حاوره: طارق الأسلمي / لا ميديا -

شق طريقه في عالم التدريب منذ ريعان شبابه مشرفاً على العديد من الأندية والمنتخبات التي حقق معها أفضل الإنجازات. ساهم في إبراز الكثير من نجوم الكرة في الوطن المغتصب. نتحدث عن مدرب المنتخبات الفلسطينية ناصر دحبور. 
ملحق "لا الرياضي" حرص على محاورة عميد المدربين الفلسطينيين، وذلك للحديث عن الكرتين الفلسطينية واليمنية من مختلف الجوانب.
 أهلا وسهلا بك كابتن ناصر ضيفاً كريماً على صفحات صحيفة "لا" اليمنية!
- ذأهلاً ومرحباً بكم، ويشرفني أن أكون ضيفا على صحيفة "لا" والجمهور اليمني الحبيب.
 هل لك أن تطلع القراء والجمهور على سيرتك الذاتية؟
- ناصر محمود أحمد دحبور، مواليد 1967، خربثا بني الحارث، رام الله، فلسطين.
متزوج ولي 5 بنات وولدان. معلم تربية رياضية منذ 25 عاماً، وأدرب العديد من الفرق الفلسطينية والمنتخبات. حاصل على شهادة التدريب الآسيوية A.

بدأت من بني الحارث
 كيف كانت بدايتك في مجال التدريب وصولاً لمشوارك مع المنتخبات الفلسطينية؟
- بدأت العمل في مجال التدريب أثناء دراستي للتربية الرياضية، حيث دربت فريق بلدي خربثا بني الحارث والعديد من الأندية المجاورة في المنطقة. ومن خلال خبرتي ودراستي تولدت لدي الشخصية التدريبية، بالإضافة لتأثري بالعديد من المدربين المحليين، لاسيما أستاذي ومدربي محمد الصباح.
ثم دربت العديد من الأندية وحققت معهم الصعود إلى الدرجتين الثالثة والثانية. وبعد ذلك دربت فريق الأمعري في دوري المحترفين. وعلى مستوى المنتخبات دربت المنتخب الفلسطيني المدرسي في أربع دورات عربية جرت في جدة والطائف وصنعاء وتونس، ودربت منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي والمنتخب النسوي، والأخيرات حققت معهن المركز الثاني في غرب آسيا.

متعة المراحل السنية
 ما هي أوجه الاختلاف بين تدريب المراحل السنية وبين تدريب فرق العموم؟ وأيهما أسهل؟
- في المراحل السنية هناك متعة وهناك إنجاز على مستوى الإخلاص في العمل، أن تشكل اللاعب كما تريد، والعلاقة تكون أبوية ويسودها التعلم والاحترام والنية لاكتساب معلومات ومهارات اللعب. لكن مع الكبار يدخل الجانب المادي، لذلك نجد الاستعجال على النتائج، وإن لم يحصل يؤثر على العلاقة في كل المنظومة. طبعاً الأسهل الكبار لكن في التعامل الأمتع الصغار.

سلبيات
 ما الإيجابية التي تميز المدرب ناصر؟ وما هي السلبية الأبرز؟
- إيجابيتي الإخلاص والانتماء والكاريزما. أما السلبية حقيقة هي عصبيتي الزائدة.
 ماذا عن تدخل الإدارات في عمل الأجهزة الفنية؟
- أسوأ ما يمكن أن نشاهده هو تدخل الإدارات في عمل الأجهزة الفنية، وهذا يؤثر سلباً على المردود الفني للفرق والمنتخبات.

التطور الفلسطيني
 ما كلمة السر في تألق المنتخب الفلسطيني في السنوات الأخيرة؟
- التطور الذي حدث للكرة الفلسطينية من حيث المنشآت الرياضية وانتظام الدوري واحتراف اللاعبين والاعتماد على اللاعبين الفلسطينيين في الخارج والروح العالية لتقديم شيء يسعد الوطن... كل هذه العوامل التي ذكرتها هي من أسباب تطور وتفوق المنتخب الفلسطيني في الفترة الأخيرة.

