استطلاع: دنيا حسين فرحان / لا ميديا -
يمر النشاط الرياضي بفترات عصيبة منذ سنوات، فتعطل الملاعب وتوقف البطولات كانت لها نتائج سلبية على الأندية واللاعبين، وهذا ما يعكس الأداء الضعيف لمنتخبنا الوطني في أي مشاركة دولية.
البطولات الشعبية التي يتم تنظيمها من فترة وأخرى، والمسابقات التي تنظم لأيام فقط لم تكن كافية لتعويض توقف النشاط، ولم تحدث أي تغيير في الأداء أو مؤشرات للعودة تدريجياً للبطولات والمسابقات الكروية.
كما أن دخول الوباء على الخط، وبالذات في محافظة عدن، جمَّد الأنشطة الرياضية بسبب الخوف وعدم توفر الإمكانيات من أجل منع انتشار الوباء في حال إقامة أي نشاط رياضي، وهذا ما زاد الطين بلة وعمَّق معاناة اللاعبين والأندية الذين مازالت أصواتهم تصدح بالمطالبة بعودة النشاط وتوفير المناخ المناسب لدوران العجلة.
صحيفة "لا" رصدت آراء الرياضيين عن توقف النشاط ورسائلهم للجهات المعنية لعودته من جديد.

مستقبل غامض 
يقول منيف جسار، لاعب نادي الشعلة: "للأسف الشديد الدوري متوقف منذ أكثر من خمس سنوات. اللاعب لا يتمكن من أخذ فرصته في النادي أو حتى في المنتخب، والآن نرى عملية الاختيار في المنتخب صعبة جداً، فقط يتم أخذ اللاعبين الجاهزين، وإذا كانت مسابقات الدوري تقام بشكل منتظم كان كل لاعب سيأخذ فرصته في النادي أو في المنتخب.
نحن في نادي الشعلة كنا نتمرن على أمل عودة الدوري في أي لحظة أو حتى أي نشاط رياضي وبطولة ينظمها الاتحاد من أجل تحريك الرياضة وتحريك اللاعبين، لكن لم يحدث أي شيء سوى أننا تعبنا وأرهقنا ولا يوجد أي تحرك من الجهات المعنية بالرياضة للوقوف معنا ومع بقية الأندية، وهذا ما سبب لنا إحباطاً كبيراً ولم نعد نعرف مصير مستقبلنا الرياضي في ظل توقف النشاط الرياضي لأجل غير مسمى!
نتمنى كلاعبين من القائمين على الرياضة أن يسهموا بعودة النشاط الرياضي ويعيدوا البسمة والشغف الرياضي للشعب والجمهور المتعطش للعودة للملاعب والتشجيع.
وأسأل الله الأمن والأمان والاستقرار لبلادنا من أجل عودة كل شيء تدريجياً، ومنها المجال الرياضي الذي افتقدناه منذ سنوات طويلة".

فتح نافذة أمل
علاء بن عياش، إعلامي رياضي يقول: "توقف الأنشطة الرياضية ينتج عنه الكثير من السلبيات التي حتماً تؤثر على مستوى الرياضة، وتسهم أيضاً في ابتعاد الشباب عن ممارسة معشوقتهم، ولهذا نحن طالبنا في مرات عدة الجهات ذات الاختصاص بضرورة الإسراع في رفع الحظر وعودة استئناف الأنشطة الرياضية وفق الإجراءات الاحترازية المتبعة لتجنب الإصابة بالمرض لا قدر لله.
قرار رفع الحظر وفتح أبواب الملاعب والأندية والسماح بإقامة المسابقات الرياضية، هو الأمل الذي ينتظره الشباب الرياضي من أجل العودة مرة أخرى لمزاولة الرياضة بصورة طبيعية دون قيود وبظروف صحية جيدة تساعد الجميع على تقديم ما هو أفضل.
ونحن بدورنا كرياضيين ومتابعين، نتمنى أن تعود الأنشطة الرياضية فعليا حتى يتسنى للاتحادات والأندية تنفيد برامجها وخططها فيما يتعلق بالبطولات والمسابقات الرياضية.
هناك تحركات وجهود كبيرة تبذل من الأطر الرياضية الرسمية في هذا الشأن، وكان آخرها الاجتماع باللجنة العليا للطوارئ بوزارة الصحة واتفق الجميع على رفع الحظر في الفاتح من يوليو المقبل بطريقة تدريجية مع اتباع الخطوات والإجراءات الاحترازية التي تقي الرياضي من الإصابة بالمرض، ونتمنى أن يطبق القرار".
ويوافقه الرأي عمار مخشف، الصحفي الرياضي بقوله: "لا بد من إعادة النظر في توقف النشاط الرياضي في مدينة عدن، مما له من أهمية في الاستيراد والكسب والحفاظ على مستوى اللاعبين.
من أهمية الأنشطة الرياضية الاستمرار في رفع مستوى اللاعبين خلال التنافس على البطولات، فالأنشطة الرياضية مهمة لأي مجال، فهي تولد الحيوية والنشاط الدائم وروح التنافس. في المقابل عندما يتوقف النشاط يظهر اليأس على جميع اللاعبين وهذه تعتبر كارثة كبيرة، فالرياضة رسالة سلمية في نشر الحب والاحترام بين المتنافسين وتنمية الروح والمهارات والأخلاق. باختصار الرياضة رمز السلام والمحبة في المجتمع. الاستمرار في تفعيل الأنشطة والفعاليات الرياضية يجنب اللاعبين السلوكيات السيئة مثل المخدرات وتعاطي القات. وعودة عجلة الرياضة للدوران ستشمل فرحتها كل عنصر من عناصر القطاع الرياضي من مدربين وإداريين وحكام وإعلاميين".

علاج واق من السلبيات
يختتم حسين العبسي، الصحفي والمصور الرياضي، متحدثاً: "نحن نتمنى عودة الأنشطة الرياضية بأسرع وقت ممكن، لكي يتم استرداد مستوى اللاعبين والحفاظ على مصالحهم وقضاء أوقات فراغهم بنشاطهم الرياضي، تجنباً لأي إشكاليات سلبية قد تنهي مسيرة اللاعبين، خصوصاً بعد قرار تجميد الأنشطة الرياضية قبل شهر رمضان المبارك، ولكن في المقابل بعد سماع الوسط الرياضي عن خبر رفع الحظر عن الأنشطة الرياضية ودراسة إمكانية عودة الأنشطة الرياضية وفق الاحترازات الوقائية، كان الجميع  سعداء.
لا بد من العودة للفعاليات الرياضية حتى يتسنى لأهم شريحة في المجتمع ممارسة أنشطتها المفضلة ورفع مستوى اللاعبين من خلال التنافس على البطولات والمسابقات الرياضية ونقل صورة إيجابية للواجهة الرياضية في البلاد.
نرجو من الأطر المسيرة للرياضة في عدن سرعة العمل بمصداقية لرفع الحظر على الأنشطة الرياضية حتى لا تهدم وتنتهي الرياضة، خصوصاً بعد حالة الركود التي عاشها الوسط الرياضي في الآونة الأخيرة، والتي جرفت بعض اللاعبين إلى الانخراط بالجماعات المسلحة، كما أن البعض الآخر ترك الرياضة نهائياً ولجأ إلى العمل في بعض المحلات التجارية بحثا عن لقمة العيش".