ماراثون قتالي من شوارع الصمود إلى خنادق الدفاع


تحقيق: طـلال سفيان / لا ميديا -
رياضة البنجاك سيلات، هذه اللعبة القتالية ذات المعاني الفلسفية والقادمة من بلاد المنشأ إندونيسيا تحمل عناوين السمو والروح الرياضية وفنون الدفاع عن الوطن.
في أمانة العاصمة صنعاء تجسد البنجاك سيلات روح هذه المعاني في مناهضة العدوان الأمريكي السعودي من خلال الوقفات والمظاهرات، وكذلك من خلال الالتحاق بجبهات العز والشرف.
صحيفة "لا" تفتح الآفاق مع فرقة يحيى الخيل التي ترتدي لبسها القتالي الأسود وتؤدي فنون العرض على مسرح الوطن.
لا بد من التطرّق والنظر لموضوع الرياضة في ميدان المواجهة، فضمن شواهد كثيرة في خوض هذا المجال هناك لعبة رياضية سجلت اسمها في أزهى موقف وطني، موقف مقارعة العدوان بشتى الطرق والأساليب.
هذه اللعبة الرياضية هي البنجاك سيلات، التي كانت حاضرة في كل المظاهرات والمناسبات واليوميات في ساحة مناهضة العدوان.
وللولوج إلى هذا الموضوع، كان لا بد من الالتقاء بأفراد هذه اللعبة للحديث معهم وخوض التفاصيل اليومية في أدائهم الذي يستحق أن ترفع لهم القبعات.

وقفات وعروض كتيبة الخيل
الكابتن يحيى الخيل، مدرب منتخب أمانة العاصمة صنعاء ونادي أهلي صنعاء للبنجاك سيلات، يقول: "اليمن في هذه الفترة يمر بمرحلة عصيبة وصعبة واستثنائية، ولذلك كادر البنجاك سيلات يسعى بكل ما أوتي من جهد وبكل إمكانياته كي يظهر مظلومية الشعب اليمني للعالم أجمع".
وأكد: "قمنا بعدد من الوقفات الاحتجاجية سواءً بالتعاون مع القطاعات الرياضية أو القطاعات المدنية أو من تلقاء أنفسنا، كخروج شعبي في الكثير من المناسبات. ومن ضمن الفعاليات التي شاركنا فيها: المولد النبوي الشريف، يوم الصمود اليمني في وجه العدوان، وأعياد ثورة 21 سبتمبر و26 سبتمبر و22 مايو الوحدة اليمنية، ويوم القدس العالمي، على مدى ستة أعوام، وكذلك الوقفات المتضامنة مع فلسطين كون قضيتها الجامعة وقضية القدس هي قضية محورية للوطن العربي والأمة الإسلامية وكل أحرار العالم، ونحن في البنجاك سيلات مشاركون بجميع التظاهرات التي يظهرها شعبنا استنكاراً للعدوان الصهيوني الغاشم على الأراضي العربية".

