تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
ليس هناك أكثر وقاحة من المحتل إلا أدواته. والمرتزق عيدروس الزبيدي عنوان صارخ وتمثيل مجسِّد لتلك الوقاحة، وهو يطالب المجتمع الدولي بالوقوف إلى صف «قوات التحالف» وعدم تركها تقاتل «الحوثيين» بمفردها في محافظة شبوة. وقاحة يقابلها فشل سلطات الارتزاق بمحافظة حضرموت المحتلة في إجهاض مطالب «الهبة الحضرمية»، رغم تشظي هذه الأخيرة إلى تيار موالٍ للاحتلال الإماراتي بقيادة أحمد الجابري وآخر مناهض بقيادة الشيخ القبلي صالح بن حريز.
فضت قوات الخونج في محافظة حضرموت المحتلة، أمس، اعتصاماً لناشطي «الهبة الشعبية»، واعتقلت عدداً من قيادات الاعتصام.
وأفادت مصادر محلية بأن سلطات الارتزاق بقيادة المرتزق فرج البحسني، المعين من قبل الاحتلال محافظاً لحضرموت، فضت اعتصاماً لناشطي «الهبة الحضرمية» واعتقلت عدداً من المشاركين في الاعتصام، بينهم قائد الاعتصام الشيخ القبلي صالح بن حريز.
وبررت سلطات البحسني اعتقال المعتصمين بأنه جاء «دفاعاً عن أمن حضرموت كون الاعتصام غير قانوني»، حسب تعبيرها.
وكانت «الهبة الحضرمية» دعت، مساء أمس الأول، إلى تنفيذ اعتصام لمطالبة سلطات الارتزاق بتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين وتوفير فرص عمل وتمكين أبناء حضرموت من العمل في القطاعات المختلفة، وكذا مطالبة تحالف الاحتلال بفتح مطار الريان أمام الرحلات التجارية.
وتشهد محافظة حضرموت المحتلة حالة احتقان جراء الصراع المحتدم بين أدوات الاحتلال، في ظل مساعي كل طرف لإخضاع الطرف الآخر خدمة لأجندات سيده المحتل. 
وتشهد «الهبة الشعبية» توترات بين عدد من أجنحتها القبلية تزامنا مع مواصلة المجاميع القبلية المسلحة إطباق حصارها على حقول النفط في عدد من مناطق المحافظة، وإعلان عدد من شركات النفط وقف عملها.
كما بدأت الصراعات داخل الهبة الحضرمية تبرز للعلن بين المرتزق أحمد الجابري، الموالي للاحتلال الإماراتي، والشيخ القبلي صالح بن حريز المناهض للإمارات، حول المنحى الذي أخذته الهبة في تنفيذ أجندة الاحتلال وتخليها عن مطالبها الأساسية التي خرجت قبائل حضرموت من أجلها.
وفي سياق تبرير هزائم قوات تحالف الاحتلال في جبهات المعارك بمحافظة شبوة، طالب المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي، الموالي للاحتلال الإماراتي، دول العالم بالوقوف مع «قوات التحالف» في مقاتلة قوات الجيش واللجان، مشيراً إلى أن على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته في مواجهتهم وعدم ترك تلك القوات تقاتلهم بمفردها.
وقال الزبيدي في مقابلة مع قناة «العربية» إن على دول العالم والمجتمع الدولي الوقوف إلى جانب قوات التحالف لمقاتلة من وصفهم بـ»الحوثيين»، وألا تدع تلك القوات تقاتلهم وحدها، ما أثار سخرية واسعة من طرح بهكذا صلف ووقاحة.
تصريحات الزبيدي هذه تأتي إمعاناً في وقاحة المحتل وأدواته بحيث لم يعد الخجل مطلوباً حتى في أكثر الأمور مدعاة للحصافة وعدم الابتذال.
كما أنها تشير إلى أن الاحتلال السعودي الإماراتي أصبح من الهشاشة والضعف بحيث يطلب من أدواته وعملائه التحدث بهكذا منطق فيه من الوقاحة والصلف ما يجعله يتوارى خجلاً إن كان بقي في وجهه ذرة حياء.
فإذا كانت مفردة «تحالف» قد أنست الزبيدي أن وراءها 17 دولة ودولاً كبرى ومجتمعاً دولياً ومجلس أمن و... و... و...، فإن مفردة «حوثيين» لا تعفي الزبيدي وأمثاله من كونهم مرتزقة وأدوات احتلال باعوا شرفهم ووطنهم ويمنيتهم ولم يعد ثمة ما ينتمون إليه أو يدافعون عنه.  
لكن ربما أنه نظر إلى المفردتين (تحالف، حوثيين) من منظور لغوي، هذا على اعتبار أنه ضليع في اللغة مثل ضلاعته في العمالة والارتزاق، فاعتبر مفردة «تحالف» لا تصمد أمام مفردة «حوثيين» باعتبارها مفرداً مقابل جمع، وباعتبار أن الأخيرة تزيد عن الأولى بحرفين، وبالتالي لن تستطيع مجابهتها بمفردها، ولا بد من استدعاء المزيد والمزيد من جمع لمجابهة تلك المفردة. لكن من أين نأتي بمجتمع دولي آخر يستعين به الزبيدي وتحالفه المكون من 17 دولة؟! هل نستعين بمجتمع دولي من كوكب المريخ مثلاً؟! حسناً، ها هو «مسبار الأمل» الذي تبجح سيده الإماراتي بإطلاقه نحو المريخ، يمكن أن يقوم بالمهمة لو طلب منه ذلك.
الغريب أن قناة «العربية»، وهي التي من عادتها ألا تخجل من شيء، قد راعها فجاجة الزبيدي هذه المرة فأحجمت عن تحميل المقابلة على يوتيوب وبقية مواقع التواصل، ليس حفاظاً على سمعتها كما قد يبدو، فالعهر آخر ما يهمه السمعة، وإنما خوفاً من اهتزاز صورة تحالف الاحتلال المهزوزة أصلا في جبهات شبوة على وجه الخصوص، وقد حشد مرتزقته ودواعشه من كل حدب وصوب إلى محرقة الموت في عسيلان وبيحان وعين، لتأتيهم الضربات من كل مكان توقعوه ولم يتوقعوه، ويخر المئات منهم يومياً بين قتيل وجريح تحمل الريح قوائم أسمائهم وتترك جثثهم للعراء، فيما لا يجد البقية سوى الفرار أمامهم وهم يتلقون الضربات تلو الضربات.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه القنوات الإعلامية التابعة للمحتل عن سيطرة مرتزقة ودواعش الإمارات على عدد من مديريات محافظة شبوة، تؤكد الغارات الهستيرية لطيران المحتل على تلك المديريات زيف ادعاءاتها في تحقيق أي تقدم ملموس. 
وكان المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، أكد، أمس الأول، أن قوات الجيش واللجان الشعبية صدت عدداً من الزحوفات الكبيرة لمرتزقة ودواعش الإمارات المسنودة بغطاء جوي مكثف باتجاه مواقع قوات الجيش واللجان في مديرية عين بشبوة.
وأضاف سريع أنه تم التنكيل بقوات العدو في مختلف الزحوفات التي شنتها، مشيراً إلى سقوط أكثر من 120 من مرتزقة ودواعش الإمارات بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 12 آلية ومدرعة تابعة للمرتزقة خلال صد زحوفهم باتجاه مديرية عين، مشيراً إلى استهداف عدد من تجمعات العدو بـ4 صواريخ باليستية سقط على إثرها عدد كبير من القتلى والجرحى.