لا ميديا -
قبل 26 عاما اهتزت «تل أبيب» بعد أن ثأر المجاهد «رامز عبيد» ابن سرايا القدس لدماء الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي، الذي اغتالته «إسرائيل». بعمليته البطولية صنع معادلة الرعب مع العدو الصهيوني ليؤكد أنه "لا مستقبل لهم على أرض فلسطين ولن تكون إلاَّ مقبرة لهم"، مبيناً أنه يترجم كلمات الدكتور فتحي الشقاقي بأن "أوسلو الأول لن يمر إلاَّ على دمائنا وأجسادنا". ومن يومها أصبح ذلك الشارع الشهير غولا يحمل الموت الزؤام للمستوطنين حتى هذه اللحظة.
رامز عبيد من مواليد مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة عام 1971م، التحق بالجامعة الإسلامية لمدة عام بقسم الجغرافيا ثم انتقل الى "جامعة الأقصى" ليدرس في قسم الفنون الجميلة، وهناك تعززت في نفسه الروح الجهادية التي جعلت منه إنساناً مختلفاً .
رغم من صغر سنه، اعتقل في سجن النقب لمدة ثلاثة شهور ليفرج عنه في أواسط 1992م, ليعتقل مرة أخرى من سلطات الاحتلال، كما اعتقل عدة مرات على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
تقول والدته: «بعدما خرج من السجن، بقي مصممًا على مواصلة مقاومة الاحتلال، وحصل على شهادة جامعية بتلك الفترة، وطلب مني الدعاء له بالشهادة الكبيرة، ولم أفهم مقصده وقتها، لكنني دعوت له بالحصول على شهادات ويُكمل دراسته، ولم أتوقع أنه سيقوم بعملية استشهادية».
تمكن من الدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948 وبحوزته حزام ناسف زنته 15 كيلوغراما، وفي الرابع من شهر مارس آذار 1996، اندفع نحو شارع "ديزنغوف" في قلب مدينة تل الربيع المحتلة (تل أبيب) مفجراً جسده بين تجمع لليهود، ما أدى لسقوط قرابة 27 قتيلاً وأكثر من مائة وعشرين جريحاً، وقد أعلنت حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري آنذاك "قسم" مسؤوليتها عن العملية.
تضيف والدته: «خرج من المنزل قبل يومين من العملية دون أن نعلم وجهته، وعلمنا بوقوع عملية استشهادية كبيرة داخل الكيان الصهيوني من شاشة التلفاز، وأن منفذها من مخيم خان يونس، ولكننا لم نتوقع أنه رامز. بحثنا عنه باليوم التالي للعملية بكل مكان، وبعد نحو 12 يومًا على وقوع العميلة وصلنا نبأ أنه هو من نفذ عملية تل أبيب».