حـاوره:طـلال سفيـان / لا ميديا -
سامي جعيم اسم لا يفوت على الكثير, فهو نابغة أهلي صنعاء والمنتخب الوطني صاحب الإنجاز الكروي اليمني الوحيد، المتمثل بالوصول إلى نهائيات كأس العالم للناشئين - فنلندا صيف 2003.
الهداف وملك خط الـ18, اللاعب الملهب للمشاعر والإداري والمدرب القادم بقوة وجدارة في سماء الملاعب اليمنية.
كأس العالم ومنتخب العاصمة وأشياء أخرى في حوار أجرته صحيفة "لا" مع سامي جعيم، النجم الذي يشار له بالبنان في كل لحظة وحدث.

 مرحبا كابتن سامي. نبدأ معك من الانطلاقة الأولى للنجومية...؟
- مرحبا بصحيفة "لا". منذ نعومة أظافري التحقت بنادي أهلي صنعاء، بحكم أن منزلنا ملاصقا لأسوار النادي، وكنت الهداف فرق سن 14 و16 و18 سنة، والتحقت بالفريق الأول عام 1998 وحصلت في مسيرتي مع الإمبراطور على 3 بطولات دوري (مواسم 1998/ 1999 و2000 و2007) و3 بطولات كأس الرئيس ولقب كأس السوبر.
الكابتن عبدالله العماد هو من اكتشف موهبتي، ثم لعبت مع المدرب حسين طنطن، والمدرب سعيد العرشي، وضمني العراقي سعدي يونس للفريق الأول وكان عمري حينها 15 سنة، ووقتها كنت ألعب مع فريق شباب الأهلي، وكنت هدافهم إضافة للعبي كاحتياطي في الفريق الأول.

 كيف جاء اختيارك للوطني الناشئ (منتخب الأمل)؟
- كنت أتعالج من إصابة في الركبة، ولم أشارك مع منتخب الأمل لحظة اختيار عناصره. ومع عودتي للعب مع الأهلي أشركني المدرب العراقي كاظم خلف في مباراة نفتشي الأوزبكي في صنعاء ضمن تصفيات آسيا للأندية. يومها شجعني الكابتن كاظم وقال لي: هذه فرصتك. وقدمت في هذه المباراة أداء رائعاً، وسجلت هدفا وصنعت آخر، وشاهدني خلالها المدرب الألماني سبتلر وبدأ يهتم بضمي لمنتخب الشباب، بحكم طولي وتميزي بضربات الرأس، حتى أنه أطلق عليّ اسم "بيرهوف اليمن". وبعدها بأسبوع ضد شعب إب، الذي كان ينافسنا على الصدارة، وسجلت هدفا وصنعت آخر للكابتن علي النونو. وهنا ضمني سبتلر لمنتخب الشباب، وكنت أصغر اللاعبين في المنتخب. على دخول شهر رمضان وعودة منتخب الناشئين من الإمارات لعبنا معهم مباراة ودية تعادلنا فيها 2/2، سجلت أنا هدفا وصنعت الثاني، ليركز عليّ الكابتن أمين السنيني. وقبل سفر منتخب الشباب إلى البحرين للمشاركة في البطولة العربية تم استبعاد كامل لاعبي منتخب الشباب، واستبدلوا بلاعبي المنتخب الأول من قبل المدرب العراقي حازم جسام، الذي جاء بديلا لسبتلر، فضمني الكابتن أمين مع زملائي محمد صالح يوسف وسالم عوض ونشوان عزيز وأنور الحميدي إلى منتخب الناشئين، وذلك لتعويض اللاعبين الذين تم إقصاؤهم من ناشئينا بعقوبات ومزاعم أنهم كبار في السن بعد التأهل من الإمارات لنهائيات كأس العالم فنلندا 2003.
وفي معسكر روسيا التجريبي سجلت أول هدف لي مع منتخب الناشئين في مباراة فزنا فيها 1/0 أمام نادي زينيت سان بطرسبرج. ولأني مستجد على الأمل لم يشركني الكابتن أمين في بقية المباريات، وعدت إلى الوطن، ثم عدت مع الأمل في معسكر هولندا وسجلت هدفين في مرمى أياكس أمستردام بعد دخولي للعب في الدقيقة 85، ليثبتني الكابتن أمين بعد آخر فرصة منحني إياها في هذه المباراة، وضحى بالمهاجمين طارق الحيدري وجمال العولقي، بعد أن أثبتُّ أني هداف متميز داخل صندوق الجزاء. وفي لقائنا مع منتخب المغرب القوي في صنعاء فزنا 5/0، سجلت 4 منها، وسجل اسمي يومها كهداف أول في المنتخب، وفي معسكر إسبانيا فزنا على منتخب إسبانيا 1/0، وفزنا على منتخب إقليم كتالونيا المكون من لاعبي برشلونة وإسبانيول وغيرهما من فرق المقاطعة 4/0 سجلتها جميعها أنا. وكانت تلك فترتي الذهبية مع منتخب الأمل، وفيها شاركنا في مونديال فنلندا وقدمنا مستوى رائعا أمام البرازيل والبرتغال والكاميرون، وسجلت أمام المنتخب الكاميروني هدفا في الوقت القاتل.

