حوار: نشوان دماج / لا ميديا -
من خب والشعف، تلك المديرية المترامية الأطراف في محافظة الجوف، والتي تعد أكبر المديريات على مستوى الأرض اليمنية جنوبا وشمالا وشرقا وغربا، جاء هذا الشاعر.
يستقبلك بحفاوة بالغة في بيته المتواضع وحوله صبيته الصغار، أكبرهم عساف الذي لا يتجاوز عمره العشرة أعوام، محتزما جنبية أكبر من سنه بجفلها البكيلي كما لو أنه مستعد حينها أن يحدثك عن كل تاريخ قبيلة ذو حسين.
الشاعر أبو عساف الدهمي، قصة لم تكن بدايتها عند صرخة «يا مفرق الجوف سلم لي على مأرب»، بل تعود إلى ما قبل ذلك بكثير، حينما كان مغتربا مع أسرته طيلة ثمانية عشر عاما في أقصى مملكة الشر على الحدود مع الكويت، لديه تجارته ومحلاته وأعماله هناك. لم يستطع احتمال ما يراه على شاشة التلفاز من مجازر يرتكبها العدوان بحق اليمنيين، فكتب القصيدة تلو الأخرى مهاجما ومعرضا نفسه للخطر، حتى إذا لم يعد ثمة من سبيل إلا النجاة بجلده وبأسرته، ترك كل شيء لأولئك المتخمين، مقابل حريته وكرامته. فالكرامة لا يضاهيها شيء في النهاية.
قصة شاعر تنفرد بتقديمها صحيفة «لا» في هذا الحوار المسترسل الذي يكاد يخلو من الأسئلة، باعتبارها أمرا ليس مهما مع شاعر لا يحب الظهور.

السعودية حجزت تجارتي وأغلقت حساباتي
 حدثنا عن تجربتك في السعودية أثناء العدوان!
كانت التجربة من قبل العدوان، حيث إنني عشت هناك 18 سنة، وأولادي كلهم من مواليد السعودية، عدا اثنين ولدا بعد أن خرجت. أما الأربعة الكبار فولدوا هناك.
كان لديّ أعمال وشراكات في التجارة مع السعوديين والأمور تجري بصورة طبيعية، إلى أن بدأ العدوان عام 2015، فانقلب الوضع رأساً على عقب بالنسبة لي، ومثلما يقولون بالعامية “قفلت عندي” ولم أعد أطيق البقاء هناك ولم تعد السعودية تجاز لي. كنت أرى ما يحدث من عدوان فأكتب في صفحتي في “فيسبوك” وأنتقد العدوان بشكل كبير، فكنت معرضاً للخطر، وكانت أمي معي هناك، فكانت تلح عليَّ بعدم كتابة شيء، لكنني في النهاية شاعر أعطاني الله موهبة وفي نفس الوقت هناك رسالة لا بد أن أقوم بإيصالها وإلا فأنا محاسب عليها. لم أكن لأرضى أن آخذ الدنيا بعرضي ومبادئي وبما أؤمن به. وعدت أمي وقلت لها إن شاء الله خير، لن أكتب شيئاً. وبعدها رحت أرى المجازر تلو المجازر في أرحب ومستبأ وعرس سنبان، فكتبت قصيدة متذكراً مزاعم العسيري بأنهم سيدخلون صنعاء في غضون أيام، وذكرت تاريخ اليمن وأمجاده الضاربة في جذور الأرض لما يقارب العشرة آلاف سنة، وبالرغم من أني لم ألمح فيها إلى العدوان ولم أذكر سوى تلك الأمجاد، بالإضافة إلى أني قلت بأن البعض لا ينفع معهم سوى لغة القوة في آخر بيت في القصيدة، لكنهم فهموها وقالوا هذا حوثي، فزاد بعض المرتزقة من تعزيز تلك التهمة عندهم، فصدر بلاغ بي بأني حوثي وبأن يلقى القبض عليَّ، وأني ممنوع من السفر وما إلى ذلك، فقاموا بإيقاف خدماتي الحسابية وأعمالي وحاسبي الآلي، فتوقفت كل أعمالي.
تقول القصيدة:
ذكرت اليمن والخيل والصارم المخضوب
وسمر القنا والمرهفات اليمانية
وحنت هواجيس الشعر مثل حن النوب
تنَقَّى الفرايد والبيوت الحماسية
حروف القصايد جات من كل حدب وصوب
تلبّي ندا الشاعر على حسب داعيَّه
أنا الشاعر اللي طوَّع السجع والمسحوب
ولي في مجال الشعر بصمة وأماريَّة
ذكرت الملك تبع وتاريخه المكتوب
على صفحة الأمجاد يا حي طاريه
تلبست تاج العز يا مزي المكروب
حكمت الجزيرة والديار العمانية
وحمير سبأ ذو العزم والجانب المرهوب
سليل الملوك اللي ورثنا مباديه
أولي البأس يوم الناس حد غالب ومغلوب
غلبنا الفوارس في زمان الفروسية
وروس العرب تاريخهم لليمن منسوب
ولا ينكر إلا فاقدين العروبية
وبعض العرب يقرا التواريخ بالمقلوب
ولا يفهم إلا بالدروس الخصوصية
كان البيت الأخير مزعجاً لهم وفهموه تماماً، فلم أعد أستطيع القيام بشيء من أعمالي ولا السفر ولا إنجاز أي معاملة، حتى ولدي الصغير غسان لم أستطع إضافته إلى الجواز، حيث إنه تم تعميم البلاغ فتخفيت لفترة، واستعنت بأحد الأقارب للقيام بإخراج عائلتي خروجا نهائيا، لأن أولادي كانوا مضافين إلى جواز أمهم، أما أنا فقلت لهم بأني سألحق بهم. ظللت متخفياً لمدة شهرين لأنهم لو وجدوني أو عثروا عليَّ فلن أرى الشمس بعدها، حيث إن تهمة الحوثي هناك تودي بك خلف الشمس، ولا أحد يسأل عنك لأنهم سيزجون به إلى جانبك.

