تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
تتوالى اعتداءات مرتزقة خونج التحالف في محافظة شبوة على مخيمات الاعتصام التي تم نصبها في عدد من مديريات المحافظة للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، وللتنديد بالانتهاكات المستمرة بحق أبناء شبوة من قبل سلطات المرتزق بن عديو وأدوات الاحتلال السعودي الإماراتي، فيما قبائل شبوة تحذر من مخطط إماراتي لتمزيق النسيج الاجتماعي في المحافظة على يد المرتزق علي باهيصمي الذي تلقى أموالاً من ضباط إماراتيين وسط مساع حثيثة من قبل قوات الاحتلال السعودي الإماراتي لإعادة تقسيم اليمن بدءا من فصل نفط شبوة عن مصافي مأرب وربطها بمصافي عدن.

اتهم أبناء مديرية جردان سلطات الارتزاق في شبوة بالفساد وتأزيم الوضع المعيشي، مطالبين بإطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون السرية التابعة لخونج التحالف في عتق بمحافظة شبوة المحتلة.
وأبدى المعتصمون استياءهم من مهاجمة مخيمات المعتصمين في نصاب والروضة وحبان وغيرها من مناطق شبوة الخاضعة لسيطرة الخونج، بعد أن خرجوا في اعتصام سلمي مطالبين برحيل العميل بن عديو رافضين لسياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال ضد المواطنين.
وحمَّل المعتصمون تحالف الاحتلال وحكومة العمالة مسؤولية التداعيات الخطيرة والكوارث الاقتصادية والمعيشية التي ترتفع حدتها بين اليوم والآخر، دون اتخاذ أي إجراءات من شأنها الحد من تلك الأوضاع المزرية التي جعلت البلد يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفق تقارير أممية.
وكان أبناء قبائل شبوة نفذوا اعتصامات مفتوحة في مديريات نصاب والروضة وحبان، معبِّرين عن استيائهم من الانتهاكات التي تمارس ضدهم من قبل أدوات الاحتلال، بالإضافة إلى تردي الأوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية، حيث بات المواطنون عاجزين عن توفير لقمة العيش لأسرهم.
واقتحمت قوات تابعة لخونج التحالف، الأحد الفائت، مخيماً للمعتصمين السلميين في منطقة رضوم بشبوة، بعد أيام من اقتحامها مخيماً آخر في مديرية نصاب بالمحافظة ذاتها.
ويظهر مقطع فيديو تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي لحظة اقتحام ما تسمى “قوات الأمن الخاصة” التابعة للخونج مخيم رضوم على متن آليات عسكرية، فيما يظهر أحد المواطنين يصرخ ساخرا من مرتزقة الخونج بالقول: “بيحان هناك”؛ في إشارة إلى اندحار ادوات الاحتلال في بيحان وتكبدهم خسائر فادحة على يد أبطال الجيش واللجان الشعبية.
يذكر أن حادثة اقتحام مخيم المعتصمين في رضوم ليست الأولى؛ فقد اقتحم خونج التحالف مخيم مديرية نصاب، الذي شهد توافداً جماهيرياً حاشداً للمطالبة برحيل العميل “بن عديو” والتنديد بالفساد المالي والإداري المستشري في مؤسسات حكومة الارتزاق، بالإضافة إلى قمع المعتصمين في حبان وغيرها من المناطق المناهضة لتحالف الاحتلال والأدوات التابعة له. 
ونددت اللجنة المجتمعية في مديرية رضوم بالاعتداءات العسكرية التي استهدفت مخيم المعتصمين السلميين الذي تم نصبه أمام المجمع الإداري في المديرية تعبيراً عن رفضهم لسياسة التجويع والإفقار وتردي الخدمات الأساسية وانقطاع المرتبات وغيرها من الأزمات المتتالية التي حولت حياة المواطنين إلى جحيم ومعاناة.
وأكد البيان أن الاعتداء على المعتصمين العُزَّل من قِبل قوات ما يسمى "اللواء الثاني" مشاة جبلي الذي يقوده المرتزق مهدي الشكلية، الموالي للخونج، وإطلاق الرصاص عليهم، يعد انتهاكاً صارخاً يجب محاسبة كل المتورطين فيه، متهماً تلك القوات بنهب ما كان بحوزة المعتصمين من غذاء وأثاث وغيرها، وتحميلها فوق الأطقم العسكرية.
وأكد البيان أن أبناء رضوم سيواصلون التصعيد الشعبي حتى تحسين الأوضاع المعيشية ورحيل سلطات الارتزاق في شبوة، بقيادة بن عديو، مشيراً إلى أن الوضع المعيشي أصبح كابوساً يهدد الأسر الفقيرة في محافظة شبوة الغنية بالثروات النفطية.
وتوقع محللون ارتفاع حدة الأصوات المناهضة للتحالف، وتطور الاحتجاجات السلمية إلى كفاح مسلح ينفذه أبناء القبائل ضد قوات هادي التي تمارس القمع وتكميم أفواه منتقديها وتقييد حرياتهم.