 وماذا عن مشاركاتك مع المنتخبات الوطنية الأكبر؟
- بعد عودتنا من كأس العالم شاركت مع منتخب الشباب ومع المنتخب الوطني الأول في "خليجي 16" وفي كأس آسيا، ثم داهمتني الإصابة في الرباط الصليبي، وتوقفت عن اللعب لمدة عامين، وذهبت لإجراء العملية في مصر، وكلفتني مبلغاً كبيراً، حتى إني بعت مقتنيات وباصاً كنت اشتريته بعد المونديال. والحمد لله على كل حال، هذه ضريبة النجاح.

 هل تلقيت عروضاً للعب مع أندية محلية أو خارجية بعد مونديال فنلندا؟
- بعد عودتنا من كأس العالم شاركت مع الأهلي، وتلقيت عروضاً للعب مع ناديي هلال الحديدة وصقر تعز؛ لكـن الأهلي رفضها، وأخبروني أنهـــــــم بحاجتــــي بعـد خروج علي النونو وعـــادل الســـالمـــــي من الفريـــق، ولعـبت في الهجوم مع طلال السوداني وتامر حنــــــش، وبـــــــرزت مع المــدرب العراقــــي أنــور جسام، الذي منحني الرقم (10)، وتصدرت الهدافين بـ9 أهداف في 6 مباريات في بطولة الدوري. وفي 2004 شاركت مع منتخب الشباب وفزنا على السعودية 2/0 سجلت أحدهما، وكذلك على عمان بهدف من توقيعـي. وفــــي الجولة التاسعة من الدوري أصبت بالرباط الصليبي كما قلت لك سابقا، وعدت في العام 2007 وأحرزنا مع الأهلي والمدرب العراقي باسم قاسم بطولة الدوري وكأس الرئيس وكأس السوبر.
حقيقة كان جيلنا مظلوما ولم يكن لدينا عقود احترافية مع أنديتنا، وكانت رواتبنا ما بين 20 و30 ألف ريال شهريا لا تكفي حتى للمواصلات. لم يكن هناك قانون يحمي اللاعب، وكنا عبيداً لأنديتنا؛ لكن حبنا للرياضة هو ما جعلنا نبدع ونواصل اللعب بكل حماسة وإخلاص.

