حاوره: أحمد الشـلالي / لا ميديا -
علي ناصر أحد لاعبي المهجر، محترف في خط منتصف فريق نادي الرفاع الشرقي البحريني.
ولد علي ناصر في السعودية، وعاش في إسبانيا تجربة كروية في الفئات السنية لفترة طويلة، من خلال ناديي هوسبيتاليت وسانت بويا، ثم احترف في رومانيا مع نادي هارمانشتاد في الدرجة الثانية، وبعدها لعب موسمين في الدوري البحريني الممتاز مع الرفاع الشرقي، ليحترف بعد ذلك في الدوري البيلاروسي الممتاز موسما مع نادي سلافيا موزير، وليعود أخيرا إلى الرفاع الشرقي مرة أخرى ويستعد لإنهاء الدوري والبدء في كأس الاتحاد الآسيوي.
أمنيته أن يلعب للمنتخب اليمني الأول ويحمل شعاره في المشاركات الخارجية، وينتظر فقط استدعاءه.
صحيفة "لا" التقت هذا النجم الكروي المهاجر وناقشت معه عدة قضايا تخصه وتخص الكرة اليمنية.

تجربة رائعة مع الرفاع
 صف لنا تجربتك مع الرفاع الشرقي، وما الصعوبات التي واجهتها في البداية؟
- تجربتي مع الرفاع الشرقي ممتازة جداً. النادي يتميز بإدارة احترافية في التعامل مع اللاعبين. تأقلمت سريعاً مع اللاعبين وأمسكت خانة أساسية في الفريق بشكل سريع.
الصعوبات التي واجهتني عادية جداً، يمر بها أي لاعب مع أي نادٍ. في البداية مسألة التأقلم فقط مع اللاعبين والطاقم الفني. لكن نتيجة إتقاني اللغة الإسبانية استطعت التواصل مع الطاقم الفني الإسباني الذي كان متواجداً مع الرفاع الشرقي في تلك الفترة، واستطعت فهم ما يريده مني المدرب، لكي أكون إضافة للفريق.

محاولة تجنيس
 ‎تلعب في الدوري البحريني بصفتك محترفا أم لأنك مقيم هناك؟
- أنا لاعب محترف؛ ولكن ألعب بصفتي مقيماً في البحرين.
 ‎ما حقيقــــة أن الاتحاد البحريني أراد تجنيسك لتشارك ضمن منتخبهم؟
- من خلال لعبي في الدوري البحريني بشكل مستمر كلاعب أساسي، قبل فترة بسيطة وصلت مع الرفاع الشرقي إلى نهائي كأس الملك وتمكنت أن أثبت نفسي بقوة، فتم التحدث معي من قبل أكثر من مسؤول في الاتحاد البحريني من أجل الانضمام للمنتخب البحريني بعد اكتمال الفترة المطلوبة للتجنيس من الفيفا.

حلم اللعب للمنتخب الوطني
 ‎في حال تم استدعاؤك للانضمام للمنتخب اليمني، ما هو ردك؟ وهل تم التواصل معك سواء من المدرب أو الاتحاد؟
- تمثيل المنتخب الوطني هو حلم أي لاعب، وأتمنى أن أحمل شعار المنتخب اليمني، ولم يتواصل معي أحد من الوطن، المدرب أو اتحاد اللعبة.
 ‎هناك لاعبون تم استدعاؤهم للمنتخب الوطني من المتواجدين في الدوريات الخليجية لكنهم رفضوا. ما السبب برأيك؟
- لا أعلم السبب بالضبط؛ ولكن قد تكون الأسباب مادية، أو أن بعض اللاعبين يعتمدون على اللعب في دوريات دول أخرى من أجل الحصول على الجنسيات وتمثيل منتخبات هذه الدول.
 ‎هل هناك لاعبون يمنيون غيرك يلعبون في الدوري البحريني؟
- نعم، هناك على ما أظن اثنان أو ثلاثة لاعبين، ومنهم اللاعب نواف في النادي الأهلي البحريني.
 ‎في السابق كان يتواجد أكثر من لاعب يمني محترف في الأندية البحرينية. ما سبب عزوف هذه الأندية عن استقطاب اللاعبين اليمنيين مؤخرا؟
- لا فكرة لديّ عن هذا الموضوع؛ لكن أعرف أن اللاعب اليمني يتأقلم بسرعة مع أسلوب اللعب في الدوري البحريني.