اجتزت أكثر من ثلاثين نقطة تفتيش سعودية
وبعد شهرين من التخفي خرجت بقدرة الله وبأعجوبة، حيث لجأت إلى الله بأن يخارجني، فأنا كنت في أقصى المملكة وعلى حدود الكويت في منطقة الخفجي، أي بيني وبين اليمن 2000 كيلومتر، فكيف كنت سأجتاز كل تلك المسافة، وأنا مُبلغ بي ولوحة سيارتي منتهية بدون تجديد؟ بعد أربعين يوماً جاءني اتصال من أحد أصحابنا يقول: حصلنا لك مخرج، كلمت واحد في نجران سيقوم بإخراج تصريح خروج لك يكلفك 5 آلاف ريال سعودي لتخرج أنت وسيارتك، قال بأن التصريح سيفيد بأني من قيادات القوات المشتركة وأني سأخرج إلى منطقة اليتمة في الجوف لزيارة عائلته لمدة أسبوع وأعود من جديد. قلت بداية الفرج، فطلب مني أن أرسل صورة للوحة السيارة وصورة للإقامة، وبعد يومين أرسلوا لي صورة التصريح، لكن لن أحصل عليه إلا في نجران. وبيني وبين نجران حوالي 1600 كيلومتر، بقيت المشكلة كيف سأصل إلى نجران، لكني عزمت على الخروج وليحصل ما يحصل!
صليت الفجر وقرأت سورة “يس” ودعوت دعاء كميل، وانطلقت بسيارتي، وطوال الطريق كنت أسبح وأستغفر بلا انقطاع، وكلما اقتربت من نقطة أراهم مشغولين بسيارة موقوفة فأعبرها وهم مشغولون بها أو يكونون في غرفهم ولا أحد في النقطة، والحمد لله اجتزت أكثر من ثلاثين نقطة، وكانت آخرها نقطة الحسينية قبل نجران، والله إني أول ما وصلت رأيت العسكر مادين سفرة الغداء. قالوا: تفضل، قلت شكراً، قالوا الله معك، مع أنها نقطة مشددة، لكني تخارجت منها كلها بقدرة واحد أحد. وصلت نجران وأخذت التصريح وطلعت إلى البقع فاليتمة فصنعاء، والحمد لله رب العالمين، كان وصولي إلى صنعاء في 2017.
أنا هنا في عزة وكرامة، مرتاح الضمير بأن أكون في وطني أعاني ما يعانون وأقاوم مع أبناء بلدي هذا العدوان الغاشم، تركت كل شيء لهم ولم أندم على شيء لأن الكرامة لا يعادلها شيء، وأنا هنا أشعر بأني أؤدي رسالتي على أكمل وجه.

