طلال سفيان/ لا ميديا -
في حملة تضامنية رياضية على مستوى العالم مع فلسطين والقدس وغزة فعلت الرياضة ما عجزت عنه السياسة وأوصلت رسالة الفلسطينيين إلى العالم، وأزاحت الغمامة التي رسمتها بعض وسائل الإعلام المأجورة حول قضية تعتبر الأعدل على وجه الأرض.
فقد شهدت الملاعب ومنصات التواصل الاجتماعي وتيرة عالية من كلمات التضامن والدعم المعنوي والدعوات بالنصر والسلام للشعب الفلسطيني في مواجهة غطرسة الجيش الصهيوني المحتل.
في المستوى الجمعي، أظهرت العديد من أندية كرة القدم دعمها لفلسطين، مثل قيام جمهور نادي سيلتك الاسكتلندي بوضع علم فلسطين على مدرجات ملعب الفريق خلال المباراة أمام سان جونستون الأسبوع الماضي وتنديد الإدارة لهذا التصرف ورد فوري من رابطة مشجعي سيلتك "نفتخر بعلم فلسطين على مدرجات ملعبنا عبر كل العصور".
 فيما نشر نادي ويستهام يونايتد على تويتر: "فلسطين كانت وستظل أرضاً وموطناً للفلسطينيين". ونشر حساب نادي قادش الإسباني تغريدةً جاء فيها: "قلوبنا وأرواحنا مع أهل فلسطين"، فيما كان التضامن الأبرز من نادي بالستينو التشيلي، الذي دخل لاعبوه إلى الملعب خلال مباراتهم، السبت قبل الفائت، بالكوفية الفلسطينية رافعين أعلام فلسطين.
على المستوى الفردي حمل الدولي الجزائري رياض محرز لواء اللاعبين العرب المدافعين عن المقدسيين، حيث نشر عبر حسابه في "تويتر" علم فلسطين ويداً تنشد الحرية وترفع شارة النصر، مع وسم "أنقذوا حي الشيخ جراح"، وأعاد تغريدها زميله في مانشستر سيتي الفرنسي بينجامين ميندي.
لم يكن "محرز" النجم العربي الوحيد الذي تضامن مع الفلسطينيين، حيث لحقه الكثير من المحترفين العرب في الأندية الأوروبية أبرزهم المغربي أشرف حكيمي المتوَّج حديثاً مع إنترميلان بلقب الدوري الإيطالي، الذي نشر تغريدة حملت عبارة "فلسطين حرة"، ثم عاد ونشر مقطعاً مصوراً لفتاة فلسطينية اعتقلتها قوات الاحتلال لكنها لقنت أحد أفراده درساً في الحرية والكرامة والإنسانية رغم كونها مكبلة اليدين والقدمين.
وفي تحدى للاعبين الضغوط التي يتعرضون لها بسبب تضامنهم مع فلسطين، أثار تضامن المغربي نصير مزراوي مع القضية الفلسطينية غضب جماهير ناديه أياكس أمستردام التي طالبت برحيله عن الفريق الهولندي، بعد أن نشر صورة عبر خاصية القصص القصيرة على إنستغرام، لطفل فلسطيني ممسك بحجرة صغيرة أمام جندي مسلح من قوات الاحتلال، كتب عليها "الحرية لفلسطين".


النني أيضاً نشر تغريدة كتب فيها "قلبي وروحي ودعمي لكِ يا فلسطين"، وهي التغريدة التي جعلت أحد المسؤولين عن منظمة صهيونية في المـملكة المتحدة يعبِّر عن غضبه الشديد مما كتبه نجم آرسنال، ومطالبة النادي اللندني، بطرد النني وهو الأمر الذي رفضه النادي قائلا في بيان: "يحق لجميع موطفي ولاعبي النادي التعبير عن آرائهم عبر منصاتهم الاجتماعية الخاصة، ومع ذلك، فإننا تحدثنا مع النني حول هذا الأمر، وهو يفهم جيداً ما نشره عبر تويتر”.
وأمام هذه الهجمة حظي النجم المصري بدعم كبير من الجماهير العالمية التي أطلقت وسماً بعنوان "نحن ندعم النني".
رياضي آخر تعرض للضغوطات بسبب تضامنه مع الشعب الفلسطيني الذي تعرض لاعتداءات صهيونية في القدس المحتلة وقطاع غزة، وهذه المرة ليس لاعب كرة القدم، إنما نجم سباقات فورمولا 1 البريطاني لويس هاميلتون الذي عبر عن مساندته للقضية الفلسطينية إثر العدوان الصهيوني الأخير، حيث نشر صورة ذكّر بها بجرائم الاحتلال، مبرزاً مراحل تقسيم فلسطين على مرّ السنوات.
ونشر بطل العالم 7 مرات في (فورمولا 1) عبر حسابه على إنستغرام، صورة تاريخية لخريطة فلسطين منذ 1917، شرح فيها التطور الجغرافي لفلسطين في ظل الاحتلال الصهيوني الذي قسمها بسبب اتفاقيات ظالمة.
وحملت الصورة 5 خرائط لفلسطين كانت الأولى متكاملة، ثم بعد تقسيمها في السنوات التالية، كما كُتبت على الصورة أسماء الاتفاقيات التي قسّمتها، على غرار وعد بلفور، ثم نكبة عام 1948م، فالاحتلال الذي لا يزال حتى الآن، وأرفقها بقلب مكسور يعبر عن حالته النفسية.
ولم تلبث الصورة في حساب هاميلتون طويلاً، حيث سارع لحذفها، واكتفى بترك أخرى تثبت أن عدد الضحايا الفلسطينيين أكبر أضعافاً مضاعفة من عدد القتلى "الإسرائيليين" على مدى السنوات الماضية.
تواصلت مبادرات التضامن خلال العشرة الأيام الماضية من قبل نجوم كرة القدم، تجاه الشعب الفلسطيني ضد العدوان الغاشم الذي تعرض له، كان الأبرز فيه تضامن أسطورة الكرة البرتغالية كريستيانو رونالدو، كما شهد نهائي كأس انجلترا رفع حمزة تشودري وويسلي فوفانا لاعبي ليستر سيتي علم فلسطين خلال احتفال فريقهما بكأس الاتحاد الإنجليزي، وذلك بالتزامن مع اعتداءات صهيونية وحشية على الأراضي الفلسطينية، تحت أنظار 15 ألف متفرج.
ورفع النجم الفرنسي بول بوغبا، لاعب وسط مانشستر يونايتد، وزميله ديالو، علم فلسطين في ملعب أولد ترافورد أمام 10 آلاف متفرج، عقب انتهاء مباراة الفريق أمام فولهام في الدوري الإنجليزي، الأربعاء قبل الماضي.
الجميل في هذه اللفتة أن علم فلسطين الذي حصل عليه بوجبا يعود لفتاة إنجليزية تُدعى أمبير، وهي التي أعلنت دعمها للقضية الفلسطينية بعدما شاهدت فيديوهات القصف الوحشي للقوات "الإسرائيلية"، وتأكيدها حول مساعدة بعض الشباب المتواجد في مدرجات الملعب بتوصيل علم فلسطين للنجم بوجبا بأنه يعود إلى أن الأغلبية من الجماهير تدعم القضية الفلسطينية لأنها تعلم الحقيقة جيدا.