لا ميديا -
شكلت الانتفاضة الأولى الميدان الأول لصقل خبرات وتجارب كثير من الشباب. ومع الانتفاضة الثانية كان على هؤلاء الذين توارثوا الفكر المقاوم والنضالي أن يغامروا في تأسيس أنوية الأجنحة العسكرية للفصائل.
أنور حُمران، المولود عام 1972 في جنين، أحد مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري «سرايا القدس» في مدينة جنين وشمال الضفة عموماً. انضم إلى حركة الجهاد الإسلامي عام 1987 وعمره لا يتجاوز الخامسة عشرة. شارك في فعاليات انتفاضة الحجارة في جنين والبلدات التابعة لها.
اعتقله الاحتلال أثناء انتفاضة 1987 فصدر بحقه حكم بالسجن لمدة ستة شهور.
توجه إلى الأردن للدراسة بكلية الصيدلة. وأثناء دراسته الجامعية، كان ممثلاً لحركة الجهاد الإسلامي في الأردن وشكل حلقة وصل بين الداخل والخارج. زار سورية، وهناك التقى القائد الشقاقي، وتلقى عددا من الدورات العسكرية قبل عودته إلى الأردن مرة أخرى. وعلى خلفية نشاطه هذا أبعدته الأجهزة الأمنية الأردنية قبل تقديم الامتحانات الأخيرة.
في طريق عودته إلى فلسطين اعتقلته سلطات الاحتلال عند الجسر. حكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف.
خرج من السجن عام 1996، وانتقل إلى مدينة جنين. وتحت غطاء مكتب الخدمات الجامعية والاتصالات مارس عمله التنظيمي التابع للحركة. كما عمل مراسلا لجريدة «الاستقلال» التي تصدرها الحركة في فلسطين.
خطط لعملية استشهادية في «محاني يهودا» بالقدس المحتلة، أسفر عنها إصابة 24 صهيونيا. على خلفية العملية اعتقلته أجهزة السلطة الفلسطينية لأكثر من عامين قضاها بين سجون جنين وأريحا ونابلس.
أسس لمرحلة جديدة من العمليات النوعية بالسيارات المفخخة أسفر عنها مقتل وإصابة عشرات الصهاينة.
خرج أثناء اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000، ليلتحق مجددا بجامعة القدس المفتوحة في نابلس، وفتح مكتبة صغيرة أمام مبنى الجامعة لبيع القرطاسية وتصوير الوثائق.
في 11 كانون الأول/ ديسمبر 2000، تتبعته قوات الاحتلال في نابلس ورشقت جسده بأكثر من تسع عشرة رصاصة.