مع المسيرة منذ 2009
علاقتي بالمسيرة القرآنية وإيماني بها بدأ منذ عام 2009، وكنت قبلها أتابع الأحداث التي تجري في الحروب الست، أتابعها كالمبلود لا أدري مع أي طرف أنا، فأنا لم أكن مع الحكومة وكنت أنتقدها على المجازر التي ترتكبها في صعدة، وفي الوقت نفسه لم أكن مع أنصار الله، لكني كنت أتعاطف معهم عندما أرى المجازر التي يتعرضون لها، فكان أن تدخلت السعودية بعدوانها في 2009، ومنذ ذلك اليوم آمنت بالمسيرة القرآنية، فكنت أتابعها وأتابع أخبار السيد عبدالملك يوم أشيع أنه قتل، وكذلك يوم أشيع بأنهم قطعوا رجليه، فكنت أتابع في اليوتيوب وفي المنتديات، وكنت أنا والشهيد صلاح العزي في تلك المنتديات، وبصراحة كان الشهيد العزي هو أيقونة الإعلام في تلك الأيام، وكان يقارع بشكل كبير وهو من الناس الذين تأثرت بهم، حيث أثر فيّ بشكل كبير، فأنا كنت مغترباً وضائعاً ولم أحدد لي موقفاً، فاستطاع صلاح العزي أن يحتويني حيث كان لديه أسلوب ملائكي، حتى عندما كانوا يتجاوزون الحوار بالسباب والشتم كان يرد بكل أدب وأخلاق، فكان تعامله قرآنياً فعلاً، وبالرغم من إيماني بالمسيرة إلا أنني كنت في السعودية ولا أستطيع القيام بشيء، بقيت هناك حتى جاء العدوان فلم أعد أحتمل البقاء، لأعود إلى بلدي وأؤدي رسالتي في الدفاع عنه.

بعد السيطرة على نهم كتبت “يا مفرق الجوف”
لدي من القصائد الكثير والكثير، وأشهر ما تم زوملته لي زامل “يا مفرق الجوف” بالرغم من أنه ليس أقواها، بقدر ما كان عفوياً وارتجالياً حتى إني لم أقم بكتابته، بل نطقته مجرد نطق، فكان أن اشتهر أكثر من غيره، كانت مناسبته في معركة نهم، وكنت في صنعاء مع مجموعة من المجاهدين مرتبطين بعمليات نهم، فجاءنا بلاغ في عصر ذلك اليوم بأنه تمت السيطرة على نهم، فلم تسعني الفرحة وإذا بي أنطق “يا مفرق الجوف سلم لي على مأرب”، حيث كانت نهم شاغلة بالنا بشكل كبير جدا، فصرخ أصحابي، فأكملت البيت الثاني “كتايب الموت سلت سيفها الضارب” ونشرته في صفحتي على “فيسبوك” في لحظتها، وإذا بالقصيدة تنتشر بشكل واسع جداً لأتفاجأ في اليوم التالي وقد زوملت بعد قيام الأستاذ ضيف الله سلمان والأستاذ نشوان الغولي بمجاراتهما واختاروا ستة أبيات معها، كل هذا وهم لا يعرفونني على الإطلاق، فأنا حتى ذلك الحين أؤدي دوري بصمت ولا أحد يعلم أني شاعر إلا من يعرفني من قبل. أكتب في صفحتي وأكتفي بما أكتبه، فلم أكن قد تعرفت على أحد بحكم أنني شخص غير اجتماعي ولا أحب الظهور، كل همي هو كيف أوصل رسالتي، والمفاجأة الأكبر حينها أن الزامل نسب لشخص آخر اسمه محمد بن عبدالعزيز الأمير وسجلوه باسمه، اعترضت على الأمر حينها في فيسبوك، وقلت لهم هذه حقوق فكرية لا أحد يستطيع السطو عليها، كان الأمير من تكرم مشكورا بالتنويه بأن هذه الأبيات للشاعر أبو عساف، وأنه لا علاقة له بها وإنما قام بنشرها لأنها أعجبته، فتنبه الإخوة وضيف الله سلمان وعيسى الليث فقدموا اعتذارهم لي على هذا الخطأ غير المقصود وعبر صفحاتهم الشخصية. تم تعديل الاسم ومضت الأمور بشكل طيب.

