تقرير: نشوان دماج/ لا ميديا
دفعت قوات الاحتلال الإماراتي بمرتزقتها، اليومين الماضيين، للتقدم صوب المناطق الفاصلة بين محافظتي لحج وتعز، في ظل اشتباكات مستمرة بين خونج التحالف وأبناء منطقة معبق بمحافظة لحج المحتلة، أسفر عنها قطع طريق هيجة العبد الحيوي.
وأكدت مصادر محلية أن الاحتلال الإماراتي دفع بمرتزقته من التكفيريين الذين يقودهم العميل طارق عفاش إلى منطقة الكدحة، القريبة من مدينة التربة مركز مديرية الشمايتين، والتي تعتبر معقلاً رئيسياً لخونج التحالف في ريف تعز، ما ينذر بمواجهات حاسمة بين أدوات الاحتلال.
وأفادت المصادر بأن الدفع بتعزيزات عسكرية للاحتلال الإماراتي إلى معاقل الخونج في ريف تعز الجنوبي الغربي، يأتي بالتزامن مع بدء مسلحين قبليين الهجوم على مواقع للخونج في المناطق الفاصلة بين تعز ولحج.
وأضافت أن مرتزقة تابعين لما تسمى «العمالقة»، التي ينتمي أغلب عناصرها إلى قبائل الصبيحة، وصلوا بعد ساعات من احتدام الاشتباكات بين مسلحين من القبيلة وما تسمى قوات محور طور الباحة، التابع للخونج، في منطقة هيجة العبد، ما أسفر عنه قطع الخط الحيوي الرابط بين تعز ولحج.
وكشف ناشطون عن تحركات عسكرية وصفوها بـ»المريبة» لمرتزقة العميل طارق عفاش، الموالي للاحتلال الإماراتي، للسيطرة على ريف تعز ضمن صفقة عقدها مع ما يسمى «محور تعز» التابع لخونج التحالف، يتخلى بموجبها الأخير عن مواقعه مقابل 20 مليون ريال سعودي.
وجاء كشف تفاصيل الصفقة المتفق عليها سرياً في شباط/ فبراير الماضي، بالتزامن مع معلومات كشفت عن توجيه الاحتلال الإماراتي لثلاثة ألوية من مرتزقته التكفيريين بالاستعداد للتحرك إلى محافظة تعز.
وفي السياق، قطعت الاشتباكات العنيفة بين خونج التحالف وقبائل طور الباحة الطريق الرابط بين محافظتي تعز وعدن في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج المحتلة.
وأفادت مصادر محلية بأن عناصر مما يسمى اللواء الرابع مشاة جبلي، التابع للخونج، استحدثوا، مطلع الأسبوع الجاري، نقاط جباية جديدة في منطقة معبق بمديرية المقاطرة التابعة إدارياً لمحافظة لحج، والواقعة جنوبي تعز، ما أثار احتجاج أهالي المنطقة، الذين سبق وطالبوا المرتزق أبو بكر الجبولي، قائد اللواء، برفع نقاطه، لعدم وجود مبرر لبقائها، إلا أنه رفض ذلك، كون تلك النقاط تدر عليه أموالاً.
وأضافت المصادر أن أهالي معبق استحدثوا نقطة قرب مقر «اللواء» الخونجي، للضغط على قائده الجبولي لرفع نقاطه من منطقتهم، وهو ما أثار غضب الأخير، ليوجه قواته باستهداف القرى بالأسلحة المتوسطة والانتشار فيها.
وحسب المصادر فإن الأهالي تصدوا لمحاولة أطقم تابعة للخونج الانتشار في قرى المنطقة، لتندلع اشتباكات غير متكافئة بين الطرفين، تسببت في إغلاق طريق هيجة العبد وتوقف حركة المسافرين والشاحنات بين تعز وعدن.