التضحية والعمل الجاد
 ‎في الآونة الأخيرة شهدت قائمة المحترفين خارجياً تواجد عدد من اللاعبين في مختلف الدوريات وغالباً في الدوري العراقي، ورغم ذلك لا ينعكس هذا الأمر على تطور أداء المنتخب الأول، الذي يعاني من التراجع المستمر...؟
- اللاعب يجب أن يعتني بنفسه ويحاول أن يطور نفسه بشكل مستمر وألا يعتمد فقط على تمارين النادي أو تمارين المدرب. يجب على اللاعب أن يدرس بنفسه نقاط ضعفه ويحاول أن يتخلص منها وأن يقوي نقاط القوة الإيجابية لديه أكثر. الحل بسيط جدا، وهو العمل الجاد والالتزام، وقبل كل شيء التضحية.

العقلية الاحترافية أولاً
 ما الذي يفتقده اللاعب اليمني ليثبت ذاته عند الاحتراف الخارجي؟
- كما ذكرت سابقاً، العقلية الاحترافية تأتي أولاً من داخل اللاعب. كذلك الاهتمام بالتمارين المكثفة والتغذية والعمل على اللياقة البدنية، وأن يكون لدى اللاعب الرغبة الكاملة بتطوير نفسه والبعد عن أي شيء قد يضر أو يعطل تقدمه.
المستوى المادي يشكل فارقاً بالطبع؛ ولكن لا يعتبر عذرا نستسلم أمامه. يجب أن نتعلم ونرى كفاح لاعبي الدول الأفريقية كمثال، في حين أنهم مقاربون جداً في المستوى المادي للاعب اليمني ومتفوقون بالمستوى الكروي.

تسويق اللاعب اليمني
 ‎كيف نستطيع تسويق اللاعب اليمني للاحتراف الخارجي؟
- يجب على اللاعب أن يثبت نفسه من خلال تمثيله للمنتخب الوطني، وأن يقدم نفسه بأفضل صورة في المشاركات الخارجية الــــرسمــــية أو المبــاريات الوديــة عند مشاركته مع المنتـخب. هذه هي أفضل طريقة للتسويق، ثم يأتي الإعلام اليمني، يستطيع أن يسوّق لاعبي الوطن بشكل أكبر عبر السوشيال ميديا. وكما نرى السوشيال ميديا أشهرت ونشرت العديد من اليمنيين في مختلف المجـالات، وبالإمكان فعل الشيء نفسه فـــي المجال الرياضي، وبالذات كرة القدم.

غياب حلقة التواصل
 ‎هل هناك قنوات تواصل مع الاتحاد العام لكرة القدم لمتابعة حيثيات ومستجدات اللاعبين المحترفين خارجياً؟
- الاتحاد في العادة هو الذي يتواصل مع الدوريات الخارجية ويبحث أكثر عن لاعبيه المحترفين خارجيا، ويوجد عدة مواقع مثل "ترانسفر ماركت" و"انستات"، بالإمكان البحث عن اللاعبين اليمنيين في الخارج من خلالها.
 ‎نعود لهذه النقطة، لاعبو المهجر، لماذا لا يتم الاستفادة منهم؟ ومن يتحمل مسؤولية ذلك؟
- أعتقد أن السبب هو غياب حلقة التواصل بين الجميع. والمفروض على اتحاد الكرة أن يشكل لجنة خاصة لمتابعة ذلك، حتى يتم الاستفادة من النجوم اليمنية المتواجدة في المهجر، مثلما تعمل بقية اتحادات الكرة في دول العالم.