يا مسرج الدهما
زامل آخر كتبته بعد خطاب للسيد عبدالملك يدعو فيه إلى دعم الجبهات بالمال والرجال، فهو يريد لنا العزة والكرامة، فكتبت:
اعزم بنا واحتزم يا مسرج الدهما
يا الفارس اللي يفت الحيد صمصامه
زومله حسين الطير قبل أن أتعرف على أي واحد منهم، اشتهر الزامل ولقي صدى واسعاً بخاصة في الجوف ومأرب وشبوة والبيضاء، وفي الخليج أيضاً لأنه باللهجة النبطية، فقال الأستاذ ضيف الله حينها لا بد أن نعرف من هو الشاعر أبو عساف هذا، ليس من المعقول أن يظل مجهولاً، فبحثوا عني وأخذوا رقمي وإذا بهم يتواصلون معي بأن الأستاذ ضيف الله يريدك تجي أنت معزوم عنده، رحت وتعرفت على عدد من الشعراء هناك وتعرفنا على بعض، وكان هذا بعد تحرير نهم.

قصائدي نبطية
أنا شاعر نبطي، أوجه رسالتي للخليج على وجه الخصوص لأنهم يفهمون هذا اللون من الشعر المنتشر في تلك البلدان، كما هو منتشر في مأرب والجوف وشبوة، وأنا أرى أن الشعر الشعبي محصور ضمن جغرافيا معينة لا يكاد يتجاوزها، خلافاً للنبطي الذي تجده منتشراً على نطاق أوسع، فلهذا كل قصائدي تعتمد هذا اللون لأني أوجه رسالتي من خلاله إلى الخليج أولاً، وهم يفهمونه ويدركونه جيداً خلافاً للشعر الشعبي الذي يسخرون منه، فنحن نعطيهم الشعر واللغة التي يفهمونها، أقارعهم في مواقع التواصل الاجتماعي وبشدة فيرد عليَّ شعراء سعوديون بالعشرات.
في إحدى المرات عندما قام طيران العدوان بضرب ميدان السبعين وشارع الزبيري، حيث لم يعد لهم وفي آخر عدوانهم إلا ضرب الشوارع والأحياء المدنية، كتبت قصيدها قلت فيها:
هذا الكبر يحتاج له انتكاسة
واحنا على نكس الكبر مستعدين
قولوا لابن سلمان يوبه لراسه
سيف اليماني يقسم الواحد اثنين
فرد عليَّ أكثر من ثلاثين شاعرا منهم.

سأعتزل الشعر
هي أبيات وليست قصيدة، ويبدو أنني سأعتزل الشعر بعدها لأن الساحة لم تعد تروقني، حيث لا أدري هل انقلبت الموازين أم ماذا حتى يصبح الوضع على هذه الحال، فلا ندري إلا وقد توجوا الساحة الشعرية بتكريم عظيمان، وهذا شيء مؤسف جداً بكل صراحة، مع احترامنا لعظيمان، فهو مسكين وعلى نياته، درويش، فأن تقوم وزارة الثقافة بتكريمه ووضعه على الكرسي الذي جلس عليه البردوني وتكريمه وإعطائه شهادة، هذه كارثة، وشيء مؤسف وقمة المهزلة، لأن عظيمان لقي تكريماً من الإماراتيين والبحرينيين، فيأتي هؤلاء ليكرموه أيضاً في صنعاء وأعطوه شهادة يستطيع بموجبها الذهاب إلى هناك والقول بأنه شاعر كبير في مقام البردوني أعطي شهادة من وزارة الثقافة في اليمن، فتصبح سمعة اليمن في الحضيض لأن ذلك هو ما يريده الخليجيون، فالرجل أصبح معترفاً به من قبل وزارة الثقافة اليمنية، وبالتالي أصبح له أن يمثل اليمن في المحافل الدولية وهكذا كتبت هذه الأبيات التي تقول:
القمة اللي تعارك فوقها الغربان
في ذمة ان ما عادها قمة
استوطنتها وغادر منها الشيهان
شيهان طبعه كذا يخجل على دمه
لا شاف باطل أمامه يصفق الجنحان
يهجر مكانه ولا يتصيد الرمة
وهذا موقف مني أعبر فيه عن استيائي البالغ مما حدث، مع احترامي لعظيمان، وليس تعالياً عليه، فأنا ربما لو رأيته لذبحت له وأكرمته، لكن أن تجعله يمثل الجمهورية اليمنية بتراثها العريق والأصيل، فما الذي تريده وزارة الثقافة من هذا الأمر؟ هل تريد أن يستهزئ بنا الآخرون ويقولوا انظروا إلى من يمثل اليمن؟ كان باستطاعتها أن تكرمه بشكل غير رسمي، ولو اقتضى الأمر أن يستدعينا الوزير نحن شعراء اليمن لنكرم عظيمان، لكنا جئنا ونظمنا مسيرة حتى، لكن ليس بشكل رسمي يعطى بموجبه شهادة يذهب بها من الغد إلى المحافل الدولية باعتباره شاعر اليمن وممثل اليمن، وأعتقد أنها خطة مدروسة بينهم وبين الإمارات، وهذا هو التفسير الوحيد بالنسبة لي، لأنه بمجرد عودته من الإمارات تم تكريمه في صنعاء، فكيف تفسر ذلك؟ الإمارات كرموه وفي مجيئه إلى صنعاء كرموه، وهذا عمل غير لائق بكل المقاييس لأنه يمس بالإرث الشعري الطويل العريق لليمنيين بمختلف تنوعاته.
وكما قلت ليست المشكلة مع عظيمان كشخص، فهو في النهاية شخص مسكين على قد حاله، ولو استدعاه الوزير أو نائبه إلى منزله وكرموه فلم يكن هناك أي إشكالية، أما أن يستدعوه إلى مبنى رسمي ومنصة رسمية ويتم تكريمه وإجلاسه على الكرسي الذي جلس فيه البردوني، فتلك مسألة مهينة تتحملها وزارة الثقافة بأن عظيمان أصبح الشخصية الأبرز في اليمن التي تمثل الثقافة اليمنية.

