لا ميديا -
عُرف بأنه من ألمع العقول الدبلوماسية البارزة في الثورة الفلسطينية. استطاع بفضل شخصيته المتميزة وإتقانه اللغتين الفرنسية والإنجليزية أن يخاطب عقول الفرنسيين وقلوبهم لتدعيم النضال الفلسطيني في أشدّ الساحات الأوروبية ضراوة وقسوة وأكثرها خطورة، بالنظر لوضع فرنسا من جهة وثقل الحركة الصهيونية فيها من جهة ثانية.
ولد عز الدين القلق في مدينة حيفا عام 1936. حصل في جامعة دمشق على بكالوريوس رياضيات / فيزياء عام 1963.
كتب القصة القصيرة وهو في الـ20 من عمره، ونشرت قصصه آنذاك في الصحف السورية.
عام 1963 سافر إلى السعودية وعمل مدرساً مدة سنتين، ثم انتقل إلى فرنسا عام 1965. عام 1966 حصل على «أهلية تعليم اللغة الفرنسية»، ثم نال الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية عام 1969.
حمل قضيته وأخذ يشرحها بشكل مدروس للمحيطين به، فأقام الندوات في المدن الفرنسية المختلفة، مما لفت إليه أنظار الصهاينة، الذين استشعروا الخطر فحاولوا اغتياله عدة مرات.
بعد اغتيال أول ممثل لمنظمة التحرير في باريس عام 1973 اختير خلفاً له، وبتزكية من الطلاب والعمال العرب المتواجدين في فرنسا، الذين ناضل بين صفوفهم وكان بذلك أوّل ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية يتم اختياره قبل تسميته رسميا من قبل المنظمة.
شارك خارج فرنسا في العديد من المؤتمرات في أوروبا وأفريقيا وأمريكا، حيث قابل ملك إسبانيا خوان كارلوس وأجرى معه حواراً أسفر عنه افتتاح مكتب للمنظمة في مدريد بشكل رسمي، كما فعل قبلها في باريس، وكان أوّل مسؤول فلسطيني يدخل قصر الإليزيه بدعوة رسمية.
عمل دائماً على إظهار التراث والوجه الحضاري للشعب الفلسطيني الذي حاولت الصهيونية طمس هويته. وقام بتأسيس قسم خاص بالسينما الفلسطينية في مكتب المنظمة؛ إذ كانت له اهتمامات جدّية في هذا الحقل.
استشهد في 3 آب/ أغسطس 1978، على يد عملاء المخابرات الصهيونية. وبعد استشهاده أخرج مجموعة من الشبان الفرنسيين التقدميين فيلماً وثائقياً عنه يحمل اسمه.
وقد صدرت مجموعته القصصية «شهداء بلا تماثيل» بعد استشهاده.