استطلاع:أحمــد الشــلالي
خرج الاجتماع الماراثوني الأخير للاتحاد العام لكرة القدم، الذي عقد قبل أيام بالقاهرة، بعدة قرارات وتعديلات لا تغني ولا تسمن من جوع.
كان الشارع الرياضي اليمني ينتظر تغييرات قوية تستطيع انتشال الكرة اليمنية من واقعها المؤلم والتعيس، إضافة إلى استبعاد أغلب الأسماء الكبيرة التي عبثت ومازالت تعبث بكرتنا، كالأمين العام حميد شيباني والنائب الأول حسن باشنفر... إلخ.
غير أن ما صدر من قرارات كان عبارة عن ذر للرماد على العيون، لتستمر الأسماء نفسها في أماكنها دون أن تمس، مع إضافة وجوه جديدة في بعض اللجان العاملة بالاتحاد، وهي تعيينات رمزية لا غير.
أيضاً كان من بين تلك الفرمانات الاتحادية إقالة الجهازين الفنيين والإداريين للمنتخبين الناشئ والأول.
كل ما صدر من قرارات اجتماع العيسى عبارة عن مسرحية هزلية وتخدير موضعي للجماهير، ولا يلبي طموح الشارع الرياضي اليمني!
صحيفة "لا" استطلعت آراء مجموعة من الزملاء والنقاد حول هذا الموضوع وخرجت بالحصيلة التالية:

الضلعي: القرارات ذر للرماد في العيون
البداية كانت مع الزميل يحيى الضلعي الذي قال: "اجتماع اتحاد القدم كان مخزياً ومعيباً، وكانت نتائجه ومخرجاته استغفالا للشارع الرياضي الذي سئم من اتحاد العيسي وهواميره، الذين لا يهمهم سوى سلب ونهب المال ومقدرات كرة القدم اليمنية ونجومها المغلوبين على أمرهم. كما أن قرارات الاتحاد كانت بمثابة ذر للرماد في العيون، وتوضح أن مشكلة الاتحاد متعلقة بالمال ليس إلا، بدليل القرار الفاضح الذي قضى بعزل مدرب منتخب  الناشئين قيس محمد صالح والجهاز الفني للمنتخب، بذريعة نتائج بطولة غرب آسيا الأخيرة بالأردن، وهو قرار أرعن تم اتخاذه بعذر أقبح من ذنب".
وأضاف: "يدرك الشارع الرياضي ومتابعو كرة القدم اليمنية أن الاتحاد أصبح كارثة وطامة كبرى في ظل بقاء العيسي على رأس الاتحاد مع بقية الأعضاء، ولا همّ لهم سوى جني المال الحرام على مدى خمسة عشر عاما. والحل هنا يبقى على الأندية بدرجة رئيسية والجمعية العمومية التي لا بد أن تسارع لإنقاذ كرة القدم اليمنية من أولئك المتسلطين".

البعيصي: فصل صائب ومبشر بالخير
أما الإعلامي قاسم البعيصي فكان له رأي آخر: "الاتحاد العام لكرة القدم ممثلا بالشيخ أحمد صالح العيسي ونائبه الأول المهندس حسن باشنفر، وبعد نقاش ساخن استمر ساعات في الاجتماع الأخير كما تابعنا، لم تأت قراراته من فراغ، كما أنه ولأول مرة تهتم قيادة الاتحاد بهذا الاجتماع الطارئ الذي انتظرته الجماهير الكروية منذ زمن بعيد. الاجتماع فرض نفسه بعد أن فشل الاتحاد في تجاوز أخطاء كثيرة تسببت في هزائم المنتخبات الوطنية في المشاركات الخارجية برغم الحسنة الوحيدة التي تحققت على مستوى غرب آسيا بحصول ناشئينا على لقب النسخة الثامنة".
وأضاف: "بصراحة كان لا بد أن تجتمع قيادات الاتحاد لوضع النقاط على الحروف ومعالجة الاختلالات الحاصلة والتي أدرك الاتحاد ممثلا برئيسه ألا مجال للمداراة أو السكوت عنها. وفي اعتقادي أن القرارات صائبة ومبشرة بالخير، وسوف نشاهد ثمارها في قادم الأيام. بالنسبة لإقالة المدرب قيس صالح من قيادة منتخب الناشئين أظنه إعفاء طبيعياً لترك الفرصة للآخرين، والكابتن محمد حسن البعداني سيواصل المسيرة في قيادة منتخب الناشئين بفضل كفاءته المعروفة ومنها تحقيقه لفحمان أبين بطولة الدوري الماضي، وهذا أكبر دليل على روعة المدرب الوطني محمد حسن البعداني. ومن الأشياء الجديدة والجميلة في القرارات مشاركة الدماء الجديدة في قيادة الاتحاد، وبلا شك أن إعطاء الفرصة للإعلامي الرياضي محمد عبدالواحد الخميسي يعتبر من الخطوات الإيجابية. كما أن دعوة الأخ حسام السنباني من الأشياء الرائعة جدا وسيكون السنباني عند الثقة الموكلة له، كونه يتمتع بصفات القيادي الناجح".