 وماذا عن لعبك مع وحدة وشعب صنعاء؟
- بعد زواجي عدت للعب مع الأهلي، وكان المدرب العراقي باسم قاسم قد رحل، وجاء بديلا عنه مدرب سوري ليس بالمستوى. تقابلت صدفة مع إداري الوحدة أحمد الشرفي وطلب مني اللعب لفريقهم. إدارة الأهلي في البداية رفضوا، ثم وافقوا على إعارتي للوحدة لشهرين فقط، وتلافينا الهبوط مع المدرب مهداوي. بعدها رفض الأهلي تجديد إعارتي للوحدة. وخلال لعبي مع الأهلي في الموسم 2009 حدث لي كسر في المفصل، وتوقفت عن اللعب حتى الموسم 2013، وكانت هذه الفترة (2009) قد تمنحني لقب هداف الدوري، كوني كنت بأفضل حالاتي، وكنت قاب قوسين للعب للصقر أو الهلال، وكنت ملك خط الـ18، وهذا ليس غرورا، بل هي موهبة من الله. أمتلك 40 هدفاً في كل المواسم، وكان من الممكن أن أصل للأرقام التي وصلها النونو والسالمي؛ لكن لم يرد الله.
بالنسبة للعبي مع شعب صنعاء، اتصل بي الكابتن محمد سالم الزريقي للعب معهم للصعود إلى دوري الأولى، فأخبرته أني متشبع رياضة وإصابتين كلفتني ما فوقي وما تحتي، وجحود ونكران من النادي والاتحاد، وإلى هنا ويكفي! فردّ: لا عليك، سنقف معك. فقلت: هل ستوظفونني؟ بعدها أتاني جواب الزريقي بموافقة رئيس نادي شعب صنعاء، يحيى الشعيبي، بتوظيفي، ولعبت معهم، وسجلت لهم هدف الصعود أمام سيئون في تجمع إب. وهنا تم توظيفي من قبل الشعيبي في أمانة العاصمة. ولعبت مع الشعب في موسم 2012 وحققنا المركز الرابع في دوري الأولى. وعدت للأهلي ولعبت معهم موسم 2013 وموسم 2014 الأخير قبل توقف بطولات الدوري العام بسبب الحرب.

 انتقلت للعمل في مجال التدريب وحصلت على دورة (c)...؟
- بعد تدرجي في العمل في أمانة العاصمة رأوا أني رياضي، فقالوا لي: نحتاجك في مكتب الشباب والرياضة في أمانة العاصمة. وهناك عملت مع المدير عبدالله عبيد والنائبين محمد أبو عسكر وزيد جحاف أبو حمزة. طبعا عملي في مجال كرة القدم والألعاب الرياضية، قمنا بتنشيط الفعاليات في الفرع، ودورات لمدربي الأكاديميات والمدارس وبراعم الأندية (d1) و(d2) وأنتجنا 40 مدرباً في كل دورة.
وتوجه الاتحاد للعمل بدورة (c) الآسيوية في صنعاء، الخاصة بالمدربين ونجوم المنتخبات الذين مضى 8 أعوام لعدم أخذهم للدورات نتيجة الحرب، والحمد لله كانت دورة استفدنا منها كثيرا مع المحاضر الوطني محمود عبيد المعتمد آسيويا، وهذا يستوجب الشكر للاتحاد العام على إقامته للدورة.

 الآن تم تعيينك مدربا لمنتخب أمانة العاصمة الذي سيشارك في بطولة المحافظات...؟
- طبعا مع توقف الدوريات جاءت الفكرة لوزارة الشباب والرياضة ومكتب الشباب بالعاصمة لإقامة بطولة كروية تنشيطية على مستوى المحافظات، حتى يحس الناس أنه لا تزال هناك رياضة ودولة تهتم. بطولة المحافظات هي بطولة مهمة في كل الدول على كافة الألعاب، كونها تلد نجوماً لم يتح لهم الظهور بالأندية، وكان لدينا منذ زمن بطولة خاصة بمنتخبات المحافظة؛ لكنها اندثرت بسبب الاتحاد وعدم اهتمام الدولة بالبطولة والرياضة بشكل عام.
الخطوة جيدة، ونحن في مكتب الشباب تفاعلنا فيها، وبحكم إدارتي للأنشطة في الفرع وإكمالي لدورة (c) جاءت الفرصة أن أبرز إمكانياتي وخبرتي. اتفقت مع المكتب والوزارة أن أبدأ بتشكيل منتخب للعاصمة صنعاء للبطولة ويكون أساساً لبطولات واستحقاقات مستقبلية، فقمت بتأسيس نجوم للمنتخب من اللاعبين الذين لم يأخذوا فرصتهم في المنتخبات الوطنية وهم قادرون، بل وتوجد عناصر منهم أفضل ممن استدعوا للمنتخب الوطني. ضممنا هؤلاء العناصر، والحمد لله شكلنا منتخباً محترماً من جميع أندية العاصمة دون استثناء. والحمد لله لعبنا أول مباراة وفزنا على أهلي صنعاء وقدمنا مستوى رائعاً بشهادة الجمهور، وإن شاء الله القادم أفضل.