اسمي عرقل معاملة تعييني
 من هو أبو عساف؟
أبو عساف الدهمي، شاعر يمني من مواليد محافظة الجوف، مديرية خب والشعف، نشأت وترعرعت هناك وأكملت الثانوية العامة، بعدها هاجرت إلى السعودية وبقيت هناك حتى 2017 وأعيش في صنعاء حالياً. أما اسمي فلا أحد يعرفه لأنني اكتفيت بتلك الكنية الطاغية، بحيث عندما قام محافظ الجوف بتعييني وكيلاً للمحافظة لشؤون الإعلام، وكتب اسمي في التعيين، ذهبت بالتوجيه إلى هناك ومازال إلى الآن رهن أدراج المحافظة لأنه لا أحد يعرفني به، فكل القيادات تساءلت من هو سعيد هذا؟ باعتباره اسمي، فسبب لي عقدة والمعاملة إلى الآن لم تنجز بسبب اسم سعيد هذا (يضحك).

تركت المسابقات للشباب
 ما دور المسيرة القرآنية في النهوض بالحالة الشعرية؟ وهل شاركت في مسابقات؟
المسيرة القرآنية صقلت المواهب وغيرت المفاهيم، ألغت أشياء وأتت بأشياء بديلة وبشكل تلقائي، وهذا منجز كبير يحسب للمسيرة.
أما المسابقات الشعرية فلم أشارك في أي منها، بالرغم من أنه عرض عليَّ المشاركة أكثر من مرة. لم أشارك فيها لسبب بسيط هو أني لم أعد في سن يسمح لي بذلك، إضافة إلى أنني أفضل ترك المجال للشعراء الشباب وللجيل الجديد من الشعراء، فنحن قد أخذنا حقنا من الدنيا.

 كلمة أخيرة!
أوجهها للسيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي بأننا معه قلباً وقالباً، وأدعو إلى الالتفاف حوله من كافة القيادات والأحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية.
وتحضرني أبيات دعوت فيها إلى الالتفاف حول هذا العلم من قبل أنصار الله، قيادة ومشرفين وأفراداً تقول هذه الأبيات:
يا معشر أنصار الله
حلفت انا كم بالله
في السيد الله الله
لا تخرجوا عن مبداه
هذا علم ربّاني
مش أي واحد ثاني
إيمانكم وإيماني
ناقص لما توليناه
ولاء بحق وحقة
نوقف معه في شقه
ونستمعه بدقة
مش غير بعدا ننساه
عهد الإمام الأشتر
في ذا الزمن يتكرر
عبدالملك ما قصر
وضح لكم ما معناه
صعودنا للقمة
يحتاج عزم وهمّة
هذا عهد في الذمة
نموت ما قد خناه
وأشكركم على استضافتكم لي في صحيفتكم الموقرة، وإن شاء الله قدماً إلى الأمام.