«لا» 21 السياسي -
كان الاعتداء على جنازة شيرين أبو عاقلة مشهداً لا يُنسى، وبدا فيه أن الموت حتى لا يوفر للفلسطينيين أي حماية من القمع الصهيوني.
ففي هذا المشهد الذي رآه العالم برمته، قام همجيون يرتدون ملابس سوداء ويعتمرون الخوذات ويلبسون معداتهم الواقية بالاعتداء بهراواهم على أشخاص يحملون نعشاً في موكب جنازة، ويركلون أجسادهم حتى ينزلق التابوت من أيدي المشيعين ويكاد يسقط على الأرض.
هذا ما سيتذكره معظم الناس في العالم من جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي أقيمت في القدس يوم الجمعة 13 أيار/ مايو.
غير أن الذي يجب ألا ينساه الناس أنه وفي عصر أحد الأيام السوداء وقبل أشهر قليلة من ثورة الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2014 اعتدت العناصر التكفيرية بمدينة رداع محافظة البيضاء على جنازة أحد الشهداء قتلته صباح اليوم نفسه، حيث فوجئ المشيعون بوابلٍ من الرصاص يمطرهم من كل الاتجاهات وهم يحملون الجنازة. إنها الجريمة ذاتها، هذه وتلك، وإن اختلفت الأقنعة فالوجوه هي الوجوه ذاتها.