حاوره: طلال سفـيان / لا ميديا -

4 عقود من الزمن وهو وراء العدسة مقدماً صورة ملهمة زاخرة بالأحداث الرياضية الجسام على مختلف الملاعب العالمية.
رحلة الإبداع في مهنة ضوء عظيمة تقف وحيدة خلف الأضواء.
عبدالعزيز عمر (زيزو) مصور انتقل للعالمية بكل جدارة، كيف لا وهو الإنسان المكافح الذي نال أعلى الشهادات العلمية المدموغة بتأهيل الذات وجلس القرفصاء بخبرته خلف المضمار الرياضي موجهاً الزوم صوب الملعب؟!
رحال الصورة الرياضية الأشهر وفنانها العالمي عبدالعزيز عمر في حوار جاش به لملحق "لا الرياضي" عن حياته داخل العدسة وخارجها.

 في البداية نرحب بك في ملحق "لا الرياضي"!
- أشكركم على هذه الاستضافة في صحيفة لها قراؤها ومكانتها بين المطبوعات الإعلامية.


عشق ودورتان
 لكل بداية قصة، ولكل قصة بداية... كيف بدأت قصتك مع الكاميرا؟
- بدايتي كبداية أي مصور هاوٍ، كنت أعشق متابعة الصور الرياضية في الصحف والمجلات العالمية، مثل مجلة "فرانس فوتبول" الشهيرة ومجلات عديدة تصدر في العالم، وكنت أحب مشاهدة صور نجوم الرياضة بصفة عامة ونجوم كرة القدم بصفة خاصة في تلك الفترة. كنت أفكر في نفسي: لماذا لا أكون مصوراً رياضياً؟! وبدأت الفكرة تستهوني بشكل جنوني. وانشغلت عن الفكرة حينما التحقت بالخدمة العسكرية الوطنية عام 1979. لكن بعد عامين من انتهاء فترة الخدمة التحقت بالعمل في وكالة أنباء عدن سابقا قبل الوحدة المباركة -وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" حالياً. وفيها أخذت دورة قصيرة جدا في مبادئ وأساسيات التصوير الفوتوغرافي على يد الأستاذ القدير والمصور الرياضي الفوتوغرافي المخضرم علي راوح ثابت، الذي استفدت منه كثيراً. وبعدها التحقت بدورة في المعهد الإعلامي التابع لوزارة الإعلام آنذاك، وكانت الدورة خاصة بالتصوير الفوتوغرافي على يد أحد الخبراء الألمان بصحيفة "دير شبيجيل" الألمانية، وكانت دورة متقدمة وحصلت فيها على امتياز.
وبعد تحقيق الوحدة اليمنية صدر قرار وزاري بتعييني رئيسا لقسم التصوير الفوتوغرافي بوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"- المركز الرئيسي بصنعاء. وحتى اللحظة أعمل مستشار الإدارة العامة للأخبار لشؤون الخدمات المصورة، وكبير المصورين، وخبيراً في مجال التصوير الفوتوغرافي الرقمي.

مهنة المتاعب والمتعة
 فن اللقطة أو الاحتراف كما يفهمها العامة، هلا تشرح لنا مميزات هذه المهنة ومصاعبها بشكل فني؟
- التصوير أصبح فناً، ومن أصعب الفنون، ويحتاج إلى الحس المرهف والحدس، والأهم من ذلك يحتاج إلى الموهبة، والموهبة من الله سبحانه وتعالى، والتدريب والتأهيل هو المجال الذي يطور مدارك المصور، فالمصور الفوتوغرافي يجب أن يكون لديه حس وسرعة بديهة. وبما أن الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب فالصورة هي المتاعب بحد ذاتها، ولكن في الوقت نفسه هي مهنة ممتعة ومسلية.
 هلا تحدثنا عن أول حدث رياضي خارجي شاركت فيه كمصور فوتوغرافي؟
- أول حدث رياضي عالمي جاء عبر وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، وكان دورة خاصة للمصورين والمحررين لتغطية فعاليات مونديال كأس العالم بفرنسا عام 1998، والذي فاز به المنتخب الفرنسي على المنتخب البرازيلي في النهائي. 


