لا ميديا -
“عاش في زنزانة منفردة 6 سنوات. لفّ وعاش في 80 زنزانة لا يرى الضوء، وأكثر من 32 سنة من عُمره ما مشى تحت القمر والنجوم، ويرى الشمس مقطّعة من ورا الشَبَكْ. 41 سنة ما لمس يد طفل صغير. 41 سنة وهو يداوي الذي يمرض، ويواسي الذي يتعب، ويستقبل أسيراً ويودّع أسيراً، وهو مكانه. 41 سنة وهو يقول: السنة الجاي بروّح وببوس إيد أمي وبسلّم عليها. توفّيت الأم، بسلّم على أبوي. توفّي الأب، على خالي. توفّي الخال، على عمّي. توفّي العمّ، على أخي.. انحبس الأخ، على أولاد أخي. استشهد واحد، والثاني اعتقل وانحكم مؤبد”. 
في سجنه أشار نايل البرغوثي إلى أحد الأبواب قائلاً: "شهدتُ تغيير هذا الباب مرتين خلال اعتقالي، وكان السبب هو تلف الحديد، ولكن معنوياتنا لم تتلف”.
ولد نائل صالح البرغوثي عام 1957 في رام الله. اعتُقل في ديسمبر 1977 وحُكم عليه بالسجن لمدة 3 أشهر، وأُعيد اعتقاله بعد 14 يومًا من الإفراج عنه بتهمة مقاومة الاحتلال وقتل ضابط صهيوني، ليصدر بحقه حكمٌ بالسجن المؤبد و18 عامًا. هو أقدم أسيرٍ فلسطيني في سجون الاحتلال الصهيوني، ويُطلق عليه الأسرى لقب "أبو النور"، كما يُلقب بعميد الأسرى الفلسطينيين.
اشتهر بين الأسرى بأنه قارئ نهم ولديه ثقافة واسعة وقادر على التحدث بالإنجليزية والعبرية، التي كان قد تعلمها داخل السجن، ويُعده الأسرى مرجعًا لهم في محطات النضال الفلسطيني، بدءًا من الانتفاضة الفلسطينية الأولى حتى اليوم.
خلال 34 عاما، قضاها بشكلٍ متواصل في السجون، رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه، رغم العديد من صفقات التبادل والافراجات، التي تمت في إطار المفاوضات.
توفي والده ووالدته عام 2004–2005. أُفرج عنه ضمن "صفقة شاليط" عام 2011، فخرج وتزوج من الأسيرة المحررة إيمان نافع التي قضت 11 سنة في السجن. فرض الاحتلال عليه الصهيوني الإقامة الجبرية، حيث مُنع من الخروج من مُحيط مدينة رام الله. التحق بجامعة القدس المفتوحة لدراسة التاريخ، ولم تمض 31 شهرا من خروجه حتى أُعيد اعتقاله عام 2014، بعد خطابٍ ألقاه في جامعة بيرزيت، وحُكم عليه بالسجن لمدة 30 شهرا، ثم قرر الاحتلال إعادة حكمه القديم بالمؤبد.
شقيقته حنان (55 عاماً)، التي منعت من زيارته تقول: «بدأت في زيارته عندما كان عمري 14 عاماً، وقتها كان شقيقنا الآخر عمر معتقلاً لدى الاحتلال، كذلك والدي. كنت أذهب وحدي لزيارة نائل، وأمي كانت تزور والدي في سجن آخر، وزوجة أخي عمر تزوره في سجن ثالث... ماذا تبقى من عمره؟! إلى متى سيبقى في السجن؟! كبرت أنا وتزوجت وكبر أولادي وتزوجوا أيضاً، وحالياً أبنائي الثلاثة معتقلون. كنت أحمل ابني عمر بين ذراعي عندما كنّا نزوره، واليوم عمر هو زميله في الأسر». 
عام 2018، قتلت قوات الاحتلال ابن أخيه صالح البرغوثي، واعتقلت شقيقه عاصم ووالدهما، ومجموعة كبيرة من أفراد عائلته. كما هدمت منزلين للعائلة.