لا ميديا -
«هذا الوهج الذي ينطلق من جنين ونابلس والقدس ليس طفرة عابرة. إنه مسار جديد يبدأ، وعلينا أن نقرأ دلالاته، وأن نتعامل معه بصفته لحظة تغتسل فيها عقولنا من زمن التحلل والاستكانة والغرق في الأوهام.
الحكاية لن تنتهي بموت بطلها.
وديع الحوح امتداد لعدي التميمي، امتداد لإبراهيم النابلسي، الذي كان امتداداً لرعد حازم، الذي كان امتداداً لداود الزبيدي... واللائحة تطول، فيمتد النسب وصولاً إلى خليل الوزير وفتحي الشقاقي وعلي أبو طوق... وأسماء لا حصر لها.
وغداً سوف ننسى الأسماء التي ستذوب في اسم واحد، هو: الحرية» (الروائي اللبناني إلياس خوري).

وديع صبيح حوح، المولود عام 1991، أحد أبرز مؤسسي وقادة مجموعة «عرين الأسود» في مدينة نابلس، التي تضم مقاتلين من مختلف الفصائل الفلسطينية.
هو أسير محرر، سُجن لدى الاحتلال أكثر من مرة. فقد اعتقلته قوات الاحتلال للمرة الأولى عام 2011، لمدة 6 شهور، ثم أصبح مطاردا قبل اعتقاله للمرة الثانية عام 2018، وحُكم بالسجن 6 شهور.
يتهمه الاحتلال بالوقوف خلف عدة عمليات فدائية، منها قتل جندي صهيوني على أحد الحواجز ، وإطلاق نار ضد أهداف صهيونية قريبة من محيط مدينة نابلس، والتخطيط لتنفيذ عمليات أخرى في الفترة القادمة.
وقالت قناة «كان» العبرية إن الحوح هو موجّه العمليات في منطقة نابلس، بما في ذلك الهجوم الذي قتل فيه الجندي الصهيوني «عيدو باروخ».
نعت مجموعة «عرين الأسود» القائد وديع حوح، وتوعدت الاحتلال بردٍّ قاسٍ، وقالت: «والله يا بني صهيون سَتهلكون، وإن قتلتم أسدا في العرين فانتظروا الحدث اللعين... بعد اليوم فلسطين كلها عرين، ومن يخمد غضبة الأسود إذا ثارت؟!».
استشهد مع أربعة من رفاقه فجر الثلاثاء 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، خلال اشتباك مع قوات الاحتلال التي تسللت إلى البلدة القديمة في نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
خرج عشرات الآلاف من المواطنين في نابلس يُودّعون الشهداء الخمسة ويُعاهدونهم بمواصلة السير على دربهم.