شاركت في 4 بطولات كأس عالم
 شاركت في أحداث رياضية عالمية كثيرة، ما هو الحدث الأكثر رسوخاً في ذاكرتك، والآخر الذي تمنيت التواجد فيه؟
- صحيح شاركت في مناسبات رياضية عالمية وآسيوية وعربية كبرى، لكن الحدث الذي لايزال في ذاكرتي هو كأس العالم 1998 في فرنسا، وكذا دورة الألعاب الآسيوية في كوريا الجنوبية والتي جاءت مباشرة بعد مونديال كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.
وبعد ان شاركت في اربع بطولات كاس عالم لكرة القدم كنت أتمنى التواجد في كأس العالم في روسيا 2018، لكن ظروف العدوان الغاشم والحصار الجائر الذي تعرضت له بلادي اليمن حال  دون ذلك، بسبب إغلاق المطارات.

مصور محترف باعتماد "الفيفا"
 كرمت من رئيسين للفيفا وكذلك من رئيس الاتحاد الآسيوي... يا ليت تحدثنا عن هذه المسيرة التكريمية؟
- نعم، كرمت من أعلى المستويات الرياضية في العالم، كالاتحاد الدولي لكرة القدم من خلال اعتمادي كمصور صحفي رياضي محترف، وكذا من رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والأمانة العامة. كما تم تكريمي كأحد أفضل عشرة مصورين صحفيين رياضيين في كأس العالم للناشئين بفنلندا 2003 أثناء المشاركة الطفرة لمنتخبنا الوطني للناشئين والذي جاء في مجموعة حديدية ضمت البرازيل والبرتغال والكاميرون.
وكرمت أيضا من مؤسسات إعلامية كبرى ومنحت العضوية الشرفية للجمعية اليابانية للتصوير، ونلت الدبلوم الفخري من موقع "فوتونيا".

المصور الرياضي مظلوم
 ماذا عن تكريمك على مستوى الوطن؟ وهل المصور الفوتوغرافي اليمني مظلوم؟
- نعم، تم تكريمي من قبل وزارة الشباب والرياضة أنا واثنين من مبدعي الإعلام الوطني في الخارج: الزميل رائد عابد من قناة "الجزيرة" الرياضية، والزميل حسن العيدروس معلق قناة "بي إن سبورت". وكذا الحكم الدولي المرحوم عبدالواحد الخميسي.
أما بخصوص المصور الصحفي الرياضي فهو نعم مظلوم، ولم يأخذ حقه من التأهيل والتدريب والتكريم، وكذلك حقه بمرافقة المنتخبات الوطنية بجميع فئاتها إلا فيما ندر وبشكل محدود، وكأن الأمر يقتصر فقط على المحرر المرافق للمنتخب. وأنا أؤكد أن وجود المصور الرياضي في أي بعثة رياضية في أي لعبة مهم جداً، بل وأفضل من وجود مائة إعلامي آخر، وذلك من خلال تقديمه خدمة إعلامية مصورة وتوثيقية. ولكن مؤخراً ومع وجود كيان الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي حظي العديد من الإعلاميين اليمنيين والمصورين بفرصة المشاركة وبأعداد كبيرة، وخاصة في بطولة كأس الخليج العربي في الدوحة العام الماضي.

الكادر اليمني ينقصه التدريب
 هل اليمني موهوب مع الكاميرا؟ وماذا عن مسائل التدريب وتنمية مهارات المصورين الفوتوغرافيين في اليمن؟
- المصور الفوتوغرافي موهوب بالفطرة وعنده موهبة ربانية. واليمني إذا حصل على فرص التدريب والتأهيل والاحتكاك الخارجي من خلال المشاركات العربية والقارية والعالمية سيكون له شأن كبير في عالم الصورة الصحفية.
أعتقد أن هناك معاهد إعلامية في اليمن بدأت في إقامة دورات خاصة في مجال التصوير الفوتوغرافي والفنون الإعلامية الأخرى، وهي دورات جاءت لتنمية المهارات الإعلامية من خلال التكنولوجيا والتقنيات التي ظهرت في العالم.

