ترجمة  خاصة عن الألمانية: نشوان دماج / لا ميديا -

1 ـ أناس يتساقطون موتى في الشوارع
هكذا صورت وسائل الإعلام "كوفيد 19" بداية الأمر: مرض هو من الخطورة لدرجة أن الناس الذين يسيرون على امتداد الشارع يتساقطون موتى فجأة. جميع وسائل الإعلام البريطانية قدمت عمليا هذه الصور. الغريب جداً أن عمال الطوارئ هؤلاء في أول صورتين ونظائرهما في صحف أخرى، لا يملكون أي معدات معهم، بل يبدو فقط أنهم يقفون ولا يفعلون شيئاً. فهل تلك الصور مزيفة؟ 
منذها، لم ترد تقارير عن أناس يتساقطون موتى في أي شارع. ولو كان صحيحاً ذلك في الصين، لكان الفيروس قد لوحظ بأقصى سرعة. إننا نعلم الآن أن الأعراض لا يمكن تمييزها عن أي نزلات برد أو أنفلونزا أو التهاب رئوي. وبالتالي كانت هذه الصور هي بداية أكاذيب ذعر كورونا. 

2 ـ أن ثلاثة في المائة سيموتون
أعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت مبكر عن نسبة الـ3% هذه كمعدل للوفيات. ليس على المرء أن يكون عبقرياً في الرياضيات ليعرف أن معناها واحد من كل 30 شخصا. وذاك سبب خطير لإثارة الذعر. ونعلم الآن أن معدل الوفيات هو 0.1٪. أي: واحد من بين كل 1000 شخص، مثله مثل الأنفلونزا الموسمية. ولكن من المهم في الوقت نفسه أن الأعداد تتركز بشكل كبير على الأشخاص الذين تناهز أعمارهم الثمانين عاماً، والذين يعانون على الأقل من مرضين خطيرين، ومتواجدون مسبقاً في دار رعاية: الأشخاص الذين يعانون من الحد الأدنى من قابلية الحياة ولم يتبق من أعمارهم إلا القليل. أما الأشخاص الأصغر سناً والأصحاء، وما تحت سن السبعين، ناهيك عن العشرين أو الثلاثين، فإن خطر الموت ضئيل. 

3 ـ المناعة الجماعية فكرة خطيرة
تلك واحدة من أخطر حالات الفساد في العلم على الإطلاق. وليس المرء بحاجة إلى شهادة في علم الأوبئة ليعرف أنها تجيء وتذهب. فتعريف الكلمة بذاته يقول ذلك. (والعكس منه أي مرض يمتد لسنوات عديدة يعتبر متوطناً). على المرء فقط أن يعرف فصلاً صغيراً من علم الأوبئة لفهم سبب انتشارها. فهو ليس علم صواريخ. وعندما يظهر المرض الجديد، يكون الجميع عرضة له، لأنه جديد، وبالتالي لا أحد يمتلك أي مناعة. يمكن للعدوى أن تنتشر بين السكان، ولكن عندما تفعل ذلك، فإنها تترك ذوي المناعة في حالهم. ومع تنامي أعداد الأشخاص ذوي المناعة، يصبح من الصعب بشكل متزايد انتشارها. وعندما يصل عدد الأشخاص ذوي المناعة إلى نقطة معينة (والتي تختلف باختلاف المرض) لا يعود للعدوى أن تجد أشخاصاً جدداً لتصيبهم، وبالتالي يموت المرض من تلقاء نفسه. تلك النقطة تسمى المناعة الجماعية. إنها الطريقة الوحيدة لهزيمة فيروس جديد. لكن انظر الأكذوبة رقم 4.

4 ـ نحن بحاجة إلى لقاح يمنحنا مناعة جماعية
إن فاعلية اللقاحات هو أنها تخلق مناعة جماعية اصطناعية، لكن ذلك ليس أفضل من المناعة الجماعية الطبيعية. والحقيقة البسيطة، كما يعلم الجميع، هي أنه ليس لدينا لقاح. فكم من الوقت يا ترى سيستغرق صنع لقاح، واختباره بشكل صحيح وطرحه في السوق؟ 18 شهراً؟ 3 سنوات؟ لا شيء؟ إننا حتى لو استخدمنا لقاحاً ما، قبل إجراء فحص سلامة مناسب، فإنه بالتأكيد سيستغرق وقتا أطول من المناعة الجماعية الطبيعية. (لاحظوا أن نزلات البرد غالباً ما تسببها بعض الفيروسات التاجية الأخرى أيضاً. ولا يوجد حتى الآن دليل على وجود لقاح ضد أي من هذه الفيروسات). 

