«لا» 21 السياسي -
يتم تصنيف الجيوش بشكل عام وفقاً للقدرة العسكرية أو القوة العسكرية، حيث يعتمد التصنيف الأول في ترتيبه على الأسلحة التي يملكها كل جيش والأسلحة المتعاقد عليها أو التي يتم إنتاجها؛ «فيعطي حقيقة لقوة هذا الجيش». أما التصنيف الآخر، الذي يتبعه موقع «غلوبال فاير باور» الأمريكي، فيعتمد على نسب أخرى، مثل حجم التدريبات، وغيره من المعايير التي تختلف من دولة لأخرى. وقد أدخل هذا الموقع عدة مؤشرات جديدة وحذف أخرى، ورفع عدد الجيوش محل الدراسة من 140 في 2022 إلى 145 في 2023، ما أحدث تغييرات بارزة في ترتيب جيوش العالم.
ومن المرجح أن تكون الحرب الروسية الأوكرانية وما خلفته من أزمة طاقة عالمية، دفعت المؤشر الأمريكي إلى إضافة الغاز والفحم إلى النفط، ضمن الموارد الطبيعية، سواء من حيث الإنتاج والاحتياط أو الاستهلاك.
وقد ارتفع عدد المؤشرات من 50 مؤشرا في 2022 إلى 53 مؤشرا في 2023.
لكنه أيضا اعتمد على المعيار التكنولوجي في ترتيب الجيوش، بشكل يمكّن الجيوش الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية في البلدان الأصغر، من منافسة الجيوش الأكبر والأقل تطوراً في الدول الكبرى، من خلال منح مكافآت وعقوبات خاصة، دون أن يظهر ذلك في المؤشرات.
إذ وجهت في السابق عدة انتقادات للمؤشر الأمريكي بأنه لا يأخذ في الحسبان نوعية السلاح وتطوره، ويركز أكثر على العدد وتنوع مصادر القوة، البشرية والبرية والجوية والبحرية، وكذلك الموارد الطبيعية والجغرافيا والتمويل واللوجستيك.
وبرغم ذلك فإن موقع «غلوبال فاير باور» لأقوى جيوش العالم، هو موقع مُسيّس؛ يحدد ترتيب الجيش وفقا لدرجة توافق دولها مع التوجهات الأمريكية، وهذا ما يتبين بوضوح من تصنيف هذا العام 2023، حيث يبقي الجيش السعودي كثاني أقوى جيش عربي، برغم عدم تحقيقه أي نصر في تاريخه، ويقفز بجيش المرتزقة اليمنيين ست مراتب كاملة، وهو الجيش الذي لولا الغطاء الجوي للعدوان ما كان سيبقى قط.
ولنأخذ نظرة على ترتيب الجيوش العربية هذه السنة، للاستشهاد على ما أوردناه أعلاه، مع احتفاظنا برأيٍ سابقٍ نشرناه في هذا الملحق ويتلخص في القول بأن الجيش اليمني المقاوم للعدوان هو أحد أقوى جيوش العالم، والذي انتصر على تحالف عسكري يمتد من واشنطن ولا ينتهي في بكين مروراً بكل عواصم الجيوش المتصدرة ترتيب «غلوبال فاير باور».
وفقاً للموقع فقد حافظ الجيش المصري على صدارته كأكبر جيش عربي وأفريقي في 2023؛ غير أنه تراجع عالميا إلى المرتبة 14، بعدما كان في المرتبة 12 في 2022، والتاسعة في 2020.
وخسر الجيش المصري في 2023 صدارته لجيوش الشرق الأوسط لصالح الجيش التركي، الذي صعد من المرتبة 13 إلى المرتبة 11 عالميا.
الجيش السعودي من جهته حافظ هو الآخر على المرتبة الثانية عربيا؛ لكنه تراجع مرتبتين من 20 إلى 22، مع صعود كل من أوكرانيا وفيتنام وبولندا، وسقوط الجيش الألماني من المرتبة 16 إلى 25.
الجيش الجزائري، المصنف الثالث عربيا، صعد 5 مراتب في 2023، بعد أن حل في المرتبة 26 عالميا في 2023 مقارنة بالمرتبة 31 في 2022.
واسترجع الجيش الجزائري سريعا المرتبة الثانية أفريقياً من جيش جنوب أفريقيا، الذي فقدها في 2022، بينما تراجع الأخير إلى المرتبة 33 عالميا في 2023.
الجيش الجزائري كان الوحيد من بين الجيوش العربية التي صعدت في الترتيب الجديد للمؤشر الأمريكي.
فكل من الجيشين العراقي والإماراتي، اللذين حلا رابعا وخامسا عربياً على التوالي، تراجعا في تصنيف «غلوبل فاير باور».
فالجيش العراقي الذي كان يحتل المرتبة 34 عالميا في 2022، تراجع إلى المرتبة 45، بخسارة 11 رتبة.
ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للجيش الإماراتي، الذي خسر 20 مرتبة، وتراجع من المرتبة 36 في 2022 إلى المرتبة 56 في 2023.
تغيير كبير حصل في قائمة الجيوش العربية العشرة الأوائل، المرتبة من 6 إلى 10، حيث صعدت جيوش وسقطت أخرى من القائمة.
فالجيش المغربي، ورغم تراجعه عالميا من المرتبة 56 إلى المرتبة 61، إلا أنه تقدم عربيا من المرتبة السابعة إلى السادسة، بعدما تجاوز الجيش السوري بثلاث مراتب.
ودخل جيوش قطر (65 عالميا) وتونس (73 عالميا) واليمن - المرتزقة (74 عالميا) قائمة أكبر 10 جيوش عربية، بعدما أزاحت جيوش الكويت وليبيا والسودان من القائمة.
وحافظ الجيش التونسي على المرتبة 73 عالميا؛ لكنه تقدم إلى المرتبة التاسعة عربيا بعدما كان في المرتبة 11.
أما اليمن - المرتزقة، فحقق قفزة عربيا من المرتبة 15 في 2022 إلى المرتبة العاشرة في 2023.
أما عالميا فصعد «الجيش اليمني» كذلك من المرتبة الـ80 إلى المرتبة 74، أي أنه قفز 6 مراتب كاملة ربما بعد تحقيقه للهتاف الذي تردده مجاميعه المأجورة: قادمون يا صنعاء!