أستمتع بتصوير "المجنونة"
 هل تعمل فقط في المضمار الرياضي أم أن لك أنشطة مع الكاميرا في المناحي الأخرى؟
- أنا من عشاق المضمار الرياضي من خلال الصورة الصحفية الرياضية المحترفة؛ ولكن لي اهتمامات في التصوير الحر، مثل التصوير السياحي والمناظر الطبيعية. حقيقة أجد نفسي في مجال التصوير الرياضي، وخاصة المستديرة المجنونة كرة القدم، حقيقة أجد فيها المتعة والإبداع والاستمتاع، وعدستي تجد نفسها في ذلك.

لا أريد لأبنائي خوض المجال نفسه
  يقال: "ابن الوز عوام"... هل سنشاهد أبناءك أو أحدهم يسير على خطاك؟
- لا. لا أحبذ أن يكون أبنائي على خطاي، ولكن يمكن أن يكونوا هواة للتصوير ليس إلا أتمنى أن يكون أبنائي في مجال الطب والهندسة والاتصالات وتقنية المعلومات والبرمجة... هذه تخصصات العصر الذي نحن فيه عصر التكنولوجيا والفضاء.
 ما هي الصورة الأقرب إلى قلبك؟
- كل صورة تلتقطها عدستي هي قريبة إلى قلبي؛ ولكن صورة ابنتي "لبنى" عندما كان عمرها سنة واحدة هي الصورة التي أحببتها وأعجبت بها. 
 من هو مثلك الأعلى؟! ومن الذي شجعك في بداية حياتك؟
- مثلي الأعلى هو الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، هو معلمنا ومربينا. أما تشجيعي في بداية طريقي فإن أمي العزيزة والغالية ألف رحمة عليها هي أول وأكثر من شجعني.

الرياضة تعود تدريجياً
 كيف أثرت جائحة كورونا على مشاركاتك بعد إغلاق مطارات العالم وتوقف الأنشطة الرياضية؟
- لم تؤثر عليَّ كثيراً، ولكن الجائحة أثرت على العالم، وتأثرت بها الرياضة العالمية، وبالذات كرة القدم. ولكن الحمد لله بدأت الحياة الرياضية تعود بشكل تدريجي، وقريباً بإذن الله تعود الأنشطة الرياضية على مستوى اليمن والعالم.

تجربة مريرة
 خلال شهر رمضان أصبت بحمى المكرفس في عدن... كيف عشت هذه التجربة؟ وكيف تجاوزتها؟
- الحمد لله على كل حال، تجاوزت هذه التجربة المريرة، وخاصة حمى المكرفس، وكان لإخواني وأنسابي الأثر الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى، وكذلك لإيماني برب العالمين الذي شفاني وعافاني. ولا أنسى أم أولادي زوجتي الغالية والعزيزة على قلبي "أم عمر" ووقوفها الدائم بجانبي في السراء والضراء، وكانت الداعم لي بذلك من خلال الاهتمام والرعاية. 

