شايف العين / مرافئ لا -

كونه مهدا لأقدم الحضارات الإنسانية، عرف اليمن الغناء إبان حضاراته السبئية والمعينية والحميرية.
ومن ضمن ما وثقته النقوش آلات موسيقية ظهرت بشكل بارز، الأمر الذي يؤكد أن الفن الغنائي اليمني من أقدم الفنون عبر التاريخ.
ولعل من أبرز الآلات الموسيقية التي أظهرتها النقوش الأثرية آلة «الطربي» أو «القنبوس»،  الذي استخدمه اليمنيون في حقبة الألف الأولى قبل الميلاد، ويظهر أحد النقوش امرأة تمسك بهذه الآلة التي ميزت الفن الغنائي لعهود طويلة.
وأكد باحثون عرب وغربيون أن «الطربي» كنز وطني عريق تقع على اليمن مسؤولية الحفاظ عليه، مؤكدين أنه الوتر الذي يمتلك القدرة على تحريك مشاعر الفرد، وأنه الآلة الأولى التي تطور منها العود. 
وتحدث المسعودي في «مروج الذهب» عن أن اليمن عرف نوعين من الغناء هما الحميَري، والحنَفي، وكان اليمنيون يفضلون الثاني، ويسمون الصوت الحسن بـ«الجدن»، وهو الاسم المأخوذ من اليشرح بن ذي جدن، أحد ملوك حمير، الذي يعود إليه غناء أهل اليمن، ولُقب بذي جدن لجمال صوته.
وأثار الغناء الصنعاني بعوده الرنان «القنبوس» اهتمام الكثير من الباحثين من مختلف أنحاء العالم، وذلك لسُلّمه الموسيقي الشرقي وخصائصه الفنية العديدة. 
يتكون «القنبوس» والمعروف في صنعاء بـ«الطربي»، من 4 أوتار وبطن وذراع مغطى بجلد الماعز مرصع بالنحاس، وفي أعلى ذراعه مرآة اختلفت التفسيرات حولها.
وهو قطعة واحدة منحوتة من خشب الجوز الرفيع، بحيث يقطع الجذع بشكل طولي ويتم تفريغه من الداخل ليكوّن تجويف الآلة.
أما رأس القنبوس فمنحوت من خشبة منفصلة، تضم المفاتيح التي تلصق فيها بلحام خاص يدعى «العقب». وكان يتم العزف عليه باستخدام ريشة من ريش النسر للنقر على الأوتار.