهد الفني اليمني وتحديدا الدراما في الفترة الحالية بأنها صارت موجهة بشكل أكبر من الماضي، ولها أكثر من هدف، ما تعليقكم على ذلك..؟
كيف موجهة؟ وهي طول السنة غائبة، فخلال 12 شهرا ما تجي إلا في رمضان، إذا كان المقصد سياسيا فأكيد القنوات الفضائية كلها سياسية وكل يخدم جهته، ولكن بالنسبةِ لي شخصيا لا أشتغل في أعمال موجهة، وأعمالي كلها تتجه للمواطن وأنا محايد سياسيا لا أتبع أي جهة، أو حزب سواء بالداخل أو بالخارج، أنا فنان ضد العدوان أخدم وطني وهذا موقفي واضح للجميع.

  يلاحظ أن هناك تغييبا لدور المسرح منذ سنين طويلة.. يُقال: «اعطني مسرحا.. أعطك شعبا مثقفا».. ما هي الأسباب التي تقف وراء هذا التهميش لدور المسرح؟
هذا السؤال يجب أن يوجه لوزارة الثقافة ووزيرها الحالي، فهي المعنية بالرد عليه، لأنني لا أمت لوزارة الثقافة بأي صلة، ولا أتبعهم، ولست موظفا فيها، لا من بعيد ولا من قريب.

 ارتبطت أدوار الفنان عبدالناصر بالغضب، حسب رأي البعض.. هل المخرج هو من يختار لك الدور؟ أو أنت من تختاره؟
لا، بالعكس، أدواري كلها كوميدية، ما عدا مسلسل «غربة البُن» كنت فيه ضيف شرف، وقمت بدور مجرم، أنا دائما أقرأ النص المقدم لي وإذا لم يعجبني الدور لا أشتغله ولا أقوم به.

 لماذا برأيك تغلب الهزلية والسطحية على الدراما اليمنية، ويجري تقديم الإنسان اليمني بصورة غير لائقة، هدفها إضحاك المشاهد فقط..؟
الأدوار الهزلية، وإظهار الإنسان اليمني بصورة غير لائقة هذا صحيح كان زمان، ونعترف أن الأعمال الدرامية كانت تقدم بقوالب مسيئة، لكن أعتقد أن معظم الأعمال المقدمة في الآونة الأخيرة جميلة وهادفة، ويبدو أنكم لم تتابعوا الأعمال التي لعبت فيها أدوارا من  «بعد الغياب»، إلى «قلوب مقفلة»، إلى «أبواب صنعاء»، وإلا لعرفتم أنها قُدمت بقالب فني اجتماعي هادف، وباعتقادي أن الأدوار الهزلية انتهت في الدراما اليمنية سواء تلك التي كان يتم تصويرها داخل أو خارج اليمن.
(المحررة تعقيباً: 
لاشك أننا تابعناها ونتابعك يا أستاذ عبدالناصر في كل أعمالك ولهذا كان حوارنا معك).

 ظهرت في الآونةِ الأخيرة وجوه فنية جديدة.. هل لوزارة الثقافة دور في تأهيلهم وتدريبهم؟ أم هو جهد ذاتي من الممثلين الجدد وموهبة خام ؟
وزارة الثقافة لا تؤهل، ولا تدرب وأنا مسؤول عن كلامي هذا، والله أنا لو أملك سلطة في البلاد لألغي وزارة الثقافة مع احترامي الشديد لكل العاملين فيها، مابش لها داعي، وأما بالنسبةِ لظهور مواهب جديدة فإن عملية تأهيلهم وتدريبهم تتم عن طريق الفِرق المسرحية، وعن طريق مؤسسات فنية لا علاقة لها بوزارة الثقافة.

  أنت دائما ما تصف الأعمال الدرامية بـ«السنبوسة» التي تغيب طوال العام ولا تحضر إلا في رمضان  .. كيف يمكن ضمان استمرارية الإنتاج الدرامي وأين تكمن المشكلة؟
السؤال هذا يوجه للجهات المعنية في الدولة متمثلة بوزارتي الثقافة والإعلام، لأنهم المعنيون بالرد عليه، أما أنا فلا أكره أن أعمل طوال العام إذا وجدت الأعمال.لكن الأمر ليس بيدي.

  كيف تقيم تجربتك مع مؤسسة «الإمام الهادي» وما الجديد لهذا العام؟
لدي أعمال متعددة مع مؤسسةِ «الإمام الهادي» أعتز بها كثيرا، وأعتبرها من أقوى أعمالي بعد «شر البلية»، و«بعد الغياب»، «حكاية الجد الحكيم»، «غربلة»، «قلوب مقفلة»، «أبواب صنعاء»، وهذا العام سنقدم عملا جديدا بقالب فني متميز نتمنى أن يروق الجمهور.

  هل يمكن أن تكشفوا لنا عن طبيعة عملكم الرمضاني القادم؟
العمل سيضم كوكبة فنية من الممثلين وخاصة من أبطال مسلسل «أبواب صنعاء» ومسلسل «تكتيك» وسيتم دمجهم في عمل واحد، أما بالنسبةِ لاسم المسلسل، أو الممثلين أنا لا يمكن أن أفصح عنهم، والعمل من إنتاج المسيرة، وإنتاج منفذ مؤسسة «الإمام الهادي» وإخراج عبدالرحمن دلاق.

  ثــــلاث وردات جوريــة تفرد مساحتهــا عبر «لا» للفنان عبدالناصر العراسي.. فلمن تهديها؟
الوردة الأولى أهديها عبر «لا» لأمي نظّارتي وضوء عيوني، والوردة الثانية لزوجتي وأم أولادي ونصفي الثاني، والوردة الثالثة أهديها عبركم لطاقم صحيفة «لا».