تطور على مسرح الصمود
بوتيرة عالية تمضي كتيبة البنجاك سيلات المقاتلة بقيادة الكابتن المجتهد يحيى الخيل في أدائها القوي على شارع مقاومة العدوان، ومؤخراً قامت هذه الكتيبة بعمل درامي على أحد مسارح العاصمة صنعاء كان عبارة عن اسكتش حمل رسالة مغايرة لفريق بنجاك سيلات أهلي صنعاء وأمانة العاصمة.
في هذا الاسكتش الذي نقل إلى جهاز موبايلي كهدية من الكابتن يحيى، يدخل الشيطان (العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي "الإسرائيلي") إلى الخشبة (اليمن) ويحدث الدمار ويجلب الفتنة، وفي نهاية المشهد يلتحم اليمنيون ويقتلون الشيطان.
يشرح الخيل الصورة التي يقاوم بها أفراده الصغار/ الشباب في البنجاك سيلات العدوان قائلاً: "طبعاً كادر البنجاك سيلات طور مشاركته في الوقفات والمظاهرات الاحتجاجية جنباً إلى جنب مع إخواننا في القطاعات الشعبية الأخرى، وذلك من خلال أداء اسكتشات نظهر فيها الحقيقة المظلمة لهذا العدوان الغاشم تجاه شعبنا ونقدم من خلالها رسالة للمغرر بهم أن يعودوا إلى رشدهم، لأن الدم اليمني واحد، والدم الذي يسفك على تراب هذا الوطن الطاهر هو دم اليمنيين، وفي النهاية دول العدوان ومن يساندها ويقف خلفها هم آمنون في أراضيهم، لأن أبطال اليمن والمدافعين عنها يمتلكون الكثير من الأخلاق على عكس قوى العدوان، وهنا لا بد أن يدرك كل يمني أن المصير واحد، فأراضينا وجزرنا تحتل وبيوتنا ومدارسنا وجوامعنا ومصانعنا وطرقنا وملاعبنا تدمر وأبناؤنا يموتون، ولذلك هي رسالة أعلنها عبر منبر صحيفة "لا" الهادف، وأقول فيها لكل من لايزال مغرراً به في صف العدوان: عد إلى الصواب، عد إلى جادة أخيك اليمني المدافع عن الأرض والعرض".

يوم قتلت الشيطان
كثيرة هي أحلام هؤلاء الفتية، فمنذ التحاقهم بلعبة البنجاك سيلات توقفت المنافسات والفعاليات والبطولات المحلية للعبة بسبب عدوان آثم لم يترك شيئاً إلا ودمره.
منذ بزوغ أظافرهم التحقوا بفريق البنجاك سيلات ونمت أجسادهم لطور الشباب بإدائهم التمارين ومقارعة العدو في الشوارع وكذلك في المتارس.
ضياء كمال، البالغ 18 عاماً، يقول: "التحقت برياضة البنجاك سيلات وأنا لم أبلغ بعد، صحيح لم أشارك في بطولات خاصة بهذه اللعبة، لكن في المقابل كان لي شرف المشاركات في وقفات الصمود ضد العدوان بكل مناسبة.
ويصف ضياء وبكل شغف مشاركته مع بقية زملائه في اسكتش العدوان: "كانت تجربة رائعة جداً، الفكرة منها كانت توعية المجتمع بمخاطر العدوان والانجرار خلفه، وأظهرنا في الاسكتش قدرة المقاتل اليمني من خلال أداء حركات البنجاك سيلات الرياضية".
ياسين محمد البجلي (16 عاماً) يقول: "عام 2015 ومع بدء العدوان على بلدنا التحقت بفريق أهلي صنعاء للبنجاك سيلات بقيادة مدربي ومعلمي يحيى الخيل. لم أشارك في بطولات اللعبة بسبب توقف أنشطتها جراء العدوان على بلدنا، لكن بالمقابل شاركت مع فريق البنجاك سيلات في 3 وقفات مناهضة للعدوان".
ويستطرد ياسين: "البنجاك سيلات أضافت لي معنوية عالية جعلتني أشبه بذاك المقاتل الذي يتواجد في الجبهات ليدافع عن الوطن".
وبدوره يقول عصام البجلي ذو الـ15 سنة: "التحقت بلعبة البنجاك سيلات عام 2016، ووثقت في سجلات مشاركتي الوطنية أسطر الدفاع عن بلدي في يوميات العدوان على بلدي وأهلي. أشكر مدربي الكابتن يحيى الخيل الذي أخذ بيدي لهذه الأعمال الرياضية الوطنية".
علي درويش الحكمي (16 عاماً) الملتحق بلعبة البنجاك سيلات في العام 2019، يعبر عن شعوره بالقول: "خلال عامين شاركت في 7 عروض قتالية أديناها في الوقفات المناهضة للعدوان على بلدنا الحبيب، رفعت وتيرة قدراتي الجسدية وأشعر بالفخر والزهو".
ويشاطره شقيقه الأصغر عصام (15 عاماً) الرأي: "لم أنل فرصة المشاركة في بطولات للعبة حتى الآن، لكن كانت لي مشاركات في الوقفات المناهضة للعدوان".
ويكمل عصام درويش حديثه: "شاركت ضمن فريقي للبنجاك سيلات في عرض قتالي أقيم ضمن وقفة "أمريكا أم الإرهاب" جرت مطلع العام الحالي في شارع القصر وسط العاصمة، كما شاركت في عرض أقيم بمناسبة يوم الصمود ويوم الشهيد، وشاركت قبل فترة مع فريقي في اسكتش وصرعت يه الشيطان".
يؤكد المدرب يحيى الخيل أن لعبة البنجاك سيلات قدمت 3 شهداء في جبهة العز والشرف معركة الوطن, كما التحق الكثير من أفرادها بالجبهات.
ويشير: "لم يتوار لاعبو البنجاك سيلات خلف الستار, بل كانوا في مقدمة الصفوف في الدفاع عن الوطن, عندما اعتدى التحالف العدواني على بلدنا وارتكبوا الفضائع والمجازر كانت هذه الوقائع منطلقا لشباب البنجاك سيلات للانطلاق إلى الجبهات والقيام بدورهم في الدفاع عن وطنهم كأي يمني غيور على أرضه وعرضه".