علاج مجاني
 اليوم نرى لك ممارسات رياضية صباحية برفقة أبنائك ودعوتك للجميع إلى الانضمام لكم... كيف تجري الأمور معكم؟
- نعم، إنها أحلى ساعة صباحية وخاصة أنها تأتي بعد أداء صلاة الفجر في المسجد، ومن خلالها أمارس الرياضة الصباحية مع الأولاد، وكذا انضمامي كعضو في أحسن فريق، نلتقي جميعاً صغاراً وكباراً لممارسة التمارين الصباحية بقيادة المدرب المهندس ناجي أبو حاتم، صاحب الفكرة. وهنا من خلال صحيفتكم أدعو الجميع إلى الحضور وممارسة الرياضة، لأن الرياضة هي علاج مجاني لا يُشترى من الصيدلية ولا تجده في المستشفى وإنما تجده في ممارستك للرياضة المستدامة من أجل الصحة والحياة.
 كيف يعيش "زيزو" اليوم؟
- أعيش حياتي بشكل طبيعي، حياة خالية من القات والسيجارة والسهر... وأعيش أجواء مفعمة بالأمل والحيوية والنشاط.
 ما هي أسعد لحظة في حياتك؟ وما هي الأقسى؟
- الأسعد عندما أصبحت مصوراً صحفياً رياضياً عالمياً محترفاً. والحدث المحزن هو وفاة والدتي المغفور لها بإذن الله تعالى، ووفاة زوجتي الأولى أم محمد، وابني المولود معها، رحمة الله عليهم جميعاً.
 ما الذي تتمناه اليوم أكثر من أي وقت؟
- أتمنى أن يتجاوز الوطن محنته، وأن يحفظ الله اليمن من كل شر ومكروه، وأن أرى أولادي وبناتي في شأن عظيم ومراتب عالية، وأن أكون أنا وأسرتي الصغيرة في أحسن صحة وعافية.

نصيحة للشباب
 هل من نصيحة تقدمها لمحبي وممتهني التصوير الفوتوغرافي الشباب؟
- أنصح أبنائي الشباب وممتهني التصوير الفوتوغرافي بالبعد عن الغرور، وأن يصعدوا السلم خطوة خطوة، وأن يطوروا مداركهم العلمية من خلال التدريب والتأهيل ومتابعة كل جديد في عالم التصوير والتقنية الحديثة، وألا يصابوا بالإحباط، وأن يجتهدوا ويثابروا، وحتما سيكون التوفيق والنجاح حليفهم بإذن الله تعالى.
 هل من رسالة تود أن توجهها؟ وإلى من؟
- رسالتي إلى بلدي اليمن: أدعو لك الله أن تكون في خير وعافية وفي أمن وأمان، وأن أراك أيضا في مصاف الدول المتقدمة.
 كلمة تختتم بها هذا الحوار...؟
- الشكر والتقدير لمن أهداني هذا اللقاء، وأخص بالذكر حبيبي وأخي وزميلي طلال سفيان، ولكل العاملين في صحيفة "لا" من أصغر موظف إلى أكبرهم.

زوووم C.V
عبدالعزيز عمر عبدالعزيز "زيزو" :
- مستشار الإدارة العامة للأخبار لشؤون الخدمات المصورة بوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، وكبير المصورين في الوكالة.
- مواليد عام 1961- عدن.
- متزوج وله بنتان وولدان.
- الخبرة العملية: 38 عاماً.
- خريج المعهد الفني التجاري -عدن- قسم محاسبة عام 1988.
- عضو نقابة الصحفيين اليمنيين.
- عضو نقابة الصحفيين العرب.
- عضو منظمة الصحفيين العالمية.
- عضو نادي التصوير الضوئي العربي.
- عضو مؤسس بالاتحاد اليمني للإعلام الرياضي.
- عضو الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية.
- عضو الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي.
- مصور صحفي رياضي للجريدة "الرياضية" السعودية ومجلات "الصقر" القطرية، و"الرياضي" الكويتية، و"سوبر" الإماراتية سابقاً.
- عضو موقع جاليري المصورين العرب.
- مراسل مجلة الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا "فيفا مجازين" مايو 2004.
- عضو شرفي بالجمعية اليابانية للتصوير الفوتوغرافي.
- عضو شرفي بمجلة "ناشيونال جيوغرافيك" العربية.
- محاضر ومدرب وخبير في مجال التصوير الصحفي الرقمي.
- مصور صحفي رياضي محترف معتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحادات الآسيوي والأوروبي والأفريقي.
- حائز على الدبلوم الفخري من موقع "فوتونيا" العالمي.
- شارك  في تغطية 4 بطولات كأس عالم (1998  -  2002 - 2010 - 2014)، كما شارك في العديد من البطولات  الاقليمية والقارية والعالمية، وتغطية  العديد من حفلات القرعة والمؤتمرات والندوات الدولية.