الفئات السنية صورة نموذجية
 ما هو ‎تقييمك للكرة اليمنية، بالذات المنتخبات الوطنية؟
- الكرة اليمنية تملك العديد من المواهب التي تستطيع أن تتطور وتكبر وتكون مصدر قوة للمنتخبات في المشاركات الخارجية. والمنتخبات الوطنية في الفئات السنية هي الصورة النموذجية لامتلاك الوطن الكثير من المواهب، والدليل فوز منتخبات اليمن في الفئات السنية بأكثر من بطولة خارجيا وتألقها وتأهلها للنهائيات القارية.
ولكن الموهبة إن لم يتم تطويرها والاهتمام بها ابتداءً بتثقيف اللاعب نفسه ويعرف كيف يهتم ويطور أداءه فلن تستطيع أن تنافس مع مرور الوقت، ومن فئة الشباب والأولمبي والفريق الأول يجب على اللاعب أن يكون متمكناً جداً بدنيا وتكتيكيا، وأن يطور نفسه فنيا وذهنيا.
 ‎من خلال متابعتك، ما الذي تحتاجه الكرة اليمنية لكي تنافس في المشاركات الخارجية؟
- تحتاج للاهتمام باللاعب واهتمامه بنفسه طول السنة، وليس فقط قبل البطولة بأسبوعين أو ثلاثة، وأن يتم العمل على الجانب البدني كثيرا والجانب التكتيكي.

حظوظ كبيرة ولكن...!
 ‎كيف ترى حظوظ منتخبنا في بلوغ نهائيات آسيا القادمة؟
- حظوظ المنتخب اليمني كبيرة في التأهل؛ ولكن اليوم في كرة القدم الكل يعمل والكل يجتهد والمنتخبات في تطور مستمر، ويجب على المنتخب اليمني الكثير من العمل من أجل مقارعة هذه المنتخبات والتأهل إن شاء الله.
 ‎لكن القرعة وضعتنا مع منتخبات فلسطين، الفلبين، ومنغوليا. هل هي مجموعة سهلة بنظرك، مع العلم أن المباريات لن تلعب ذهاباً وإياباً؟
- كما ذكرت، لا يوجد سهل في كرة القدم؛ ولكن بيد المنتخب أن يسهل الأمور أو يصعبها، والأمر يعتمد كثيرا على كيفية الإعداد لهذه التصفيات.

يجب التخلص من العشوائية
 ‎منتخبات العالم جاهزة وتخوض مباريات ودية بين الحين والآخر، ونحن في سبات عميق. إلى متى تظل هذه العشوائية؟
- هذا السؤال يجب أن يوجه إلى المسؤول عن هذه الأمور؛ ولكن، نعم، الأمر محزن، ويجب أن يتم تصحيح هذا الوضع بأسرع وقت.
 ‎تشكيلة المنتخب الأول أغلبها أسماء جديدة تشارك لأول مرة، ولم يتبقَّ من الأسماء القديمة سوى خمسة لاعبين إضافة إلى المحترفين. كيف ترى هذه الخطوة؟
- هذه خطوة جيدة؛ ولكن لا بد من الرغبة في العمل والاجتهاد من أجل أن يستطيع اللاعبون إثبات وجودهم وإعادة الأمل للملايين التي تطمح وتنتظر فرحة من المنتخب اليمني.
 ‎كرة القدم أصبحت صناعة. أين نحن من ذلك؟
- للأسف، نحن بعيدون جداً عن هذا الأمر، ونحتاج سنوات عديدة جداً للحاق بهذا النهج؛ أما في الوقت الحاضر مستحيل.

ضد الحرب في كل مكان
 ‎رفع شعارات التعاطف في الملاعب الأوروبية مع أوكرانيا بموافقة الفيفا الذي عاقب لاعبين وأندية دعمت فلسطين. ما رأيك في ذلك؟
- أنا ضد الحرب في أي مكان، وأتمنى أن يتم التعاطف والدعم والنظر بعين واحدة إلى جميع الدول التي تمر بظروف صعبة، عربية أو أجنبية.
 ‎بماذا تود أن تنهي الحوار؟
- ختاماً، أشكرك على هذه اللفتة الكريمة، وأشكر صحيفة "لا" أيضا، وأتمنى أن نرى منتخبا يمنيا قويا يضع بصمة في أي مشاركة يشاركها، وألا يكتفي فقط بالتواجد. وشهر مبارك على الجميع.