لا ميديا -
"عاشَ بصمتٍ وهاجرَ بصمت كطيور النورس التي تحطّ على الشاطئ ثمَ تهجرُ نحو السماء.
في يوميّاته، بدأت عبارة "شهيد" تلتصقُ بأسماء رفاقه، الذين عبروا قبله... من زمن البدايات. يتحدث عن علاقته بالرفاق الأوائل، حين كان يُمسك بيده طفله ويأخذه إلى روضتي الشهيدين والرادوف، يسلّم عليهم فردًا فردًا، يعرّفه عليهم، ويسألُ عن حالهم.
ظلت روحه مسكونة بقدامى الرفاق حتّى ساعة الوصال".
مولود في مشغرة عام 1969م، عاشَ فيها 6 سنوات قبلَ أن ينزح وأهله إلى منطقة معوّض في الضاحية الجنوبية. سعى لتأمين قوت يومه بالعمل في مصنعٍ للحلويات. لاذَ بمسجد الإمام الرضا ونهلَ من الحلقات القرآنية التي تشكلَت من هُداها مجموعات المقاومة الإسلاميّة الأولى. كان نواةً مع بقية إخوانه من الشهداء لفصيل "الفَجر".
وعلى صغر سنّه شارك في "بدر الكُبرى" و"علمان الشومرية"، فيدون ملحمة العشق التي أذاقت الصهاينة مرارة الذل.
لم يكسرهُ فراق رفاقه بل اشتدّ عزمًا، وبدأت ملامح القيادة تظهر فيه، فأكمل مسيرة جهاده في ثكنة "حي ماضي" ثم مستقطبًا ومرشدًا للشباب ومدربا للسرايا في حزب الله.
جمعتهُ علاقة طيّبة بالشهداء القادة الحاج عماد مغنيّة والشهيد مُصطفى بدر الدّين.
وحين بزغ فجر الجهاد المقدس التحق بالجبهة أواخر عام 2011م، وفي حمص تعرَّف على رفاق الجهاد الأول.
أثناء إطباقه على فصيل من مسلحي داعش طالباً منهم تسليم أنفسهم، اخترق الرصاص أضلاعه ممزقاً لها، فهوَى جريحاً فاقداً وعيه، لكنه استفاق من إصابته الخطرة في غرفة العناية الفائقة. ولم يكن قد تعافى من إصابته حتى أصر على العودة ثانية على عكازه مكسور الأضلاع، وبعد سنوات ثلاث ارتقى مضرجاً بدمه على تلال الشومرية في سوريا بعبوة ناسفة في 15 رمضان الموافق 12 مايو/آيار 2017م.