القبائل تحذر من تداعيات مخططات التحالف في شبوة
وفي السياق، حذر شيوخ وأعيان قبيلة بالعبيد في محافظة شبوة من التداعيات الخطيرة للمخططات الجديدة التي يسعى تحالف الاحتلال لتنفيذها عبر أدواته في مديرية الطلح.
وأكد المشايخ -في بيان لهم- أنهم قاطعوا الاجتماع الذي دعا إليه القيادي التابع لـ"المؤتمر الشعبي العام"، المرتزق علي باهيصمي، في قريته الكائنة في منطقة مشط، لتمرير أجندات مشبوهة تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وإثارة الفتنة بين أبناء القبائل، مشيرين إلى أن باهيصمي استلم مبالغ مالية ضخمة من ضباط إماراتيين في مطار الريان، بهدف إثارة الفوضى والعنف في المناطق المحتلة بمحافظة شبوة.
واتهمت قبائل بالعبيد المرتزق باهيصمي بتسهيل مهام تنظيم "القاعدة" في حضرموت، أثناء توليه منصب وكيل المحافظة، مهددين بمواجهة كل من يبيع القبيلة في المزاد مقابل المال المدنس.
وشدد البيان على ضرورة توحيد الصفوف لمواجهة المخططات التآمرية التي تستهدف أبناء القبائل، محذراً من تحويل المديرية إلى بؤرة للفوضى والحرب غير المبررة.
مراقبون يرون أن هذه المخططات تأتي امتداداً لسعي الاحتلال وأدواته منذ بداية العدوان على اليمن إلى تفكيك النسيج الاجتماعي لأبناء قبائل شبوة، حيث يقوم العميلين هادي وعلي محسن الأحمر بتغذية الصراعات القبلية وإثارة القضايا القديمة بين أبناء القبائل، وتمرير أجندات ومخططات تدميرية تستهدف الأرض والإنسان في محافظ شبوة الغنية بالثروات النفطية التي تستغلها الأطراف السياسية على حساب معاناة المواطنين.

اتفاقية لفصل نفط شبوة عن مصافي مأرب 
وفي سياق مساعي الاحتلال السعودي الإماراتي لفصل جنوب اليمن، أبرم تحالف الاحتلال اتفاقاً جديداً مع شركتين أجنبيتين للبدء بفصل نفط شبوة عن مصافي مأرب، التي باتت قاب قوسين أو أدنى من تطهيرها على يد أبطال الجيش واللجان.
ووفقاً لمصادر في وزارة نفط العميل هادي فإن الاتفاقية تقضي بتخويل شركة نمساوية وأخرى صينية مد أنبوب من حقول النفط في شبوة إلى الأنبوب الذي يتم عبره نقل جزء من نفط شبوة إلى ميناء التصدير في رضوم، ومن هناك إلى مصافي عدن للتكرير بدلا عن مصافي مأرب.
هذه الخطوة -بحسب مراقبين- تأتي ضمن مخطط تحالف الاحتلال الهادف لتقسيم اليمن، مع تسارع معارك التحرير التي تخوضها قوات الجيش واللجان الشعبية في شبوة ومأرب ذات الأهمية الكبرى لجهة رهانات التحالف. 
كما يرى المراقبون أن الانتقالي، الذي يحاول تسويق نفسه مجددا كخادم مطيع في بلاط بني سعود عبر مقابلات مع صحف سعودية، يعلق آمالاً كبيرة على عملية الفصل تلك، فيما تكشف التحركات الأخيرة لقوات الاحتلال أن العملية برمتها ضمن اتفاق سعودي- إماراتي لتقاسم موارد النفط والغاز في مناطق سيطرتهما جنوب وشرق اليمن.
يذكر أن قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، تعهد بتحرير كامل التراب اليمني من الاحتلال وأدواته.
وقال سيد الثورة: “سنحرر كل بلدنا ونستعيد كل المناطق التي احتلها الأعداء من أجل أن يخضعوها للأمريكي والبريطاني والصهيوني، وسنكون حاضرين للتكامل مع كل أحرار أمتنا في قضاياها الكبرى”.