رسالة تقدير
يشير الكابتن يحيى الخيل إلى أن بنجاك سيلات العاصمة في جل مشاركاتها في المسيرات المناهضة للعدوان كواجب وطني قبل كل شيء: "طبعا الداعم لنا في هذه الوقفات هو الأستاذ فارس الأحلسي والذي أرفع له أحر الشكر والتقدير على دعمه لنا ومواقفه الرائعة ضد العدوان, وكذلك الأستاذ ريدان السيد الذي رأى إبداعات شباب البنجاك سيلات وقام على إثرها بتوفير الدعم لهؤلاء الشباب المبدع الذي يتصدى للعدوان مثله مثل كل الغيورين على الوطن الحبيب".
في ختام الحديث, طلب فريق بنجاك سيلات أمانة العاصمة أن يقدموا شكرهم وامتنانهم لإدارة نادي أهلي صنعاء ممثلة بالأستاذ عبدالله جابر، أمين عام النادي، الذي أولاهم الاهتمام والرعاية, ورسالة شكر لإدارة المجمع الوطني للرياضة ممثلة بالكابتن عبدالإله السماوي، الذي سخر لكافة كوادر ولاعبي البنجاك سيلات في أمانة العاصمة القدر الكبير من الاهتمام والرعاية بالإضافة إلى رعايته وعمله على تنظيم بطولة للبنجاك سيلات على نفقة المجمع الوطني للرياضة الذي ذهبنا إليه عبر الأستاذ عبدالواحد الشاحذي وله منا كل الشكر والمحبة.

انطباع
لعبة البنجاك سيلات لعبة قتالية وهي من ألعاب الدفاع عن النفس فيها حركات استعراضية جميلة تشد المشاهد لجمالياتها. كما أن الاستعراضات الجماعية والمهارات الفردية متميزة, وأبطال هذه اللعبة حققوا العديد من المراكز على المستوى الإقليمي والدولي، كما أنهم شباب متميزون بالأخلاق العالية والصفات الإيمانية، فهم يجسدون الهوية الإيمانية بأسمى معانيها من خلال مشاركتهم في جميع الفعاليات والمناسبات الدينية والوطنية ووقفات العز والشرف ضد العدوان الغاشم على بلادنا. تمنياتي لهم بدوام التوفيق والنجاح.
عبدالله عبيد (مدير مكتب الشباب والرياضة بأمانة العاصمة – المفوض العام لجمعية الكشافة والمرشدات اليمنية)