يدونها: علي الريمي / لا ميديا -
قدم النادي الأهلي بالحديدة الثلاثي: عبدالرحمن وسالم وعمر سعيد، الأشقاء الذين كانت انطلاقاتهم الأولى مع الساحرة المستديرة عبر الفئات العمرية وصولا إلى صفوف الفريق الكروي الأول للأهلي الساحلي.
يعتبر الثلاثي "سعيد" من أهم وأبرز العائلات الرياضية عموما والكروية على وجه الخصوص، على مستوى وطننا الحبيب، ولم تقدم الحديدة حتى اليوم مثل هذه الأسرة الكروية.
تمكن الإخوة سعيد، خصوصاً النجمين عبدالرحمن وسالم، من نقش اسميهما بأحرف من ذهب في ذاكرة الكرة اليمنية طوال أكثر من عقدين من الزمن صالا وجالا فيها بالطول والعرض في الملاعب الترابية ثم المعشبة.
فبعد مشوار رائع جداً ومتميز مع بيتهم الأول (أهلي الحديدة)، انتقلا إلى صفوف النادي الأهلي بصنعاء وقدما أفضل العطاءات مع الإمبراطور. كما كلل سالم مسيرته الكروية باللعب مع النجمة البحريني لعدة مواسم، في تجربة وصفت بالناجحة لمحترف يمني في اللعب خارجيا.
لعب عبدالرحمن وسالم مع المنتخبات الوطنية بكل فئاتها العمرية وصولاً إلى صفوف المنتخب الوطني الأول لكرة القدم لسنوات طويلة. وربما يكونان الشقيقين الوحيدين اللذين كان لهما شرف حمل شارة قيادة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم.
أما شقيقهما الثالث (عمر) فقد كانت رحلته الكروية قصيرة جداً، وذلك بسبب الإصابة التي تعرض لها في إحدى مباريات أهلي الحديدة، وشاءت الأقدار أن تكون تلك الإصابة في الرباط الصليبي كفيلة بإنهاء مشواره الكروي مبكراً، على الرغم من أنه كان لاعب وسط متميزاً مع الفريق الكروي الأول لأكثر من ثلاثة مواسم. 

الملك والصخرة.. العرض مستمر
بعد الاعتزال اتجه عبد الرحمن سعيد، أفضل ظهير أيسر عرفته كرة القدم اليمنية، لمواصلة الرحلة على الملاعب كمدرب، واستطاع خلال سنوات وجيزة أن يسجل اسمه كواحد من أبرز المدربين على الساحة الكروية محليا ثم خارجيا، حيث نجح الملك في إثبات قدراته كمدرب (موهوب) وهو الأمر الذي أهله للعمل كمدرب للفئات السنية في نادي الجيش بدولة قطر، وهناك استطاع الملك تحقيق النجاح في اتجاهين: الأول: التفوق في عمله كمدرب للفئات السنية بنادي الجيش القطري، والنجاح أيضاً في مواصلة رحلة التأهل واكتساب الخبرة والكفاءة التدريبية من خلال حصوله على الشهادات التي جعلت منه مدرباً معتمداً محلياً وقارياً ودولياً، وبات أول يمني ينال شهادة "البروفيشنل"، أعلى شهادة في مجال تدريب كرة القدم.
وعلى النهج ذاته اقتحم صخرة الدفاع سالم سعيد مهنة التدريب الكروي، إذ يعمل حاليا كمساعد مدرب الفريق الكروي الأول لنادي الهلال بالحديدة، ولديه كل المؤهلات المطلوبة ليصبح واحداً من أبرز المدربين خلال الفترة القادمة.

الأبناء قادمون
وعلى الطريق ذاته يواصل جيل كروي جديد مشوار حمل راية العائلة الزرنوقية في ملاعب الساحرة المستديرة من خلال ثلاثة وجوه:
عبدالله، نجل الملك عبدالرحمن سعيد، موهبة كروية، يشق طريقه الكروي بكل ثقة وتحت إشراف ورعاية والده، ويلعب حاليا في أحد الأندية القطرية.
أما الكابتن سالم سعيد فلديه ولدان يعشقان كرة القدم، ويبدو أنهما في طريقهما للمضي على خطى والدهما.
الأول: سعيد، ويلعب في صفوف أشبال نادي هلال الحديدة. 
والثاني: محمد، واختار اللعب مع أهلي الحديدة، المحطة الأولى لانطلاق مشوار والده. 
وهنا يظهر مدى الروح (الديمقراطية) الرياضية التي يتمتع بها الوالد، حيث ترك لابنه حرية اختيار النادي الذي يحب الانضمام إليه، وهو الأهلي الساحلي، أحد أعرق وأبرز الأندية اليمنية والحائز على أول لقب لبطولة كاس الرئيس بعد إعادة وحدة وطننا الحبيب في الثاني والعشرين من مايو عام 1990.