5 ـ إجراءات الحظر مجدية
الأدلة هنا ضعيفة للغاية. من المنطقي أنه لا بد وأن يكون لها بعض التأثير. لكن لدينا نيويورك بإجراءات حظر مشددة ووفيات هائلة، في حين أن طوكيو ذات الحد الأدنى من إجراءات الحظر لديها القليل. أو السويد ذات الحظر النسبي، لديها معدل وفيات أقل من بريطانيا ذات الحظر الصارم. أو إسبانيا والبرتغال، اللتان تشكلان معاً شبه الجزيرة الإيبيرية، لديهما معدلات وفاة متفاوتة بشكل كبير. هناك عامل أو أكثر يلعب دوراً هنا، ولا يبدو أن وسائل الإعلام مهتمة بما يمكن أن تكون عليه تلك العوامل. لحسن الحظ، هناك بعض العلماء الذين يحاولون شرح التفاوتات. وقد تم الاستشهاد بعدة عوامل ذات أدلة جيدة:
أ: يلعب فيتامين (د) دوراً رئيسياً في جهاز المناعة، وبالتأكيد تلعب الاختلافات في نقصه دوراً، على الأقل في الحالات المعزولة. في الواقع، هناك إهمال من جانب الحكومة في عدم الترويج لمكملات فيتامين (د) على نطاق واسع. 
ب: تلعب لقاحات الأنفلونزا دوراً هي أيضاً عندما يتعلق الأمر بتفاقم نتيجة الفيروسات التاجية. هذه الآلية يطلق عليها العدوى الفيروسية التي يسببها اللقاح. بالطبع، أولئك الذين يصنعون اللقاحات غير مهتمين بمعرفة تلك الآثار الجانبية غير المرغوب فيها. 
ج: السمنة مؤشر سلبي يفسر جزئياً ارتفاع معدل الوفيات في نيويورك. واحدة من أغرب إحصائيات "كوفيد 19" حتى الآن هي أن من العدد الضئيل للوفيات في اليابان هناك ما لا يقل عن سبعة مصارعين سومو!
يمكن للمرء أن يشير إلى عوامل أخرى كثيرة، ولكن لا أحد يأتي على العامل الحاسم في نهج علم الأوبئة، وهو المناعة. فالمناعة هي السبب الرئيسي لعدم عدوى الناس. لذا، يجب أن يكون العامل الأساسي وراء معدلات الوفيات المختلفة هو مدة الإصابة بالفيروس في البلدان المختلفة قبل ملاحظته. ففي حين تتفشى العدوى بين السكان، متداخلة مع نزلات البرد والأنفلونزا، فإنها تعزز من المناعة باطراد.
ضئيل هو عدد الوفيات في الصين، بالنظر إلى عدد سكانها الضخم. كان الفيروس هناك في ازدياد طوال موسم أنفلونزا الشتاء، قبل أن يعرف الناس أن هناك شيئاً جديداً. وعندما لاحظوا ذلك، قاموا بعزل أنفسهم، وبدا أن العزل فعال للغاية؛ ولكن فقط لأنهم كانوا بالفعل قريبين من المناعة الجماعية. وبالمثل، فإن البلدان التي حول الصين ولها علاقة كبيرة معها، لديها معدلات وفيات منخفضة هي أيضا (فيتنام، لا أحد على الإطلاق!). أما كيف ومتى وصل الفيروس إلى دول أخرى، فذاك أمر أصبح من الصعب الآن الكشف عنه؛ إنما على المرء أن يدرك أن مطار ووهان هو محور مهم للرحلات الجوية في جميع أنحاء العالم. يمكننا، على سبيل المثال، أن نفترض بشكل معقول أن النرويج أصيبت في وقت مبكر، وهي التي انخفضت فيها حالات الوفاة في وقت لاحق إلى أقل بكثير. ويثبت هذا الاستنتاج حقيقة أنه، بعد تخفيف الحظر حالياً، لا يزال عدد الحالات يتناقص. بعبارة أخرى، لا يوجد مؤشر على أي "موجة ثانية". فأي حظر صارم وفعال يمنع انتقال العدوى، وبالتالي يمنع نمو المناعة، لا بد أن تكون نتيجته حدوث موجة ثانية. إن عدم وجود مثل هذه العلامة يشير بقوة إلى المناعة المكتسبة مسبقاً. (مع كل هذا، لا تزال نيويورك هي الهارب النهائي، وأنا لست أكثر استعداداً من أي شخص آخر لمحاولة شرح كامل لإحصاءات نيويورك في هذه المرحلة).

موقع: Theblogcat.de
21  مايو 2020
لمزيد من التفاصيل حول علم الأوبئة وأشياء أخرى قوموا بزيارة
unlockthelockdown.com،
فهذا المقال إنما يقدم فقط ملخصاً موجزاً لأهم 12 أكذوبة.