 شكلت منتخباً من توليفة رائعة جامعة نجوم الخبرة والشباب. هل سنشهد تحقيق هذا المنتخب لقب المحافظات؟
- حاولنا الموازنة بين عناصر الخبرة والشباب للوصول للانسجام التام والفائدة الممثلة باكتساب الشباب التجربة من الكبار وهكذا، ومزجها بالسرعة والقوة، وبالذات مع صعود جيل جديد من اللاعبين واندثار جيل قديم. نحن في مرحلة تأسيس.
حقيقي فوجئت بمحافظة لاعبي الخبرة على لياقتهم البدنية ومستوياتهم الفنية. عملنا تشكيلة رائعة وما زالت مفتوحة أمام اللاعبين الآخرين، والمجال مفتوح إلى قبل انطلاق البطولة. ونحن منتخب يعمل على القيم والأخلاق واللعب والمتعة.
بالنسبة للمنافسة أعتقد أن منتخب تعز قوي وسيدخل المنافسة بقوة وهو يضم نجوماً كجهاد عبدالرب وعمر جمال. كذلك منتخب ذمار الذي يضم حسن الكوماني وعبدالمعين الجرشي ومحمد الغمري. كما نسمع أن منتخب محافظة صنعاء يحشد لاعبين من أندية أمانة العاصمة وهو قوي... نحن في منتخب أمانة العاصمة نعرف إمكانياتنا ونتمنى إحراز البطولة ونتمنى التوفيق للجميع.

 كابتن سامي، ونحن على أبواب مونديال، من تشجع؟
- أنا برازيلي حتى النخاع، عشقت رونالدو داسيلفا (الظاهرة) منذ عرفت كرة القدم وهو قدوتي ولم أعرف لاعباً نظيرا له.

 أسعد أوقاتك...؟
- كأس العالم ومشاركتي في مونديال الناشئين في فنلندا عام 2003. أنا محظوظ بالمشاركة في كأس العالم مع منتخبنا الوطني للناشئين الذي لا يضاهيه أي إنجاز ولم أحلم يوما أني سأشارك في هذا الحدث؛ ولكن والحمد لله شاركت مع منتخب الأمل اليمني.

 رسالة شكر لمن توجهها؟
- كل من وقف معي وكل من ساندني من أسرتي وإخواني وأصدقائي ومدرائي وأحبائي ممن كانوا يشجعونني, لكل من وقف مع سامي جعيم في السراء والضراء, وأعتذر منهم إن كنت مقصراً أو خذلتهم في يوم من الأيام, وأتمنى للجيل الحالي ألا يمروا بما مررنا به من معاناة, وهذه التجربة الكروية التدريبية بإذن الله سننقلها إليهم, وأنصحهم بالاهتمام بجوانب التعليم والعمل والالتزام بممارستهم للرياضة بالشكل السليم.
 كلمة أخيرة...؟
- أشكرك أخي طلال على هذا الحوار، وأشكر صحيفة ومنبر "لا"، وأتشرف أن أكون معكم اليوم, والمعذرة على أي تقصير.