بصمة واضحة
 كيـــف شاهـــدت المنتخـــبين الفلسطيني واليمني في التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأسي العالم وآسيا؟
- بصراحة في ظل الظروف التي يعيشها المنتخبان مقارنة مع ظروف الدول الأخرى إلَّا إنه كان لفلسطين واليمن بصمة واضحة، ولولا خبرة المنتخبات المشاركة لكان هناك نتائج جيدة أكثر.

توقعات
 وماذا عن تأجيل هذه التصفيات حتى العام المقبل؟
- أعتقد أن هذا التأجيل لمصلحة المنتخبات، لأن فترة الإعداد غير كافية ولا تفي بالغرض، خصوصاً أن اللاعبين لم يخوضوا دوريات قوية، والبعض متوقف بسبب كورونا.
 ما هي توقعاتك بالنسبة للمجموعة الرابعة في التصفيات المزدوجة؟
- بالرغم من التقارب الفني للفرق، إلَّا أنني أعتقد أن السعودية وأوزبكستان سيخطفان بطاقتي الصعود، وخصوصاً حينما يلعب هذان المنتخبان على أرضهما.

ظروفنا السبب
 بهذا الصدد كيف تقيم ذهنية اللاعب الفلسطيني واليمني على حد سواء؟
- الجانب الذهني هو ما ينقصنا، نحن نتملك المهارة، ولكن العامل الذهني مشتت نوعاً ما، نتيجة الظروف التي يعيشها اللاعبون في اليمن وفلسطين، وهذا يؤثر على الجانب الذهني والرياضي.

ضعف دفاعي
 ما الذي ينقص المنتخب اليمني؟ وما هي ملاحظاتك لتطوير الكرة اليمنية؟
- المنتخب اليمني ينقصه التركيز على الجانب الدفاعي، حيث كانت المنظومة الدفاعية نوعا ما فيها ضعف، لكن في العموم المنتخب بحاجة للاعبين احتكاكهم أكثر من اللعب في الدوري اليمني الذي هو متوقف من فترة طويلة بسبب الحرب على اليمن. ولتطوير الكرة اليمنية هناك أشياء يجب العمل بها، مثل احترافية الدوري، وأن تقوم منهجية الأندية على تطبيق الاحتراف الداخلي، والاهتمام بالفئات السنية بشكل أكبر، والاحتكاك المستمر للأندية والمنتخبات، وبناء المنشآت الملائمة من ملاعب رئيسية وتدريبية، إضافة إلى استقدام مدربين على مستوى عالٍ.
 هل من أسماء في المنتخب اليمني ترى أنها تمثل المستقبل؟
- هناك العديد من اللاعبين المميزين في المنتخب اليمني، ومن الأسماء المهمة هناك عبدالواسع المطري ومحسن قراوي.

زيارة أسعدتني كثيراً
 حدثنا عن ذكرياتك في اليمن أثناء مشاركة المنتخب الفلسطيني المدرسي في البطولة العربية؟
- عام 2013 زرت اليمن، وكم كنت سعيداً بزيارتها، وفي الأصل نحن من بني الحارث، في اليمن وزرت المنطقة، لكن ما أدهشني حينما لعب منتخبنا المدرسي في ذمار مباراة الافتتاح ضد اليمن كانت كل الجماهير اليمنية تهتف وتشجع فلسطين طوال المباراة، وعندما نزلنا ساحة التحرير في صنعاء تجمهر الكثير من اليمنيين وهتفوا لفلسطين في مشهد يبقى في الذاكرة للأبد.
 نترك لك مساحة حرة، ماذا تقول فيها؟
- أوجه شكري وامتناني لك ولصحيفة "لا" على هذه الاستضافة، وأتمنى أن يعود اليمن لسابق عهده سعيداً متعافياً موحداً. حمى الله شعبينا في اليمن وفلسطين من كل مكروه. وأمنيتي أن أرى كل الشعوب العربية زائرة لفلسطين وهي حرة محررة.