خاص / مرافىء -

من المسهمين الأوائل في تأسيس محطة إذاعة صنعاء، وصاحب مسيرة نضالية وإعلامية وأدبية امتدت عمراً بأكمله.
ولد الإعلامي والشاعر والثائر والقيادي العسكري أحمد حسين عبدالملك المروني عام 1920 بمدينة صنعاء. تلقى دراسته الأولية في دار الأيتام، وحالفه الحظ وهو في الصف السابع بأن تم اختياره ضمن البعثة التعليمية إلى العراق.
هناك التحق مع زملائه، الذين أصبحوا قادة الثورة الجمهورية في ما بعد: عبدالله السلال وحسن العمري وآخرين، بمدرسة «الإشارة»، وتخرج عام 1936 من الكلية الحربية العراقية دفعة «الإشارة».
عند عودته تم تعيينه في القطاع العسكري، حيث عمل ضابطاً في الجيش النظامي، ثم نقل إلى وظيفة مدنية بسبب الشكوك التي ساورت الإمام يحيى حميد الدين؛ إذ سرعان ما اتصل بعدد من الثوار المناهضين لحكم الإمامة وبدأ مشواره في الحركة الوطنية وتيار التنوير، فزُجّ به في سجن القلعة.
شارك في ثورة 1948، فسجن بمدينة حجة لمدة 7 سنوات، ليطلق سراحه عام 1955، وعاد إلى مجتمعه للعمل في الخط الوطني نفسه حتى عام 1959، حيث علم أن الإمام وضعه على قائمة من سيسلمهم للجلاد، فرتب له رفاقه الفرصة للفرار إلى عدن. عمل هناك مدرساً لمدة عامين، ثم أتيح له في أواخر 1961 أمر العودة، فعمل مراقباً لإذاعة صنعاء ثم مديراً للإذاعة، مسهماً في تأسيس محطتها الإذاعية، لتكون بعد الثورة صوتا للثورة والوطن، وكتب له أن يعايش فجر ثورة 1962، وهو حينها مدير للإذاعة، وقد ساعد الضباط الأحرار في ترتيباتهم، وباشر عمله من أول أيام الثورة.
تقلد عدة مناصب عليا، فعين وزيراً للإعلام عام 1963، ثم وزيراً للإرشاد القومي ووزيراً للمعارف، وسفيراً في العراق في الفترة (1969-1974)، وسفيراً غير مقيم لدى تركيا، وسفيراً لدى الإمارات بين عامي 1980 و1984، وعضواً في مجلس الشعب التأسيسي، ومديراً لمركز الدراسات والبحوث اليمني أثناء إنشائه، وغيرها من المناصب.
في كتابه «رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه»، يصف البردوني، شعر المروني بالقول: «شعره لا يحلّق ولا يتمرغ، وإنما هو وسط... فالأفلاطونية أغلب على طبعه، والطبيعة العسكرية أكثر سيطرة على نزعاته، لهذا قدر الجمال في الأخلاق والبطولة والألفة والصداقات. وهذا يتجلى في شعره لمحات، ويتجلى في معاشرته أكثر، فهو عذب الروح حلو النكتة والحديث، مستقيم الأخلاق، رفعته الجندية والأفلاطونية عن الميوعة واللهو الرخيص... ولقد كان أول شاعر صنعائي تغنى بالبطولة المصرية إبان العدوان الثلاثي».
صدر له كتاب بعنوان «الخروج من النفق المظلم». توفي في صنعاء بتاريخ 9 يوليو 2001، بعد حياة حافلة بالكفاح والنضال.