ويقول أبناء طور الباحة إن «لواء» الخونج بقيادة المرتزق أبو بكر الجبولي، استحدث نقاط تفتيش في الطريق الحيوي الرابط بين تعز والمحافظات الجنوبية، وفرض جبايات على قاطرات نقل الغاز والمشتقات النفطية والبضائع التجارية، وكذا نفذ عمليات اختطاف واعتداءات بحق أهالي المنطقة، كان آخرها تعرض أحد مشائخ معبق للاعتداء وفتح النار على سيارته وإصابة أحد مرافقيه، ليتطور الوضع إلى اشتباكات مسلحة بعد أن استقدم الجبولي مدرعات وأطقما إلى قرى معبق لاقتحامها محولا المنطقة إلى ساحة حرب، ما اضطر الأهالي إلى الدفاع عن أنفسهم.
وعلى الرغم من توقف الاشتباكات بين الجانبين إلا أن الطريق لا يزال مغلقاً في ظل تكدس عشرات السيارات والشاحنات، نتيجة استمرار التوتر في المنطقة وإصرار الخونج على التمركز في القرى.
وينذر استمرار إغلاق الطريق، الذي يمثل الشريان الحيوي الوحيد الرابط بين تعز ومدينة عدن، بحدوث اختناقات في إمدادات السلع الأساسية. كما يشكو سائقو شاحنات نقل البضائع من عمليات الابتزاز التي تمارسها عليهم قوات الخونج ومرتزقة ما يسمى «المجلس الانتقالي» الموالي للاحتلال الإماراتي، عبر النقاط المنتشرة بامتداد الطريق الرابط بين عدن وتعز.
إلى ذلك، ربط مراقبون بين تحركات مرتزقة وتكفيريي الإمارات بشأن تعز مع اقتراب موعد انطلاق مشاورات ما يسمى «لقاء الرياض» بين أدوات الاحتلال، الذي تسعى فيه قوات الاحتلال السعودي لجمع الفصائل الموالية لها في مشاورات شكلية لإضفاء «غطاء شرعي» على ما سبق وتم إقراره سعودياً بشأن مستقبل شرعية العمالة برئاسة هادي الحالية، خاصة مستقبل «الرئيس» المقيم بالرياض عبد ربه منصور هادي، والذي كشفت تسريبات أولية أن الرياض قررت تنحيته جانباً وتعيين نائبين له بصلاحياته، بالإضافة إلى تصعيد جناح مؤتمر الإمارات كبديل عن الخونج.
وكشف خبير عسكري سعودي، الاثنين، هوية مرشح بلاده لتولي منصب  وزير الدفاع في حكومة الارتزاق المزمع تشكيلها في مؤتمر الرياض الجديد المقرر عقده بين أدوات الاحتلال أواخر الشهر الحالي.
وأشار زايد العمري، الذي يتقلد رتبة عميد في قوات ابن سلمان، إلى توجه بلاده لتنصيب التكفيري حمدي شكري، قائد ما يسمى «اللواء الثاني عمالقة»، وزيراً للدفاع في حكومة الارتزاق الجديدة.
وأسهب العمري في  الثناء على التكفيري حمدي شكري ومرتزقته، في مؤشر إلى بدء بلاده تسويقه كوزير دفاع بدلاً عن المرتزق محمد المقدشي، المحسوب على الخونج والمتوقع الإطاحة به في أعقاب إسقاط العميل علي محسن في اللقاء المرتقب.
وكانت قوات الاحتلال السعودي كثفت دعمها للتيار التكفيري بقيادة شكري الصبيحي في «العمالقة» - عفاش؛ حيث وجهت بصرف مكافآت تصل إلى 5 آلاف ريال سعودي لعناصره.
وأشار العمري في منشور له إلى أن بلاده «لم تعد تعول على الفصائل الموجودة على الأرض»؛ في إشارة للخونج وجناح مؤتمر الإمارات، وأنها «تسعى لبناء تحالفات جديدة على غرار العمالقة الجنوبية في الجنوب».
ونشر العمري صورة تجمع التكفيري شكري بقائد القوات المشتركة لتحالف الاحتلال، مطلق الأزيمع، خلال لقاء جمعهما في الرياض.