«لا» 21 السياسي -
أحضر الرشيد الإمام يحيى بن عبد الله من محبسه، وجمع بينه وبين الزبيري، وسأله عن ذلك فأنكر واقعة الزبيري، فقال له يحيى: إن كنت صادقاً فاحلف! فقال الزبيري: والله الطالب الغالب... (وأراد أن يتمّم اليمين) فقال له يحيى: دع هذه اليمين، فإن الله تعالى إذا مجّده العبد لم يعجّل عقوبته؛ ولكن احلف له بيمين البراءة، وهي يمين عظمى، صورتها أن يقول عن نفسه: بريء من حول الله وقوّته، ودخل في حول نفسه وقوّتها إن كان كذا وكذا... فلما سمع الزبيري هذه اليمين ارتاع لها، وقال: ما هذه اليمين الغريبة؟! وامتنع عن الحلف بها. فقال له الرشيد: ما معنى امتناعك؟! إن كنت صادقاً فيما تقول فما خوفك من هذه اليمين؟! فحلف بها، فما خرج من المجلس حتى ضرب برجله ومات، وقيل ما انقضى النهار حتى مات، فحملوه إلى القبر وحطّوه فيه وأرادوا أن يطموا القبر بالتراب، فكانوا كلما جعلوا التراب فيه ذهب التراب ولا ينطم القبر، فعلموا أنها آية سماوية، فسقفوا القبر وراحوا.
تذكر البعض مازحاً هذه القصة عن اليمين الزبيرية وهو يشاهد المرتزق عيدروس الزبيدي يقسم بشماله، وعلق البعض الآخر: هذه يمين زُبيدية أما تلك فزبيرية، وفي كلٍّ ناااار.