اليمن بالحبر الغربي -
ذكر موقع «نتسيف نت» العبري أن الإمارات استأنفت أنشطتها في الجزر اليمنية عبر وكلائها المحليين رغم إعلان أبوظبي انسحاب قواتها المشاركة في التحالف بقيادة السعودية عام 2019.
وجرى مؤخراً الإعلان عن نية أبوظبي لبناء مدينة سكنية على جزيرة ميون اليمنية الاستراتيجية بالقرب من باب المندب، أحد أهم المضائق في العالم.
وكشفت وسائل إعلام دولية، في 11 نيسان/ أبريل 2021، عن إنشاء قاعدة جوية إماراتية على الجزيرة نفسها.
يعود النشاط العسكري الإماراتي في جزيرة ميون إلى السنوات الأولى من الحرب، حيث أفادت مصادر عسكرية بمحاولة الإمارات المبكرة إنشاء مهبط للطائرات هناك، إلا أن أعمال البناء توقفت بشكل مؤقت، ثم استؤنف العمل في الجزيرة، دون معرفة الأسباب.
وقد كشفت صور أقمار صناعية نشرتها وكالة «أسوشيتيد برس» في 11 نيسان/ أبريل 2021، عن إنشاء مدرج جديد لقاعدة جوية عسكرية إماراتية في جزيرة ميون، إضافة إلى وصول تعزيزات عسكرية إماراتية ضخمة إلى الجزيرة.
يقول مراقبون يمنيون إن الإمارات تريد إيجاد موقع بديل، بعد تفكيك قاعدتها العسكرية في ميناء عصب الإريتري قبل عام.
ومن الأسباب أيضاً المنافسة المتزايدة بين القوى الدولية على الموانئ الأفريقية، حيث إن وجودها يعيق دولة الإمارات، على عكس جزيرة ميون التي كانت خياراً آمناً وملائماً لها، سواء من حيث موقعها الجغرافي أم خصائص التركيبة السكانية، أو طبيعة السلطة التي يعملون بموجبها.
كانت الجزيرة على مر التاريخ هدفاً استراتيجياً لمشاريع التأثير، وقد تعرضت لمحاولات غزو من البرتغاليين والبريطانيين.
وبحسب مراقبين فإن هناك علاقة بين «إسرائيل» ومحاولات السيطرة على الجزيرة التي لعبت دوراً في حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973.
وفرضت القوات المصرية حصاراً بحرياً على «إسرائيل» وقتها من خلال إغلاق باب المندب أمام الملاحة «الإسرائيلية»، بالتنسيق مع اليمن.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن المسار في الجزيرة يسمح لمن يسيطر عليه بالسيطرة على مضيق باب المندب وشن غارات جوية على اليمن، كما يمكن أن يكون بمثابة قاعدة لأي عملية في البحر الأحمر وخليج عدن وشرق أفريقيا.
لذلك فإن السيطرة عليها تعطي تفوقاً عسكرياً واستراتيجياً، خاصة في ظل التنافس الدولي على توسع النفوذ.
بالإضافة إلى ذلك، يطل باب المندب نفسه على قارتين: آسيا وأفريقيا، ويقدر عدد السفن وناقلات النفط التي تمر عبر المضيق بأكثر من 21 ألف سفينة بحرية كل عام (57 سفينة في اليوم)، بمعدل حوالي 3.8 مليون برميل نفط يومياً.

موقع «نتسيف نت» العبري