«لا» 21 السياسي -
في الـ21 من أيلول/ سبتمبر 2014 عاود اليمنيون المجد وعادوا إلى اجتراح المعجزات. وبعد عقودٍ من الوصاية والارتهان والعمالة والارتزاق والفساد وتجريف الهوية والتربة والناس، أشرقت ثورة الاستقلال والحرية والهوية في ذلك اليوم لتبعث اليمن من ركام أنظمة الهوان من جديد.
10 سنوات منذ استشهاد قائد أنصار الله، السيد حسين بدر الدين الحوثي، في العام 2004، كانت كافية ليخط الأنصار بقلمهم الجهادي في كتاب الخلود ملحمة النصر الأبدي.
سبعٌ أخرى هي كل عمر الثورة الوليدة وسط مؤامرات من كل حدب، وبين خيانات في كل صوب.. سبعٌ تدحرجت سنواتها ملاحم واحدة تدفع أخرى إلى الأعلى في متوالية نصر إلهي وباتجاه المجد ترفع كل سنةٍ أختها لتقطف سابعتها المجد كرامةً وعزة.
واجهت ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر مؤامرات المرعوبين منها واحدة تلو أخرى، بدايةً من الخونج والعفافيش وبتوع هادي وليس نهايةً بالأمريكان والإنجليز والصهاينة، مروراً طبعاً بالسعاودة والنهاونة، لتبلغ تلك المؤامرات ذروتها بإعلان العدوان على اليمن في الـ26 من مارس 2015 ولما تكمل الثورة عامها الأول بعد.
ومع كل عام يمضي تضعف أيادي العدوان وأصابعه، ويشتد في المقابل ساعد الثورة ومعصمها، فتقصر تلك الأيدي عن النيل من سؤدد اليمنيين وكرامتهم، فيما تطال سواعد الثوار ما تشاء من رؤوس الذئاب وعناقيد الثعالب.
«اتفاق السلم والشراكة» كان أول خطوة في سلم حسن نية الأنصار تجاه خصومهم الذين أثبتوا منذ وهلة الثورة الأولى خبث طواياهم وسوء نواياهم من خلال مداهناتهم المكشوفة وعبر مراهناتهم المفضوحة، وانتهى الأمر بهم كما بدأ، مجرد مرتزقة ونخاسين وخونة.
كان سيد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وما يزال هو صمام الرهان في الانتصار على بواغي العدوان وبغايا الحرب وبقايا نظام الوصاية والارتهان، وسيظل هو علم الهدى في عالمٍ أمريكي يملؤه الضلال وتقوده الغواية.
وفي معادلات ما قبل العالم وما بعد اليمن حققت ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر تغييراً جذرياً باتجاه تلك المعادلات من حيث إفشال المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، ومن حيث وأد تحركات أذيال ذلك المشروع وأدواته الإقليمية والمحلية الرخيصة.
وعلى بعد عملية أو عمليتين من الثامنة، وعلى مرمى حجرٍ من قطاف المجد المؤبد، ينتظر العالم وينظر إلى ها هنا بتمنيات الخلاص وأمنيات الحرية يجترحها اليمنيون صموداً أسطورياً وبطولاتٍ ملحمية.