خاص  / مرافئ لا -

من أبرز الإعلاميين في اليمن، وأحد أقدم الأصوات في إذاعة عدن، حيث عرفت من خلال عدد من البرامج الإذاعية التي قدمتها طوال عقود، ومن أبرزها برنامج «البث المباشر» و«بريد المستمعين».
ولدت المذيعة والممثلة الإذاعية نبيلة حمود علي، عام 1955، في عدن، وتلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي في منطقة الشيخ عثمان، مستهلة حياتها العملية في المكتب البلدي التابع لمكتب محافظ عدن. وفي 1976 التحقت بالعمل في إذاعة عدن متدرجة في المناصب الإذاعية حتى وصلت إلى مدير عام الإدارة العامة للبرامج.
ارتبط صوتها بوجدان الناس ومشاعرهم في محافظة عدن خاصة ومحافظات الجمهورية عامة. صوتها المميز وأسلوبها في التقديم جعلا اليمنيين يواظبون على برامجها، هي المقدمة والمحاورة، والممثلة في الدراما الإذاعية، وصوت بعض الفواصل الإعلانية، والتي تجيد الحديث بأكثر من لهجة يمنية. أشاد بها أساتذة اللغة العربية وفن الإلقاء، ومن بينهم د. محمد ناصر حُميد، أستاذ اللغة في جامعة صنعاء، الذي قال عنها مرة: «إن التحصيل الأكاديمي ليس كل شيء، بدليل أن لدينا نبيلة حمود ذات الخبرة والحس الإذاعي المميز، وأنا أعتبرها المذيعة الأفضل في اليمن».
لم تدرس الإعلام، لكنه كان أمنيتها منذ الصغر. ولشدة ولعها بالاستماع إلى الإذاعة، وتحديداً إذاعة عدن، أهداها والدها مذياعاً كانت تنام وتصحو على صوته، وفي أوقات كثيرة كانت تقف أمام المرآة تقرأ من كتاب أو صحيفة بصوت مسموع، متخيلةً نفسها مذيعة.
ذات يوم، كانت تملي بيانات الموازنة على زميلها في مكتب البلدية، فعلّق زميل آخر قائلاً: «صوتك جميل يا نبيلة، تنفعي مذيعة». فردت عليه مازحة: «على يدك.. وظفني مذيعة»، فسارع إلى القول: «توجهي غداً إلى مبنى الإذاعة في التواهي، فهم يحتاجون إلى مذيعين». أخذت نبيلة كلام زميلها على محمل الجد، وانتظرت صباح ذلك الغد، والذي كان اليوم الأخير للخضوع لاختبار المذيعين. خاضت الامتحان بجدارة فأخبروها أن تنتظر إعلان النتيجة بعد أيام، إلا أنها فوجئت، حال عودتها إلى البيت، بالهاتف يرن وبمتحدث يهنئها بقبولها مذيعة في إذاعة عدن! 
تقول نبيلة إنها بالرغم من تلك التجربة الطويلة كمذيعة ظلت تشعر برهبة الميكرفون، وتخشى أن تخطئ على الهواء، مضيفة أن أحد أصعب البرامج التي قدمتها هو «البث المباشر»، حيث تحاور متصلين لا تعرف عنهم شيئاً، «لكن بمجرد أن يرد التحية أبدأ أستشف كيف يفكّر ومستواه، فأطرح الأسئلة المناسبة بحيث لا يشعر المستمع بأنني أكثر ثقافة ممن أحدّثهم ولا أدنى منهم». 
تنصح نبيلة بألا يدخل هذا المجال إلا من كان عاشقاً له، فهو مجال إبداع. لا يستطيع أن يكون إعلامياً إلا من كان عاشقاً للإعلام، ويجب أن يشعر في داخله بأنه إعلامي، وأن يعشق القراءة والشأن العام والمتابعة، لاسيما أن الإمكانات التقنية اليوم أفضل مما توافر لجيلنا بكثير، ويمكن أن يصنع بها الإعلاميون الكثير إذا كان الشغف الشخصي حافزاً، وليس الكسب المادي فقط.
تركت إعداد البرامج بعدما ساءت صحتها وتآكلت فقرات عُنقها، فمنعها الأطباء من الانحناء، وكانت تلك ضريبة باهظة بعدما عيّنت مديرا عاما لإدارة البرامج، وهي المرة الأولى التي يسند فيها هذا المنصب إلى امرأة في تاريخ العمل التلفزيوني والإذاعي اليمني.
وفي يوم السبت, 28 يوليو 2012، رحلت الإعلامية المتألقة نبيلة حمود علي عن دنيانا، بعد صراع مرير مع المرض عن عمر ناهز الـ58 عاماً.