الحجري: مسكنات وتخدير للغوص في وحل الفساد
من جانبه قال الزميل جمال الحجري: "التغييرات تمخضت عن إدراج أسماء تثقل كاهل اتحاد مفعم بالفشل، ولم تأت بجديد، هي مسكنات لتخدير الشارع الرياضي المطالب بالتخلص من محتويات فاسدة عبثت بكرة القدم لسنوات ولم تحقق شيئا يذكر سوى إنجاز أتى بأقدام الناشئ الصغير، وتم مكافأة صانعه بالإقالة، حيث كان ينتظر إجراء إصلاحات لترتيب البيت الكروي بإزالة التالف وتصحيح الإدارة. وعشم إبليس بالجنة استبعاد قطبي الفساد، باشنفر وشيباني، لأن إبقاءهما في منصبيهما يمنع حدوث أي إصلاحات، وإنما استمرار سيناريو الانتكاسات. كما تم تغييب اللجان المعاونة والتي تحتاج إلى إعادة تصحيح للقيام بدورها على الواقع".
ويكمل الحجري: "بعيدا عن الوهم، الاستحقاقات المقبلة كفيلة بأن تكشف حقيقة ما حدث من تغييرات على الواقع، هل ستلبي الطموحات وتتجاوز التعاسة أم سنستمر في تجرع الهزائم والغوص في وحل التعثرات".

الساكت: غير مقبولة ولا تلبي طموح الشارع الرياضي
الصحفي ناصر الساكت أدلى بدلوه في هذا الموضوع فقال: "كنت أتمنى على الشيخ أحمد العيسي أن يسجل موقفا شخصيا مشرّفا له، يدخل اسمه سجل شؤون القبائل كخاتمة لعهده السيئ على رأس اتحاد الكرة، بإعلان إقالة الاتحاد وتنحيه".
ويضيف: "اجتماع الساعات التسع خرج لنا بقرارات هي أقرب إلى افتراءات، وغير مقبولة لدى الشارع الرياضي اليمني، ولا تلبي طموحاته على الإطلاق، وسيكون لها انعكاسات سلبية ستدمر ما بقي من معالم الكرة اليمنية، وستزيد تخلفها وهي صاحبة الريادة على مستوى المنطقة".
واستطرد: وعلى هذا الاتحاد المهاجر أن يرحل، فـ15 سنة من الخيبات والنكبات تكفي، ففي عهده تراجع مستوى الكرة اليمنية كثيراً، وصارت المنتخبات الوطنية ملطشة وتحتل ذيل الترتيب في تصنيف الفيفا. حتى مدرب منتخب الناشئين الذي صنع إعجازا كرويا في زمن الفشل الكلوي أقالوه! إنهم أعداء النجاح".
ويختم الساكت حديثه: "نرفض قرارات الاتحاد الأخيرة، ونعتبرها استخفافا بالعقول، ونطالب الجمعية العمومية للاتحاد بالخروج من جلباب الشيخ والانتصار لإرادة الجماهير الرياضية. يكفي مهازل!".

حقان: البحث عن دماء جديدة تواصل المسيرة
ختام جولتنا الاستطلاعية كانت مع الصحفي فادي حقان، الذي قال: "حقيقة، إن التعديلات التي أحدثها مجلس إدارة الاتحاد اليمني العام لكرة القدم في أعضائه في الاجتماع الأخير شكلت تجربة فريدة، ربما هي الأولى منذ انتخاب أعضاء المجلس، فالتغيير كان ولا بد أن يكون منذ وقت مبكر، نظرا لرؤية واستراتيجية عمل الاتحاد خلال مسيرته سواء على المستوى المحلي أو المشاركات الخارجية في خلق الاستقرار في قوام المجلس والبحث عن دماء جديدة تواصل مسيرة عمل الاتحاد والتي تحتاج هي أيضا إلى رؤية صائبة في تصحيح المسار نحو التفعيل الأكبر للنشاطات المحلية، لاسيما الفئات العمرية. ومع إحداث هذا التغيير يجب أن تكون هناك نظرة عمل للخطط والاتجاه نحو إشراك القطاع الخاص في دعم النشاطات، وهذه ستثمر نتائج إيجابية، وقد كان خطوة إيجابية في تعيين متخصص في مجال التسويق والإعلان بالاتحاد".
ويستطرد حقان: "نرجع ونقول إن التغيير ربما وجد هناك في الشارع الرياضي بين مؤيد ومعارض، حتى بقاء مجلس إدارة الاتحاد. إلى هذه اللحظة والطموحات لن تأتي إلا بتحقيق إنجازات على مستوى البنية التحتية للملاعب والمنشآت الرياضية الخاصة بالأندية وهذا ما يجب أن يعمل فيه الاتحاد، إحداث هذا التغيير في الواقع، لكن تغيير الأشخاص والكوادر ربما لم ولن يلبي الطموحات المشروعة للكرة اليمنية".